Voice of Preaching the Gospel

vopg

القس إسبر عجاجلكن إلى أين ذهبوا؟
يقولون: إن الفلوس تتكلم.
فقلت: "إن كانت تتكلم فلا أسمعها تقول لي إلا كلمتين: باي باي."
لكن إن كنت لا تسمعها تقول لك: "باي باي!" فأنت لا بد وأن تقول لها: "باي باي!"

يا لها من كلمات رزينة تستوجب انتباهنا لا سيما أن عجلة الحياة تدور بدون توقّف، وعاجلًا أو آجلًا لا بدّ وأن نواجه دعوة الخالق للوقوف أمامه. "لأنه قد وُضع للناس أن يموتوا مرة وبعد ذلك الدينونة." ويا لها من ساعة رهيبة ومخيفة لكل نفس غير متيقّنة من خلاص الله الذي قدّمه بموت المسيح؛ الذي ترك الأمجاد السماوية، والتسابيح الملائكية، وجاء إلينا خصّيصًا لكي يفدينا، ويحمل العقاب عنا، ويعطينا الحياة الأبدية.
لا بد وأنك سمعت أو قرأت عن سليمان الحكيم الذي أحرز حكمة ومجدًا وغنى، وقد كانت له كثرة من العبيد والجواري والمغنّين والمغنّيات، والنساء والسراري. كل هذه كانت متوافرة له كما قال: "مهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهما، لم أمنع نفسي من كل فرح." (جامعة 10:2) ولكنه أخيرًا نظر إلى حقيقة الحياة فقال: "باطل الأباطيل... الكل باطل وقبض الريح." ثم قال في ذات المعنى نفسه: "العين لا تشبع من النظر، والأذن لا تمتلئ من السمع." وأخيرًا في شيخوخته قال: "كرهت الحياة." (جامعة 17:2) ثم بعد مئات من السنين أيّد الرسول يعقوب نفس الرأي بتعريفه حياتنا بالقول: "لأن ما هي حياتكم؟ إنها بخار، يظهر قليلًا ثم يضمحل." وأن حياة الإنسان "كزهر العشب يزول. لأن الشمس أشرقت بالحرّ، فيبّست العشب، فسقط زهره وفني جمال منظره." (يعقوب 14:4؛ 10:1-11)
وتاريخ البشرية مفعم بالعبر لمن اعتبر. فأين الإسكندر الكبير الذي بعد موته عملوا لجثته صندوقًا من ذهب ونفّذوا طلبه قبل موته بأن توضع يداه خارج النعش لكي يروا الناس تفاهة الحياة. ثم ماذا عن الممثلين والممثلات الذين انتحروا علمًا بأنه لم يكن ينقصهم شيئًا في الحياة من مجد وكرامة ومال؟ مثال على ذلك، المغني إلفس برسلي الذي كان يملك عدة قصور التي كانت بعض مقابض أبوابها مصنوعًا من الذهب الخالص. ثم ماذا عن مارلين مونرو التي ذاع صيت جمالها وغناها في جميع البلدان؟ وأخيرًا، بعد أن كبرت في السن، وابتدأ جمالها يذبل كالزهرة، لم تطق الحياة، بل قالت: "صرت عبئًا ثقيلًا على نفسي، وعلى جميع من حولي." ثم انتحرت. ثم ماذا عن كريستينا أوناسس، ابنة الملياردير أوناسس التي كانت تملك من المال بليوني دولار قبل أن تنتحر، كتبت ما يلي: "لو كان المال يعطي السعادة لكنت أنا أسعد فتاة في العالم؟"
والمدهش حقًا أن دايل كارنيجي - الكاتب الأمريكي الشهير الذي تُدرَّس كتبه المشهورة في جميع الولايات المتحدة، ومنها كتاب "كيف تربح الأصدقاء وتؤثر في حياتهم؟"، "كيف تصبح متكلمًا ماهرا"، "القائد الذي فيك"، "كيف تستمتع في حياتك وعملك" ومن الغريب أن الذي كتب كتاب: "كيف تدع الهم وتعيش سعيدًا؟" - انتحر مهمومًا تعسًا. هذا يذكرنا بكلمات الرب يسوع التي قالها للمرأة السامرية التي كانت تعيش بلا رادع ولا رقيب، التي جاءت لتستقي ماء من بئر يعقوب: "من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا." ويذكّرنا أيضًا بكلمات القديس أوغسطينوس عندما قال: "يا رب، نحن نسمة من فيك ولا نستريح إلا فيك." وقال آخر:

بنوا الدنيا بجهل عظّموها
فعزّت عندهم وهي الحقيرة
يهارش بعضهم بعضًا عليها
مهارشة الكلاب على العقيرة

إن الذي يسعى وراء المال لا بد أنه سيكتشف في آخر أيامه بأنه كالبدوي الذي يعيش في الصحراء فيرى من بعيد السراب ويظنّ أنه ماء فيسعى وراءه فيكتشف أنه لم يكن سوى سراب. وهكذا الذي يسعى وراء المال لا بد وأن يواجه حقيقة أن: "الذهب ذاهب، والفضة فاضية، والمال يميل."
ذكر الأخ موريس جرجس في إحدى عظاته المباركة - التي كانت تقود الإنسان إلى قبول الحياة الأبدية - هذا الشعر الزجلي:

هونْ يا إنسان هونْ مضجعـك
هالكاس بدّك تشربه بدّك تموت
تراب الأرض مهما تخلّد مرجعك
والقبر بيتك قد ما تعمّـر بيوت
يا ابن آدم فيك فكرة بالفـنا
أيام حياتك بالثوان عدّها
واتّعظ بالموت ساعات الهنا
أحكام ربّك ما حدا بيردّها
نِخّْ عَ شي قبر وتفرّج وشوف
هناك تضحك عالدِّني وغرورها
شوف الحشرات عَ خيّـك صفوف
احتِقِرْ نفسك وردّ شرورها
شوف الجماجم كيف مدْريِّة دَرِي
وين كانوا ووين راحوا أصحابها؟
يا أخي هالكون حلّك تزدري
وعجّل حياة الوهم واطوي كتابها

أجل، إن الحكيم هو من يعتبر من عدم يقينية هذه الدنيا الفانية فيطلب الباقية، وكما قال المرنم: "أَيَّامُ سِنِينَا هِيَ سَبْعُونَ سَنَةً، وَإِنْ كَانَتْ مَعَ الْقُوَّةِ فَثَمَانُونَ سَنَةً، وَأَفْخَرُهَا تَعَبٌ وَبَلِيَّةٌ، لأَنَّهَا تُقْرَضُ سَرِيعًا فَنَطِيرُ. إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا هكَذَا عَلِّمْنَا فَنُؤْتَى قَلْبَ حِكْمَةٍ." (مزمور 10:90-11) والرب يسوع قال: "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه؟" لا شيء في طاقة الإنسان يقدر أن ينجّي به نفسه وكل غنى الدنيا يبدو حقيرًا حين يدعونا الموت. فهل أعددت العدّة للرحيل إلى دار البقاء؟ أم موقفك كموقف ذلك الغني الذي قال لنفسه بعد أن أخصبت كورته: "مَاذَا أَعْمَلُ، لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ وَقَالَ: أَعْمَلُ هذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَّلاَتِي وَخَيْرَاتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ هكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا ِللهِ." (لوقا 17:12-21)
ثم تأمل كلمات الرب "هكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا ِللهِ." من أجل ذلك أمرنا الرب يسوع قائلًا: "لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا." (متى 19:6-21)
يُحكى أنه سُئل رجل قبل موته: كيف حالك يا صاح؟
فأجاب: كيف يكون حال من ينوي سفرًا لبلاد بعيدة من غير زاد، أو من يقف أمام ملك عادل حكيم من غير حجّة، أو من يسكن قبرًا موحشًا بغير أنيس."
غير أن مراحم الله العظمى أنه لم يتركنا نهيم على وجوهنا بدون رجاء، بل دبّر لنا طريق الخلاص وضمن لنا الحياة الأبدية إذ أرسل ابنه الرب يسوع لكي يموت بديلًا عنا، البار مات من أجل الفجّار حتى يصبحوا أبرارًا.
"لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ. وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ! لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ! وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بِاللهِ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ." (رومية 6:5-11)
لاحظ الكلمات الواضحة والصريحة: "كنا أعداء قد صولحنا مع الله،" وكانت أداة المصالحة موت ابنه. "لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ". (يوحنا 16:3-18)
عزيزي القارئ:
هل قبلت الرب يسوع المسيح المخلص الذي مات بديلًا عنك لكيلا تموت أنت بل تنال الحياة الأبدية؟ والأمر العجيب أنه مات عنك لأنه أحبك ودفع عقاب خطيتك.

المجموعة: آب (أغسطس) 2015

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

107 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10558942