Voice of Preaching the Gospel

vopg

الأخ ثروت الضبعما زلنا نتكلم عن الأعمدة الهامة للبيت المسيحي، وقد تكلمنا في الأعداد السابقة عن عمود المحبة، ثم عمود الوحدة، ثم عمود الخضوع. واليوم سنتكلم عن عمود رابع وهو التقدير والاحترام المتبادل بين الزوجين. فعدم الاحترام بين الزوجين من أكثر المشاكل الزوجية التي نواجهها اليوم.

اسمح لي عزيزي القارئ أن أبدأ كلامي معك في هذا الأمر الهام جدًا للحياة الزوجية الصحيحة بتوجيه عدة أسئلة فاحصة، ليس عن الاحترام الذي كثيرًا ما يظهر أمام المجتمع، فإني متيقن أن هذا النوع كثيرًا ما يكون متوافرًا دون وجود احترام في الباطن يراه الرب ويقدّره. وما أقصده في هذه الأسئلة كما في كل المقال نوعية الاحترام الذي تشعر به داخليًا تجاه شريك حياتك وبالتأكيد ما يراه ويعرفه الرب جيدًا، فاحص القلب ومختبر الكلى (إرميا 10:17)، أصلي من كل قلبي أن تسألها لنفسك أمام الرب بإخلاص مصليًا مع كاتب مزمور 139 "اختبرني يا الله واعرف قلبي. امتحني واعرف أفكاري. وانظر إن كان فيَّ طريق باطل واهدني طريقًا أبديًا." وسأحاول أن أضع بعض الإجابات لمساعدتك في التفكير:
ما هي الأفكار التي ترد على ذهنك عن شريك حياتك وأنت منفرد؟ وماذا تقول عنه/عنها أمام الرب؟
أشكرك يا رب على عطاياك الصالحة.
إن العامل الأكبر لنجاحي في حياتي روحيًا وعمليًا كان بسبب ارتباطي بها (به).
ما كنت أبدًا سأصل إلى ما أنا فيه دون تشجيعاته (تشجيعاتها) لي.
أنا مدين لها لأن الرب استخدمها كثيرًا لتشجيعي وقت ضعفي.
"المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت." (تكوين 12:3)
ما هي الطريقة التي تقابل بها أهل الطرف الآخر حتى لو كانوا غير مريحين لك؟
أرحّب بهم لعلمي أن هذا يرضي ويفرح الطرف الآخر.
أحبهم وأقدّرهم من كل قلبي مثل أهلي تمامًا.
أقبلهم على مضض إلى أن تنتهي الجلسة فيحمى غضبي على شريكي/شريكتي من تصرفاتهم.
ما هو رد فعلك لو طلبت منك زوجتك شيئًا وأنت مُتعب جدًا؟
أعتذر بهدوء بأني مُتعب واعدًا بتنفيذ ما تريده في وقت لاحق.
أنفعل وأغضب ولا أستجيب.
إن ردود أفعالك وانطباعاتك في المواقف المذكورة هي التي تحدّد مدى احترامك للشريك الآخر، فاحترام الآخر (شريك الحياة) يظهر حتى في أبسط المواقف، ومع كل حوار وقرار في الحياة الزوجية، فالاحترام يعني أن تحترم زوجتك (زوجك) في رأيها، وكلامها، وحريتها، وأهلها، وشغلها، وحتى ضعفها أمام الناس وفي غيابهم.
من أسوأ الأسلحة المدمّرة للعلاقة الزوجية أن نمارس الاحتقار والازدراء واللوم المستمر، مع الادعاء أن هذا يتم من أجل مصلحة شريك الحياة وبغرض تغييره للأفضل، ولكم رأينا علاقات زوجية يقوم فيها أحد الشريكين أو كلاهما بالتحقير والاستهزاء واللوم المستمر للآخر، ومثال ذلك أن تستمر الزوجة في لوم زوجها واتهامه بأنه غير طموح لأنه لا يسعى من أجل تحصيل الثراء، أو أن يتهم الزوج زوجته بأنها تضيع وقتها فيما لا يفيد لأنها خرجت مثلًا مع صديقاتها، والعكس تمامًا يحدث في العلاقات السوية... لا احتقار ولا ازدراء... ولكن كلا الزوجين يغذّي ثقة الآخر بنفسه. يمكنك ألا تستسيغ ما يستمتع به شريكك ولكن من غير المقبول أن تتهمه بالغباء.
لهذا من أجل استمرار الزواج، من المهم أن نتّفق على أن نكون مختلفين، ونتفق على أن يترك كل منا الآخر ليكون كما هو، وبذلك يمكننا أن نصل للمعنى الحقيقي للاحترام المتبادل، وهو تقبُّل الشريك المختلف عنا. لا بد أن نكفّ عن محاولة تغيير الشريك ليطابق الصورة المثالية المرسومة في خيالنا، فهذه المحاولات لا تنجح... لأن تغيير الشريك الآخر ليكون نسخة مطابقة عن المثال الذي في ذهن الطرف الأول هو ضرب من الخيال. إن الاختلاف النسبي يمكن أن يحقّق التكامل في الحياة الزوجية. هذا لا يمنع التطبيع والتقارب مع مرور الوقت في جوّ من المحبة والسلام.
هذا يعني أن الاحترام هو تقبُّل اختلاف الآخر وخصوصيته، وهذه الاختلافات تحتاج لوقت حتى نكتشفها ونتقبلها، وندرك أن بيننا مساحات مشتركة وأخرى لها خصوصيتها، وعلى هذا فالوصول لحالة الاحترام يمثّل قمة النضج في العلاقة الزوجية. وكما قال أحدهم إن الزواج الناجح ليس أن تحب إيجابيات الطرف الآخر فهذا أمر سهل، ولكن في أن تتقبّل عيوبه قبل إيجابياته.
من الضروري أن ندرك أن الاحترام بين الزوجين اللذين يحترم كل منهما خصوصية الآخر لا يعني أن الرسالة المتبادلة بينهما "أنت في طريقك وأنا في طريقي"، لأن الاحترام المتبادل يساعدهما ويدفعهما من أجل المزيد من التقارب، ويعين كلًا من الزوجين على أن يتعلم كلٌّ من شريكه وعلى أن يتقبل كلٌّ منهما نظرة شريكه للأمور لتصبح جزءًا من نظرته هو، والاحترام يشمل:

أولاً: الاستماع الجيد
استمع جيدًا لما تقوله زوجتك. اترك الجريدة، أغلق التليفون والتليفزيون. انتبه، انظر إلى وجهها، ابتسم، لا تعترض سريعًا، لا تُكشّر في وجهها لأنها لا تحتاج إلى حلول عملية لما تقول من مشاكل، بقدر ما تحتاج إلى أذن صاغية ويد حانية وحضن دافئ، وهذا يكفي لحلّ كثير من المشاكل.
تذكر دائمًا أن الاستماع يعني الاحترام، والاحترام يعطي الأمان، والأمان مصدر السلام كما يأمر الكتاب الرجل: "كذلكم أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف، معطين إياهن كرامة كالوارثات أيضًا معكم نعمة الحياة، لكي لا تُعاق صلواتكم."
ثانيًا: تقدير الرأي
هل تعلمين أن تقديرك لرأي زوجك يسعده؟
هل تدركين أن كلمة "معك حق" تُريحه وتُسهّـل لكِ الطريق إلى قلبه؟
تذكري ما قالته سارة في قلبها يومًا دون أن يسمعها أحد إلا الله: "أبعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ." (تكوين 12:18)
هل تعلم أن عدم احترامك لتعليق زوجتك أمام الناس يجرحها ويؤثر على علاقتها بك؟
هل تدركان أن تسفيه رأي الآخر والسخرية منه يكفي لإثارة الغضب وأحيانًا العناد والإصرار والنكد؟ تذكري قول الكتاب في أفسس 33:5 "وأما المرأة فلتهب رجلها."
التعبير عن الرأي حرية لا بد أن تتوافر لكلا الزوجين وللأطفال والشباب. وهذا أساس العلاقات السليمة البنّاءة.

ثالثًا: احترام الأهل
هل تدرك يا صديقي أنك تكسب زوجتك وتخضعها لك باحترامك لأهلها ومحبتك لهم؟
احذري أيتها الزوجة من أن تخطئي بكلمة في حق أهل زوجك لأن هذا يهينه ويجرح كرامته.
احترام الأهل هو تنفيذ لوصية الرب "أكرم أباك وأمك".
اجتهدي أن تخدمي والدَي زوجك وتسألي عليهما بحب واحترام، وحتمًا ستكون النتيجة أن يحبك زوجك أكثر ويسعى إلى ما يسر قلبك.

رابعًا: احترام الضعف
إن كان زوجك ضعيف الإرادة فلا تسخري منه، ولا تنتقديه، وتذكري أن النقد أساس النكد، أما التشجيع فهو لغة الحب.
إن كانت زوجتك قد فقدت رشاقتها، أرجوك، لا تتكلم في هذا الأمر إلا بالتشجيع، لأن عدم احترام النقطة الضعيفة هو قسوة تؤذي الحب وقد تقتله.
الاحترام يُكتسب مثل كل الفضائل بالاجتهاد والمحاولة، وينمو طبيعيًا في بيئة صحية داخل كل أسرة يحترم فيها كل شخص الآخر... الأب يحترم الأم، والأم تحترم الأب حتى في غيابه. والأولاد يحترمون الكبار، والوالدين يحترمون الأولاد، وهؤلاء الأطفال لا بد لهم يومًا أن يحترموا زوجاتهم وأزواجهم لأنهم لم يعرفوا إلا الاحترام كأساس لكل العلاقات.
"رب الولد في طريقه فمتى شاخ أيضًا لا يحيد عنه." (أمثال 6:22)

خامسًا: القبول
يدعونا الكتاب المقدس إلى فعل ما هو أكثر وأبعد من مجرد التعايش والتكيّف مع الطرف الآخر، فنحن مدعوّون لكي يقبل أحدنا الآخر كما قبلنا المسيح (رومية 7:5).
علينا أن يتحمّل كل منا الآخر في محبة، وهذا يتضمن شيئًا مختلفًا تمامًا عن التعامل مع الشريك بمشاعر اليأس أو زفرات الاستسلام. لكن من واجبنا إظهار ثمر الروح من محبة وطول أناة ولطف (غلاطية 22:5).
العلاقات الزوجية المسيحية يجب أن تتضمّن ما هو أكثر من مجرد الاستعداد للحفاظ على الرباط بنعمة الله، وما هو أكثر من الالتزام الجدّي بأن يخدم أحدنا الآخر. لكننا مطالبون بأن يقبل كل واحد الآخر بكل ما في هذه الكلمة من معاني.

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2015

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

260 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11576963