للمرأة دور فعال في المجتمع وفي الأسرة، لذلك توَّجها الله بالصبر والحب والرجاء. أشاد الشعراء بدورها ومدحها الحكماء إسداء لفضلها. إن المرأة كالجندي المجهول في المعركة لكن النصر دائمًا بين يديها. مسؤوليات المرأة هي سر نجاح المجتمعات ورقي الشعوب. إن للأم باع كبير في بيتها. قد تكون رسالة المرأة رسالة:
1. اجتماعية. إن أم تيموثاوس ربت قائدًا مغوارًا في كنيسة الله. كما أن المرأة وراء مشكلة يعقوب وعيسو، فالعاطفة لا تخضع للعقل أحيانًا. قد تؤدي التربية إلى خلق جيل أناني أو غيري، ومن شابه أباه ما ظلم.
2. روحية. قال أحدهم: أنا ما علمته وعلّمته أمي، أنا أحد أصنامها. وقال آخر: إن من يعمل صلاحًا إما أن يكون له صديق أمين يعلّمه أو عدو يصلح أخطاءه. وهل يوجد صديق أوفى من الأم؟
3. علمية. إن الأم مدرسة، إذا علّمت أولادها عن عالم الشياطين والشعوذة خلقت جيلا ضعيفًا جبانًا. أما إذا علّمت أولادها الرحمة والإيمان قوّمت شعبًا قادرًا على حمل مشعل الحب والإخاء.
4. قيادية. لذلك قال تولستوي: السعادة لمن كانت له زوجة متديّنة. وقالوا: إذا أردت أن تسعد يومًا فاشرب خمرًا، وإذا أردت أن تسعد ثلاثة أيام تزوّج، وإذا أردت سعادة دائمة فاغرس حديقة. ودعني أقول لك: وإذا أردت جيلاً قويًا ابحث عن المرأة الفاضلة لأن "امرأة فاضلة من يجدها؟ لأن ثمنها يفوق اللآلئ" (أمثال 10:31). إن موضوعنا هنا عن تلك المرأة العظيمة لوئيس، أم تيموثاوس (أعمال 16، 2تيموثاوس 5:1، 14:3-16). زود الرب هذه المرأة بعدة ميزات منها:
أولاً: الاختيار الفضيل
امرأة زوجها يوناني، وهي يهودية مؤمنة من لسترة. تذكّرنا بمريم ومرثا في بيت عنيا.
ما هي المبادئ التي فطر عليها أولادنا؟
تجدد كل أولاد أحد المؤمنات ما عدا بنتًا واحدة. استشارت مدرسًا في مدرسة الأحد في الأمر، فقال لها: اذهبي وخذي وعدًا من مواعيد الكتاب المقدس، وهي كثيرة، وتمسّكي به. فقالت سأفعل. جاءها وعد الله في كلام موسى لفرعون "لا يبقى ظلف". وبعد عشرة أيام جاءت البنت مسرعة لأنها تشعر بألم حاد وتودّ أن ترى أمها. وسألت الأم ابنتها: ما الذي حدث؟ وإذا بها تصارحها بأنها هالكة وبحاجة للمخلص. أي كتاب نعلّمه لأولادنا؟ وأي قدوة ومثل يراها فينا النشء الصاعد؟
ثانياً: الاختبار الطويل
"أضرم الموهبة التي فيك... الإيمان الذي سكن أولاً في أمك لوئيس وجدتك أفنيكي". يا له من تاريخ خالد! فيه تشاهد سلسلة ذهبية مرصعة بالجواهر يمتدّ لمعانها إلى أجيال وأجيال. إنني أؤمن أن خادم الإنجيل المدعو من الله هو الرجل الذي تؤثر خدمته أولاً في بيته. "وإنما إن كان أحد لا يعرف أن يدبّر بيته، فكيف يعتني بكنيسة الله؟" (1تيموثاوس 5:3).
وُجد مسيحي حاد الطبع في إحدى البلاد. وفي يوم ما تغير طبعه وأصبح هادئًا محبًا للمسيح، فسألوه: ما الذي حدث؟ هل غيرت ديانتك، فأجابهم: كلا، بل ديانتي غيّرتني.
قال رولاند هِِلّ المبشر المشهور: إني لا أعتبر شيئًا ديانة ذلك الإنسان الذي كلبه وقطه ليسا في حالة أحسن بسبب هذه الديانة و"طوبى للرحماء لأنهم يرحمون".
ثالثًا: العلم الجليل
"منذ الطفولة تعرف الكتب". إن الأم الفاضلة تعرف وتعرّف، تتعلم وتعلّم، تأخذ لتعطي (2تيموثاوس 14:3-16).
سئل ولد صغير من صديقه: أين بيتكم؟ فنظر إلى أمه بعينين مملوءتين بالحب وقال: هو حيث تكون أمي. إن أستير الملكة لا تقلّ مسؤوليتها عن بولس العملاق، وهكذا أكيلا وبريسكلا.
أمٌّ كانت تتباهى أنها دائمًا مشغولة بكتابة كتابين مع أنها أمية. تجرأت إحداهن وسألتها عن هذين الكتابين، فأجابت: إن لديّ ولدين أربيهما في مخافة الرب وإنذاره.
أجرى معهد جالوب استفتاء عالميًا عن "ماذا تعني السعادة؟"
فأجاب 15% في الحب، 55% في الصحة، 10% في المال، 20% في السلطان أو الحياة العائلية أو في الصداقة.
رابعاً: كيف تكون بيوتنا جميلة؟
"الحسن غش والجمال باطل أما المرأة المتقية الرب فهي تُمدح" (أمثال 31). لكي يكون لنا بيوتًا مباركة يلزم تواجد ثلاثة عناصر على الأقل: أم فاضلة، وأب صدّيق، وإله عظيم.
قال برناردشو: سر النكد أن يتاح لك فراغ من الوقت لتفكّر: أأنت سعيد أم لا؟
"ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع... لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم".
إياكم وذمّ الآخرين! قال روسو: أعظم ثناء تقوله لإحدى النساء هو أن تذمّ غيرها أمامها. هل هذا يشبع قلبك؟ لنحذر من تدخّل الآخرين في شؤون بيوتنا إلا لذوي المشورة والحكمة والإيمان.
قيل إن الجمل توسل لإعرابي بإدخال رأسه داخل الخيمة لحمايته من لسعات البرد، وبعدها ليدخل رقبته. ما لبث الجمل إلا أن أدخل جسمه كله، فاضطر صاحبه أن يخرج خارج الخيمة.
ومن هنا جاء بيت الشعر:
إذا حل الثقيل بأرض قوم
فما للساكنين سوى الرحيل
قال مرنم الإنجيل الحلو:
رجاء نفسي وحده
ليس رجاء بسواه
مسيحي صخري لا يزال
شخص يسوع واسمه
بل موته معطي الحياة
وغيره الكل رمال