"هذَا يَقُولُهُ الْقُدُّوسُ الْحَقُّ، الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ." (رؤيا 7:3)
يعلن الرب عن نفسه كثيرًا في الكتاب المقدس، وبالأخص في بشارة يوحنا، ويظهرها بصور حية مباركة تحيي النفس، وتملأ القلب نعمة والحياة بركة، منها أنه هو الطريق والباب والقيامة والحياة. فتعاليم الكتاب تؤكد قدرة المسيح الفائقة؛ فهو الذي قال العبارة التي نحن بصددها وفيها نجد هذا الحق: "الذي له مفتاح داود... الذي يُغلق ولا أحد يفتح."
وسؤالي هو: لماذا يُغلق؟
1. لإثبات قدرته: لا أحد يفتح وهو قد أغلق، ولا أحد يُغلق وهو قد فتح. ومهما امتلك البشر من قوة مادية أو حيل ذاتية فصوته يعلو لأن قدرته عظيمة وثابتة بأنه يُغلق ولا أحد يفتح، فتبتهج النفوس حين يفتح وتحزن القلوب حين يُغلق، ولكنه رب القدرة يفتح ويُغلق.
2. قد يوجد خلف الباب شر ولذلك يغلق: في كل الأحوال هو يبصر كل شيء، فمرات يكمن شر في الخلف لا يمكننا أن نراه ولذلك يغلق. إننا دائمًا نشكر الله لأنه فتح، ولكن حين يكشف لنا لماذا أغلق يزيد شكرنا له. فحين أغلق كان هناك شر أنقذنا منه.
3. لأن وقت فتح الباب لم يأتِ بعد: هذه هي تعاليم الكتاب أنه لكل شيء تحت السماوات وقت. والأمر الذي يثقل جدًا على البشر عمومًا هو حين يطيل الله الإغلاق، ولكن هناك وقت. كان هناك وقتًا يفتح الله فيه الباب لإبراهيم ليعطيه إسحاق، وكذلك زكريا وأليصابات، وما أصعب أن يصيب النفس القلق فتفكر في طرق أخرى بعيدة عن وقت الله، وهنا يكمن الخطر الذي يجب أن نتحذر منه.
4. لتدريب إيماننا على الصبر: حقًا قال الكتاب: "لأنكم تحتاجون إلى الصبر." ليس من السهل أن نصبر، لكن الكتاب يطلب منا هذا، فمكتوب: "أصطبر للرب الساتر وجهه عن بيت يعقوب وأنتظره،" وأمور كثيرة يستخدمها الرب لتدريب الإيمان وتدريب النفس على الصبر.
5. لأن له مقاصد في حياتنا: بديهي حين تقول إن بولس صلى لأجل الشوكة لكي يستجيب الرب ويرفعها عنه، لكن المقاصد الإلهية كانت عكس ذلك بأن تبقى الشوكة. هناك أمراض كثيرة مع أتعاب كثيرة في حياة المؤمنين، وهم يتساءلون: لماذا لم يرفعها الرب؟ الإجابة هي أن لله مقاصد في حياة كل واحد منا. قد لا نفهم هذه المقاصد لكنها بدون شك موجودة.
6. لنتعلم كيف نسلّم: سلم للرب حين يفتح، وسلّم له حين يغلق أيضًا. سلّم في الخسارة وسلّم في الربح. سلّم في المرض، وسلّم في الصحة. سلّم حين يأخذ الله وسلّم حين يعطي الله. سلّم حين يفتح وسلّم حين يُغلق. سلّم حين تفهم وسلّم حين لا تفهم. وتأكد أنه سوف يأتي الوقت – سواء هنا أو في الأبدية – حين ستفهم فيه حكمة الله من وراء كل باب أغلقه أمامنا.