افهم دورك كزوج

أخي وأختي أعضاء العائلة المسيحية.
سنبدأ في هذا العدد نتكلم بشيء من التفصيل عن دور كل عضو من أعضاء الأسرة وكيفية القيام به تجاه الأطراف الأخرى من زوج، وزوجة، وأولاد، وأهل، وأصدقاء، الخ...)

دعنا نسأل أنفسنا في البداية: هل من المهم أن نتكلم عن الأدوار؟ نعم، من المهم جدًا على كل عضو في العائلة أن يفهم جيدًا ما هو دوره في هذه المؤسسة العظيمة حتى يتمكن من تنفيذه على أفضل وجه وبذلك يكون مشاركًا فعالًا في نجاح هذه الأسرة وتحقيق الهدف الذي يرجوه الله منه.
سأبدأ حديثي في هذا العدد عن دور الزوج لأنه رأس الأسرة، وأيضًا لملاحظتي أن الكثير من المشاكل العائلية يكون السبب الرئيس فيها هو عدم قيام الزوج بدوره، إما لجهله به، أو لتكاسله، أو لانشغاله بعمله واعتقاده أن هذا هو كل المطلوب منه.
أذكّرك ببعض الملاحظات الهامة لتساعدك في فهم دورك فهما صحيحًا:

ما هو غرض الله من تكوين الأسرة؟

• نقل صورة الله إلى الأرض
• تسديد الاحتياجات بطريقة صحيحة
• تنشئة أجيال صحيحة

ما هو مكاني في الأسرة؟

رأس كيان الأسرة: تذكر دائمًا أن الرأس السليم هو الذي يصدر كل أوامره إلى أعضاء الجسم لتعمل معًا بتجانس وهدوء لصالح كل الجسد وإبعاد أي خطر عنه. فإذا كان وجودك في البيت يحوّله إلى معركة بينك وبين أعضاء الأسرة أو بعضهم ببعض فتأكد أنك لا تقوم بدورك كرأس، وتذكر أيضًا أن رئاستك لأسرتك هي لتحمّل المسؤولية وليس للتسلّط. إن المدير الناجح لا يُرهب الذين حوله ولا يُرعبهم، لكنه الشخص الذي يستطيع أن يضع كل موظف من مرؤوسيه في المكان الذي يحقق فيه أكبر قدر من المشاركة في تحقيق الهدف العام للمؤسسة بحكمة وحب وعطاء وبذل وخدمة.
وكالة من الرب: الحقيقة إني لا أرى سببًا أقوى من ذلك يجعلني أسعى لأن أكون أمينًا في كل تصرفاتي مع عائلتى، لأنه عن قريب سيحاسبني الرب على هذه الوكالة وسيسألني: "أعطِ حساب وكالتك (أسرتك)." (لوقا 2:16)
كيف تمارس دورك؟
بالخدمة: ضع أمامك دائمًا، وأنت تخدم أسرتك، الرب يسوع كالمثال الكامل للخادم الحقيقي الذي "لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ." (متى 28:20) يذكر عنه الكتاب أنه وهو السيد والمعلم "قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا، ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا." (يوحنا 4:13)
بالمحبة: المثال الكامل لأعظم محبة في الوجود هو الرب يسوع الذي "إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى." (يوحنا 1:13) لقد "أَحَبَّ الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا." (أفسس 25:5) ليتنا نتضرع إلى الرب أن يزيد محبتنا لعائلاتنا باستمرار حتى نقترب من هذا المثال الكامل الرائع.

ما هو مطلوب مني كزوج لتحقيق دوري؟

• تعلم أن تسارع لتسديد احتياج زوجتك "مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ." (أفسس 28:5)
  تعلم أن تكون لطيفًا، فزوجتك إناء رقيق يجب عليك أن تعامله بلطف وبكل حرص لعدم إيذاء مشاعرها. "الإناء النسائي كالأضعف." (1بطرس 7:3)
  تعلّم أن تمدح زوجتك على انفراد وأمام الآخرين. واشكرها دائمًا بمحبة على الجهد اليومي الذي تبذله لإعداد وجبات الطعام واهتمامها بالأولاد وبأمور البيت في نفس الوقت. واحرص على تجنب الانتقاد السلبي قدر المستطاع.
  عش معها بفطنة وامنحها الكرامة اللائقة (1بطرس 7:3) أي أن تكون ذكيًّا بحيث تقدّر تعبها وضغوطاتها وتقدّم لها المعونة المستطاعة.
  تكلم بالصدق معها وبمحبة (أفسس 15:4) دون أن تجرح مشاعرها.
  كن مستمعًا جيدًا لها: فالزوجة تريد أن تتكلم كثيرًا في مواضيع شتى وكثيرًا. أما نحن الأزواج، فقد لا يكون لدينا الطاقة المناسبة للاستماع وهذا يسبب العديد من المشاكل الأسروية.
  لا تكن قاسيًا عليها (كولوسي 19:3)، مع مراعاة الضعف الجسدي، وعدم التعدي عليها جسديًا أو لفظيًا مهما كانت الظروف.
  لا تشِر بسخرية إلى ما لا يمكنها تغييره. لا تنتقدها أمام الآخرين. لا تقارنها بامرأة أخرى. لا تلقِ قنابل مؤجلة التفجير. لا تخرج من البيت حين تكون باكية. لا تمدّ يدك إليها.
  أحرص على أن يكون هناك وقت كافٍ لكما وحدكما للاسترخاء والنقاش – أنت شخص مميز لها.

كيف تعامل زوجتك أمام الآخرين؟

• سر فخورًا بها كما لو كنت تقول: "ما أسعد حظّي." إن افتخرت بها افتخرت هي أيضًا بنفسها.
  قدّمها إلى الآخرين بكلمات حلوة، فهذا تصرّف جيد يرفع من معنوياتها؛ وذلك يعود عليك.
  عندما تجلس إلى مائدة الطعام قدّم لها الكرسي – وابقَ مبتسمًا حين ترفع نظرها إليك.
  لا تجادلها، وإن أخطأتْ لا تكن أنت مصحح الخطأ إلا على انفراد بينك وبينها.
  في طريق العودة إلى البيت عبّر لها عن كم كنت فخورًا برفقتها؛ هذا يؤتي بثمار جيدة فيما بعد.
  حين تكون على انفراد مع أمها، عبّر لها عن تقديرك الكبير لابنتها؛ لا شيء يفعل فعله في زوجتك مثل الثناء عليها من طرف خفي. تعلم كيف تجد مادة للمدح الحقيقي بدون تصنّع.

كيف لا تعامل زوجتك أمام الآخرين؟

• تجنب النظرات الصارمة المتوعّدة.
  لا ينبغي مناقشة أي موضوع يخصكما أمام الآخرين.
  إن كنتما تشاركان في مناقشة عامة وكان رأيك مخالفًا لرأيها، يفضّل عدم الإفصاح برأيك حفاظًا على الوحدة الزوجية. عبّر عن رأيك فيما بعد في جو المحبة المستمر بينكما.
  إن حدث احتداد في النقاش أمام الأولاد، ينبغي أن يصحّح الوضع أيضًا أمامهم.
  أظهر اهتمامًا بما تقوله وتعنيه، حتى ولو لم يلفت انتباه أي شخصٍ آخر.
  أخيرًا، أضع أمامك عزيزي الزوج
  قائمة ببعض الأمور التي تضايق الزوجات
  التقطير المادي
  عدم الشكر على الطعام
  كثرة الانتقاد والاستخفاف بآرائها
  عدم تشجيعها إذا أرادت تطوير أمر ما
  عدم إكرام والديها
  التحكّم والسيطرة على تحركاتها
  عدم المشاركة في الماديات
  التحدث بأسلوب غير لائق أمام الأولاد
  عدم الاعتذار (كلمة آسف ثقيلة)
  النظر إلى الأُخريات
  المرح مع الآخرين فقط.
  التغيب الكثير عن المنزل ولو للعمل
  عدم الذهاب معها إلى الكنيسة
  مقارنتها بأمه
  الأنانية في الراحة والإشباع
  فرض أصدقاء غير مرغوب فيهم ومفاجآتها بالضيوف
  الصراخ في وجهها
  إهمال رد الواجبات
  عدم الوفاء بالوعود
  عدم المشاركة في الأمور البيتية (الإصلاح)
  عدم احترامها أمام الآخرين
  استخدام أسلوب الأمر
  عدم تشجيعها على دفع عشور الرب
  الاختلاف على تربية الأولاد
  فليعطنا الرب نعمة وحكمة لكي نقوم بدورنا كأزواج ولتكن بيوتنا منارة وشهادة لمجد اسمه الغالي.

• السابق
• التالي