ورد في الكتاب المقدس أكثر من 365 آية ضد الخوف أي بمعدل آية واحدة لكل يوم من أيام السنة. ففي هذه الآيات حل لمشكلة الخوف.
"لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج." (1يوحنا 18:4) الخائف أو القلق يلازمه دائمًا شعور بالذنب، أما عندما تدخل المحبة، فتطرح هذا الشعور خارجًا وتحلّ الطمأنينة الداخلية النفسية.
قال أحدهم: "إن المحبة لديها قوة على تغيير العالم من الداخل وإعادة تنظيمه من الخارج. وعن طريق محبتنا لله نستطيع إعادة الحلقة المفقودة في حياتنا، ونستطيع التسامي في دنيا المثل والقيم الإنسانية النبيلة وذلك بمعزل عن الخوف والحيرة التي تنهشنا بلا هوادة."
يبدو أننا نعيش في وقت نحتاج فيه إلى قوة تدفعنا إلى الأمام باستمرار بين الحين والآخر. والعالم أخذ يستسلم لحلول غير واقعية من ناحية ظنًّا منه أن الحلول العلمية والوسائل الأخرى يمكنها حل مشكلته، ولكن المحبة الإلهية هي الطاقة اللازمة لكل إنسان كي يسير في الطريق الأمين والتي من دونها لا خير يُرجى لهذا العالم المتألم القلق.
يحدثنا الدكتور مارتن لوثر في أحد اختباراته عن صديقه وزميله فيليب ميلانكتون الذي كان يقاسي ذات يوم أشد نوبات المرض، وقد انقطع عن الطعام وأخذ منه اليأس كل مأخذ. وعندما زاره لوثر ووجده على هذه الحال وكأن النهاية قد دنت، صلّى معه ومن ثم حدّثه بكلمات ملؤها التشجيع والثقة والرجاء. فقال له: "فيليب، إنك لن تموت. لا تجعل روح الخوف والأسى والاستسلام أن تجد طريقها إلى نفسك، ولا تكن الحاكم على نفسك بنفسك، ولكن ثق بالرب القادر أن يميت ويحيي، القادر أن يجرح ويعصب، القادر أن يسحق ويشفي." وكان لهذه الكلمات أعظم الأثر في نفس صديقه ميلانكتون فأخذ يتعافى على أثر ذلك.
فعندما نواجه مخاوفنا بشجاعة سنجد حماية ضدّ المفشلات. كم من الناس يحكمون على أنفسهم بالإعدام تاركين محبة الله الشافية المنقذة تمر عابرة دون أن يكترثوا بها.
إن يد الرب ممدودة لنا أبدًا للعون والإسعاف، ولكن علينا أن نمد له يدًا للتزوّد من نعمته ومحبته لتكون لنا معوانًا على مواجهة موجات القلق واليأس. "لأن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح." (2تيموثاوس 7:1) فإذا كانت روح الثقة والمحبة محور حياتنا سنواجه الخوف حتمًا بشجاعة وننتصر عليه.