Voice of Preaching the Gospel

vopg

الدكتور القس لبيب ميخائيل

قلنا في مقالنا السابق إن الفلسفة الجديدة التي أفسدت الشباب تتلخص في نظريتين: النظرية الأولى: نظرية الحق النسبي، والنظرية الثانية الحياة للآن. وقد تحدثنا في المقال السابق عن نظرية الحق النسبي، وها نحن نتحدث في هذا المقال عن نظرية الحياة للآن.

 

ونظرية الحياة للآن مبنية على أساسين: الأساس الأول هو نظرية الحق النسبي، إذ يقول أصحابها: "ما دمنا لا نجد حقًا مطلقًا على هذه الأرض فلنأكل ونشرب لأننا غدًا نموت." أو بعبارة أخرى، فلنستمتع بملذات اليوم، وليكن غدًا ما يكون. والأساس الثاني هو أساس عدم الإيمان بالخلود، فمعتنق نظرية الحياة للآن إنسان مادي يتصوّر أن لحظته هي ملكه وأنه لا حسيب ولا رقيب عليه، ولا قيامة بعد الموت، فيفعل كل ما يحلو له ويشبع شهواته.

وقد قادت هذه النظرية الهدامة شباب العالم إلى مهاوي الانحلال والفساد، وظهر انحلالهم في إباحة ممارسة الجنس قبل الزواج، وفي تبادل الزوجات، وفي كل أنواع الشذوذ الجنسي.

ولقد حرّم الله في كلمته بوضوح ظاهر أية علاقات جنسية خارج دائرة الزواج، وحتم زواج كل شاب بالفتاة التي عاشرها جنسيًا إذا كانا غير متزوجين، وقتل الرجل والفتاة إذا كانت الفتاة مخطوبة واستسلمت للرجل، أو قتل الرجل وحده في حالة اغتصابه لفتاة رغم إرادتها. وهذا ما نقرأه في سفر التثنية: "إذا كانتْ فتاةٌ عذْراء مخْطوبةً لرجلٍ، فوجدها رجلٌ في الْمدينة واضْطجع معها، فأخْرجوهما كليْهما إلى باب تلْك الْمدينة وارْجموهما بالْحجارة حتّى يموتا. الْفتاة منْ أجْل أنّها لمْ تصْرخْ في الْمدينة، والرّجل منْ أجْل أنّه أذلّ امْرأة صاحبه. فتنْزع الشّرّ منْ وسطك. ولكنْ إنْ وجد الرّجل الْفتاة الْمخْطوبة في الْحقْل وأمْسكها الرّجل واضْطجع معها، يموت الرّجل الّذي اضْطجع معها وحْده. وأمّا الْفتاة فلا تفْعلْ بها شيْئًا. ليْس على الْفتاة خطيّةٌ للْموْت... إذا وجد رجلٌ فتاةً عذْراء غيْر مخْطوبةٍ، فأمْسكها واضْطجع معها، فوجدا. يعْطي الرّجل الّذي اضْطجع معها لأبي الْفتاة خمْسين من الْفضّة، وتكون هي له زوْجةً منْ أجْل أنّه قدْ أذلّها. لا يقْدر أنْ يطلّقها كلّ أيّامه." (تثنية 23:22-29)

كذلك حرّم الله تبادل الزوجات، لأن هذه الممارسة النجسة مضادة لقداسة الزواج ووحدة الزوجين في جسد واحد. نقرأ في سفر الأمثال "لا تفض ينابيعك إلى الخارج، سواقي مياه في الشوارع. لتكن لك وحدك، وليس لأجانب معك. ليكن ينبوعك مباركًا وافرح بامرأة شبابك." (أمثال 16:5-18)

ونقرأ في رسالة تسالونيكي "لأن هذه هي إرادة الله: قداستكم. أن تمتنعوا عن الزنا، أن يعرف كل واحد منكم أن يقتني إناءه بقداسة وكرامة، لا في هوى شهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله. أن لا يتطاول أحد ويطمع على أخيه في هذا الأمر، لأن الرب منتقم لهذه كلها كما قلنا لكم قبلاً وشهدنا. لأن الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة." (1تسالونيكي 3:4-7)

كذلك أعلن الله غضبه ونقمته على الذين يمارسون الشذوذ الجنسي سواء كان هذا الشذوذ بين ذكور وذكور، أو بين إناث وإناث. والعهد الجديد يسمي الشذوذ الجنسي بنوعَيْهِ "أهواء الهوان" فيقول: "لذلك أسْلمهم الله إلى أهْواء الْهوان، لأنّ إناثهم اسْتبْدلْن الاسْتعْمال الطّبيعيّ بالّذي على خلاف الطّبيعة، وكذلك الذّكور أيْضًا تاركين اسْتعْمال الأنْثى الطّبيعيّ، اشْتعلوا بشهْوتهمْ بعْضهمْ لبعْضٍ، فاعلين الْفحْشاء ذكورًا بذكورٍ، ونائلين في أنْفسهمْ جزاء ضلالهم الْمحقّ." (رومية 26:1-27) ويعلن الله كراهيته للشذوذ الجنسي بنوعَيْهِ في كلماته: "لا يكن متاع رجل على امرأة، ولا يلبس رجل ثوب امرأة، لأن كل من يعمل ذلك مكروه لدى الرب إلهك." (تثنية 5:22) ومعروف عند علماء النفس أن المرأة لا تلبس متاع الرجل، وأن الرجل لا يلبس ثوب امرأة إلا في حالة الشذوذ الجنسي، وموسى يسمّي الشذوذ الجنسي "رجسًا" فيقول: "ولا تضاجع ذكرًا مضاجعة امرأة. إنه رجس." (لاويين 22:18) وبولس الرسول يرينا مصير من يمارسون هذا الشذوذ قائلاً: لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور... يرثون ملكوت الله." (1كورنثوس 9:6-10)

إن نظرية الحياة للآن والاستمتاع بملذات الآن حتى وإن خرجت عن دائرة إرادة الله قد دانها العهد الجديد بصورة قاطعة فقال: "أمّا هؤلاء فكحيواناتٍ غيْر ناطقةٍ، طبيعيّةٍ، موْلودةٍ للصّيْد والْهلاك، يفْترون على ما يجْهلون، فسيهْلكون في فسادهمْ آخذين أجْرة الإثْم. الّذين يحْسبون تنعّم يوْمٍ لذّةً. أدْناسٌ وعيوبٌ، يتنعّمون في غرورهمْ..." (2بطرس 12:2-13)

لقد قادت نظرية الحياة للآن أصحابها إلى السكر، وإدمان المخدرات والعقاقير، والتدهور إلى عمق أوحال النجاسات على أساس أن لا حياة بعد الموت، ولا حساب، ولا عقاب.

ويقينًا أن الحياة تفقد معناها وغرضها إذا فقد الإنسان تفكيره في الأبدية، فالأبدية وحدها هي التي تعطي للحياة الحاضرة معناها الحقيقي كما قال كاتب سفر الجامعة: "(الله) صنع الكل حسنًا في وقته، وأيضًا جعل الأبدية في قلبهم، التي بلاها لا يدرك الإنسان العمل الذي يعمله الله من البداية إلى النهاية." (جامعة 11:3)

لما وضع موسى الأبدية أمام عينيه رفض الحياة في ملذات الآن "بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يُدعى ابن ابنة فرعون، مفضِّلاً بالأحرى أن يُذَلّ مع شعب الله على أن يكون له تمتّع وقتيّ بالخطية، حاسبًا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر، لأنه كان ينظر إلى المجازاة." (عبرانيين 24:11-26)

حدّثنا مؤمن اختبر مرارة الارتداد عن كيف رجع إلى الرب فقال: دُعيت إلى حفلة راقصة، ارتفعت فيها سحب الدخان واختلطت برائحة الخمور، والتصقت أجساد الرجال بأجساد شبه العرايا من النساء، وبينما أنا جالس تقدّمت إليّ سيدة نصف عارية وهي تمسك بإحدى يديها كأس خمر، وباليد الأخرى سيجارة وقالت وهي تنفث دخان سيجارتها في وجهي: هذه هي الحياة يا رجل! صدمتني كلماتها وأزعجتني وأثارت في عقلي تساؤلاً: هل الحياة هي كأس خمر وسيجارة؟ مستحيل! إنها أعلى، وأعظم، وأقدس من هذا. وتركتُ الحفل الصاخب وذهبت إلى بيتي وأغلقت مخدعي، وركعت على ركبتي أمام الله، واعترفت له بخطيتي وارتدادي، وعادت شركتي مع إلهي، لأنني أدركت أن الحياة هي المسيح الذي قال: "وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل." (يوحنا 10:10) 

المجموعة: آب (أغسطس) 2016

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

107 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10473446