Voice of Preaching the Gospel

vopg

الدكتور القس ميلاد فيلبسقال مسيحي لصديقه وهو يضع أمتعته في حقيبته استعدادًا للسفر: "لم يبق لي شيء لآخذه معي سوى دليل، ومرآة، ومصباح، وكتاب شعر، وكتاب ترنيم، وتليسكوب، وسيف، ومجموعة كتب ورسائل." فقال له صديقه معترضًا: "لا تستطيع أن تضع كل هذه في الحقيبة؟" فأجاب المسيحي: "إني أستطيع، انظر." ووضع الكتاب المقدس في حقيبته ثم انطلق.

ذكر أ. ب. سمبسون أنه رأى مرة قانون الولايات المتحدة بشكل صورة لجورج واشنطن، قال: ولما تباعدت عنها قليلًا رأيت الحروف التي تكوّن القانون ترسم وجه هذا البطل العظيم. فمن بعيد لا تقدر أن تقرأ القانون جيدًا كما ترى وجه واشنطن. هكذا نحن أيضًا، نرى يسوع في الكتاب لأنه الكلمة الأزلي، وأصل الكلمة الموحى بها، وروحها وموضوعها. وبكل تأكيد هذا هو الكتاب الذي يحمل أعظم رسالة؛ رسالة السلوك والمسؤولية، ورسالة الحق والحياة الأبدية، وهذه الدعوة موجهة لكل منا: "أنتم رسالة المسيح":

أولًا: مكتوبة

من كتب هذه الرسالة؟ ولمن كتبت؟ إن هذه الرسالة كتبها الروح القدس. إنها صادرة "بروح الله" كما هو مكتوب: "على كفيّ نقشتكِ. أسواركِ أمامي دائمًا." نحن منقوشون أو مكتوبون على صدر الكاهن الأعظم وفي قلوب الخدام الأمناء مهما تغيرت ألواننا أو قيمتنا. "أفليس هذا شعلة منتشلة من النار؟" "وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب فأكفّ عن الصلاة من أجلكم." (زكريا 2:3 و1صموئيل 23:12) إنها أيضًا كرسالة توصية من كنيسة إلى كنيسة أخرى لتقبُّل عضوية الشخص، وفي الأصل هي شهادة ناطقة باختبارات مع المسيح الذي ملأها "عرفوا أنهما كانا مع يسوع." (أعمال 13:4) هل تؤمن بالوعد القائل "أنا الرب شافيك" (خروج 26:15)؟ أي "الرب رافا"، فلو تخرق الثوب أو ضعف الجسد يرفيها ويصلحها "ويدعو خرافه الخاصة بأسماء."
في رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 25:2 نقرأ عن أبفرودتس "أرسل إليكم أبفرودتس أخي، والعامل معي، والمتجند معي، ورسولكم، والخادم لحاجتي. إذ كان مشتاقًا إلى جميعكم ... فاقبلوه في الرب بكل فرح، وليكن مثله مكرمًا عندكم." كما "أوصي إليكم بأختنا فيبي، التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا، كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين، وتقوموا لها في أي شيء احتاجته منكم، لأنها صارت مساعدة لكثيرين ولي أنا أيضًا." (رومية 1:16-2)

ثانيًا: معروفة

قال أحدهم لدليله وهو يزور بلدًا جديدًا، وكان يستعرض آلهته المتعددة: "أرني أُمّتك وأفراد عشيرتك وأنا كفيل بالكشف لك عن آلهتكم." لذلك قال ماكس مولر العالم الألماني في فن اللغات: إن الكلمة "إنسانية" لم توجد على الأرض قبل مجيء المسيح. أجل! ففي المسيح وحده "ليس يوناني ويهودي، ختان وغرلة، بربريّ وسكّيثيّ، عبد وحرّ، بل المسيح الكل وفي الكل."

كيف يعرفنا الناس؟

هناك مثالان: نقرأ في يوحنا 35:13 "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حب بعضًا لبعض."
"من لا يحب لم يعرف الله". كذلك في أعمال 13:4 "فعرفوهما أنهما كانا مع يسوع" في مجاهرة بطرس ويوحنا. في هذه العبارة أربعة أشياء:
1- العنصر العقائدي الذي يحتوي على تعليم الرسل، "ودُعي التلاميذ مسيحيين أولًا في أنطاكية"، بعد أن اجتمع بولس وبرنابا في الكنيسة سنة كاملة "وعلّما جمعًا غفيرًا."
العنصر الاجتماعي ويتجلى في الشركة والمحبة "كما سلك ذاك" ينبغي أن نسلك نحن أيضًا (1يوحنا 6:2). إنها خدمة تصل إلى غسل الأرجل ومسح الدموع.
2- العنصر الفرائضي أي المعمودية وعشاء الرب.
3- العنصر التعبدي والصلوات "كانا مع يسوع".
هل أنت معروف عند الناس؟ قيل "لكانوا" الخطيب الروماني الشهير: ألا تنظر التماثيل التي أقيمت لتكريم رجال الدولة؟ أما أنت فلم يكترثوا بك ولم يقيموا لك تمثالًا؟ فأجابهم: إن موضوع الاستغراب ليس في أنهم لم يقيموا لي تمثالاً بل هو فيما لو أقاموا لي هذا التمثال.

ثالثًا: مخدومة

إن خدمة الإنجيل شرف عظيم، لكننا لسنا "أكفاء من أنفسنا." أي إننا لسنا شيئًا لأن الله هو مصدر الخلاص، والحرف في الناموس يقتل. لذلك في نعمة الله كان وجه موسى يلمع "بمجد زائل" مع أنه كان حاملاً الناموس. لذلك عندما نؤمن بالمسيح يُرفع البرقع فهو الروح "وحيث روح الرب فهناك حرية... ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف" أي "عاكسون مجد الرب- نتغير". هذا يمس الأخلاق والشخصية. هذه هي خدمة العهد الجديد (1:4) "نكرز بالمسيح، لا بأنفسنا." "لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفية... إذًا الموت يعمل فينا ولكن الحياة فيكم." بكلمة أخرى، "من هو بولس؟ ومن هو أبلس؟" هما خادمان آمنتم بواسطتهما. "أنا غرست وأبلّوس سقى، لكن الله الذي ينمي." (1كورنثوس 4:3) قال أحد البسطاء متأملاً: إن المسيح كالراعي الصالح يهتم بنا من كل وجه. إن ضَعُفنا يقوّينا، وإن سقَطنا يقيمنا، وإن حزنّا يعزّينا، ويستمر يعتني بنا إلى أن يصلنا إلى أبواب السماء. هناك يقول: هل قصّرت في حقك بشيء؟ فيجيبه المؤمن ساجدًا: كلا يا ربي، حاشاك أن تقصّر، بل كنت أنا المقصِّر وأنا المدين لك بالشكر إلى الأبد.
هناك أربعة أشياء في الكتاب يجب أن يعرفها رابح النفوس: أولًا، يعرف كيف يستعمل كتابه المقدس ليري الآخرين حاجتهم إلى المخلص، ويريهم أن المسيح هو المخلص الذي يحتاجون إليه. ثم كيف يستعمل كتابه ليبين كيف يقبلون هذا المخلص في الحال، وأخيرًا كيف يستعمل كتابه ليحلّ الصعوبات التي تعطل الخلاص وقبول المسيح. "له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا." (أعمال 43:10)

رابعًا: مسؤولة

تقول الآية: "ظاهرين أنكم رسالة المسيح" أي مسؤوليتها أن نظهر المسيح للعالم في تصرفاتنا وسلوكنا، وكما كتب الله مرة الناموس على ألواح صخرية للشعب الأرضي هكذا يكتب روح الله المسيح على قلوب المختارين لكي يقرأ العالم المسيح في الكنيسة. إذًا مهمة الكنيسة هي أن تشهد للمسيح بالإنجيل والسلوك "لكي تكونوا بلا لوم، وبسطاء، أولاد الله بلا عيب في وسط جيل معوّج وملتوٍ، تضيئون بينهم كأنوار في العالم." (فيلبي 15:2) رجع يهوشع الكاهن العظيم من نار الآلام والسبي البابلي إلى أورشليم سنة 520 قبل الميلاد، وثيابه قذرة كحامل خطايا شعبه وممثل للأمة كالمسيح الغصن الذي حمل خطايا العالم كله ووقعت عليه دينونتنا، فتم ما جاء في زكريا 9:3 "هأنذا ناقش نقشه، يقول رب الجنود، وأزيل إثم تلك الأرض في يوم واحد." فهو "حجر واحد له سبع أعين" رمزًا للقوة والكمال والحكمة والعلم. لذلك "لا تقل في قلبك: من يصعد إلى السماء؟ أي ليحدر المسيح، أو: من يهبط إلى الهاوية؟ أي ليصعد المسيح من الأموات. لكن ماذا يقول؟ الكلمة قريبة منك، في فمك وفي قلبك أي كلمة الإيمان التي نكرز بها: لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلصت." (رومية 6:10-9 وتثنية 11:30-14) هنا التجسد والقيامة، لذلك "ليحدر المسيح" أي ينزل ويتجسد، أو يصعده من الهاوية أي يقيمه من الأموات. إن البر والخلاص يبدأ بالفم معترفًا أنه الرب، والقلب يؤمن لتحدث معجزة الولادة الثانية. إنه الكلمة "اللوجوس،" "وليس بأحد غيره الخلاص." أما ثمار الخلاص فهي الفرح، والعطاء، والانضمام إلى الكنيسة، والاعتراف للرب بالخطيئة، وتغيير العادات، والعلاقات، والمذبح العائلي (أعمال 42:2-47).
كرس شاب حياته لخدمة المسيح، وفي يوم رسامته سأله أحدهم: ألم يتطرّق الشك إلى قلبك يومًا ما من جهة صدق الكتاب المقدس؟ أجابه: نعم! لكن شيئًا واحدًا كان يؤكد باستمرار على صدقه وهو سلوك أبي بالكمال وقدوته المسيحية.

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2016

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

83 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10561305