Voice of Preaching the Gospel

vopg

الدكتور القس لبيب ميخائيلأجمل موسيقى ترفّ على أذن الإنسان هي موسيقى السلام، وأحلى كلمة يردّد صداها القلب البشري هي كلمة السلام. فالسلام إحساس داخلي يطغى على العقل والقلب، والعاطفة، فيشعر المرء بسكينة لا يعبّر عنها.

والسلام الحقيقي هبة من هبات الرب للمؤمنين به والواثقين فيه. فهو الذي وعد تلاميذه [سلامًا أتْرك لكمْ. سلامي أعْطيكمْ. ليْس كما يعْطي الْعالم أعْطيكمْ أنا. لا تضْطربْ قلوبكمْ ولا ترْهبْ.] (يوحنا 27:14) ومن هذا الوعد السامي نرى أن السلام هو تركة المسيح، وهو عطيته الخاصة لتلاميذه، وهو يختلف عن جميع أفراح العالم الزائلة، بل إن هذا السلام هو الذي يحفظ القلب من الاضطراب والرهبة أمام جحافل الشر في العالم. وكلمة الرب تتحدث إلينا عن أربعة أنواع من السلام، ليت كل قارئ يتمتع بها ويختبرها في حياته.

1- سلام التبرير

هذا السلام هو أول قطرة من مخازن الله تنسكب في قلب الخاطئ التائب، قال عنه بولس الرسول: [فإذْ قدْ تبرّرْنا بالإيمان لنا سلامٌ مع الله بربّنا يسوع الْمسيح.] (رومية 1:5) ونجد في الكتاب مثالاً لامرأة نالت هذا السلام، سلام التبرير. دخلت هذه المرأة إلى بيت رجل اسمه سمعان الفريسي، كان قد دعا المسيح ليأكل معه، وجاءت من وراء السيد ومعها قارورة طيب، وابتدأت تبلّ قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبّل قدميه وتدهنهما بالطيب، ولقد استكثر سمعان الفريسي أن يسمح المسيح لامرأة خاطئة ذات ماض أن تلمس جسده، لكن السيد أراه أن هذه المرأة الكثيرة الآثام، ما دامت قد جاءت إليه فهو لا بد أن يغفر آثامها، والتفت إلى المرأة قائلاً: [مغفورة لكِ خطاياك. إيمانكِ قد خلصك. اذهبي بسلام.] (لوقا 48:7 و50) ويقينًا أن المرأة خرجت من حضرة السيد وقلبها يفيض بالسلام، سلام الغفران، سلام التبرير أمام الله. إن خطاياها قد غُفرت إلى التمام.
ويظل الإنسان قلقًا حائرًا، مضطربًا، ما لم يتمتع بسلام الغفران. هذا السلام الذي يحصل عليه الإيمان البسيط فيما عمله الرب لأجله على الصليب. فهل تبت عن خطاياك توبة صادقة؟ وهل قبلت الرب يسوع مخلصًا لنفسك؟ وهل أنت متمتّع بسلام التبرير، السلام مع الله؟

2- سلام الاتكال

في سفر إشعياء نجد الوعد الإلهي [سلام سلام للبعيد والقريب، قال الرب، وسأشفيه.] والبعيد هو الخاطئ الراجع، والقريب هو المؤمن المغفور الخطايا. فالأول ينال سلام التبرير، والثاني ينال سلام الاتكال، السلام الذي قال عنه إشعياء أيضًا: [ذو الرّأْي الْممكّن تحْفظه سالمًا سالمًا، لأنّه عليْك متوكّلٌ.] (إشعياء 3:26) والطريق لنوال هذا السلام واضح في كلمات رسول الأمم: [لاَ تهْتمّوا بشيْءٍ، بلْ في كلّ شيْءٍ بالصّلاة والدّعاء مع الشّكْر، لتعْلمْ طلْباتكمْ لدى الله. وسلام الله الّذي يفوق كلّ عقْل، يحْفظ قلوبكمْ وأفْكاركمْ في الْمسيح يسوع.] (فيلبي 6:4-7) فعدم القلق لأجل أي شيء، مع رفع – أو تقديم - المشاكل التي تعترضنا إلى الله، والشكر الدائم على كل ظرف يجيزنا فيه، هذا كله يأتي بنا لاختبار [سلام الله] الذي يفوق كل عقل، وهذا السلام يحفظ القلب والفكر في المسيح.
ويجدر بنا أن نلاحظ أن [سلام التبرير] هو [سلام مع الله]، وأما سلام الاتكال فهو [سلام الله]، فلنسمع الآن كلمات النبي الإنجيلي: [تَوَكَّلُوا عَلَى الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّ فِي يَاهَ الرَّبِّ صَخْرَ الدُّهُورِ.] ولنمتلئ بهذا السلام الفيّاض، الذي ملأ قلب بطرس وهو في السجن ينتظر حكم الموت، وملأ أيضًا قلب بولس وسيلا، حتى أنهما في نصف الليل كانا يصليان ويسبحان الله.

3- سلام الانتصار

في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية نقرأ [وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا.] (رومية 20:16) ومعنى هذا أن سحق الشيطان يولّد فينا إحساسًا بالسلام، وهو السلام الذي يأتي بعد المعركة... إن النصرة لنا، والشيطان مع أنه شُبّه بالحية، وبالأسد الذي يزأر، إلا أن مكانه الحقيقي هو تحت أرجل القديسين، ومن ذا الذي سيسحقه هناك؟ إله السلام. إنه يسحق سهام الشكوك الملتهبة التي يغزو بها عقولنا، إنه يسحق إغراءاته الشريرة لنا. وعندما نراه تحت أقدامنا تفيض قلوبنا سلامًا، هو سلام الانتصار.

4- سلام رفقة الرب

ينصح بولس القديسين في فيلبي قائلاً: [أخيرًا أيّها الإخْوة كلّ ما هو حقٌّ، كلّ ما هو جليلٌ، كلّ ما هو عادلٌ، كلّ ما هو طاهرٌ، كلّ ما هو مسرٌّ، كلّ ما صيته حسنٌ، إنْ كانتْ فضيلةٌ وإنْ كان مدْحٌ، ففي هذه افْتكروا. وما تعلّمْتموه، وتسلّمْتموه، وسمعْتموه، ورأيْتموه فيّ، فهذا افْعلوا، وإله السّلام يكون معكمْ.] (فيلبي 8:4-9) وكأن الرسول وهو يضع الأسس للديانة الإيجابية، ديانة كل ما هو جليل، وعادل، وطاهر، ومسرّ، وصيته حسن... ديانة الفضيلة والمدح، يعلن أن عقولنا إذا امتلأت بهذه الفضائل، فإنه لن يكون فيها أي مجال لما هو عكسها. ونتيجة لذلك، سيرافقنا إله السلام. وعندما يرافقنا إله السلام يهدّئ العواصف التي تزأر حولنا، ويسكت الرياح الثائرة ضدّنا، ويرسم بيمينه القوية ابتسامة دائمة على شفاهنا.
فهل اختبرت السلام الشخصي مع الله؟ هل اختبرت سلام التبرير؟
هل تمتعت بسلام الاتكال؟ وهل امتلكت سلام الانتصار؟ وهل معك إله السلام؟ اقبل الرب يسوع مخلصًا لك... [ودّع القلق وامتلئ بالسلام.]

المجموعة: أيلول (سبتمبر) 2017

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

131 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10557406