"لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها." (أفسس 10:2)
أختي الفاضلة،
في إحدى الترجمات، وردت عبارة "نحن عمله" بمعنى "نحن قصيدته الشعرية".
وكم أشكر الله لهذا التعبير الذي يملأ نفسي طمأنينة وسلامًا ويجعلني أسلّم نفسي ليدَي خالقٍ أمين في عمل الخير يقودني كما يشاء.
نعم، "نحن قصيدته الشعرية" وكما يبدع الشاعر العظيم قصيدته إبداعًا، فيدقّق في اختيار الكلمات لتعبّر عن المعنى الذي يقصده، ويرتّب الأفكار وينسّقها، ويختار للقصيدة النظم المناسب لمعناها، هكذا يعمل الرب القدير – الشاعر الأعظم – إنه يرتب حياتنا ترتيبًا حكيمًا في كل مراحلها، وقد سبق فحدد برنامجًا ساميًا مباركًا لكل منا.
قد تختلف ظروف معيشة أخت مؤمنة عن الأخرى ولكن كل واحدة منهنّ تحقّق قصد الرب من وجودها في الحياة. حتى أن فترة طفولة كل واحدة منا لم يهملها الرب، ولكنه كالشاعر الأعظم كان يعدّها كالمقدمة التي تخدم كل كلمة فيها المعنى العام للقصيدة.
هـل تؤمـنين أن الـرب قـد صـاغ حياتكِ بعناية؟ وهل تدركين أن الرب يعمل فيكِ ويتعامل معكِ لكي تسيري وفق البرنامج الذي أعدّه لكِ؟
إذًا، لماذا تتبرّمين من الوضع الذي أنت فيه؟ ولماذا تنظرين إلى هذه أو تلك وتغارين منها أو تسمحين للحسد يتسلّل إلى قلبك تجاهها - لجمالٍ أو مستوى اجتماعي أو تعليم أو زواج موفّق نالته؟
ولماذا تئنّين وتتذمّرين من تجارب أو آلام تجتازين فيها؟
لا بأس من الطموح ولكِ الحق أن تحاولي تحسين أوضاعك. ولكن اعلمي بأن الرب يريد لنا الأفضل. لقد قال: "أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل." - حيث لا مكان للحسد أو الغيرة.
ثقي أن الله قد رتّب كل شيء لخيركِ، ليجعلك تؤدّين رسالة خاصة تناسب وضعك وظروفك. بقلم سوزان عوض