روزنامة جديدة نعلّقها في منازلنا ومكاتبنا لسنة جديدة مباركة...
جديدة بآمالها ومشاريعها...
بأزماتها وصعابها...
بمجهولها وغموضها...
إلا أننا نستطيع أن نعرّف عنوان هذه السنة، بأنها سنة أزمة جديدة. ربما يُقال: هذا تشاؤم منا. لكن، لماذا لا نكون واقعيين؟
إن الحديث عن الأزمات أصبح أمرًا عاديًا مألوفًا في صفحات الجرائد وعلى موجات الأثير، وكأن لا شيء أصبح يدغدغ مشاعرنا سوى الاستماع إلى المزيد من المصاعب والمفاجآت الكبيرة. إن الأمر أبعد من ذلك، فرغم تمنياتنا بأن نعيش حياة هنيئة راغدة، وتفاؤلنا بمستقبل أفضل، لكن أملنا يخيب باستمرار حتى كاد التفاؤل يغيب عن أفكار الناس وألسنتها.
لربما أشدّ المعضلات الآنيّة هي مشكلة الطاقة. الطاقة التي هي القوة المحرّكة للعمليّات الصناعية، والتجارية، والزراعية، والسياحية، إلخ...
إنها الألف والياء لهذا العصر الصناعي.
إنها ضرورة البيت والمصنع والشارع.
إن ضرورتها وحاجتها الماسة لا تُرى إلا عند فقدانها أو شحتها.
لكن، ماذا يا تُرى بالنسبة للطاقة الروحية؟
أليست هي كذلك ضرورة ماسة؟
نعم، وبكل تأكيد وتوطيد. الطاقة الروحية هي لولب الحركة الروحية ومولّدها في المنزل، والمصنع، والمكتب، والمتجر، والشارع، والكنيسة... إنها الدافع الفعّال لليقظة الروحية ولإظهار محبة الرب يسوع للعالم.
إن الطاقة الروحية، مخزونة كانت أم متحركة، هي في شخص الروح القدس.
نعم، لا مجال للاستغناء عن طاقة الروح القدس.
إن كنا أقوياء وأشداء أم ضعفاء، فلا مانع من أن يكون الروح القدس طلبنا الأول وشعارنا للعام الجديد أيضًا. لنملأ قلوبنا وأفكارنا منه.
إن الأزمة الكبيرة التي نصاب بها هو في نقصنا من ملء الروح القدس.
هذا الملء الذي هو رغبة إلهية:
"امتلئوا بالروح..."
فيملأ إلهي احتياج كل مؤمن من هذه الطاقة الروحية المقدمة بغزارة وفي كل حين.
عندئذ نستطيع أن نكون واقعيين أكثر ونتغلّب على كل أزمة مهما اشتدّت.