قام ابن الله يسوع من الموت معلنًا نصرته على الخطيّة والموت والشيطان. وتحوّلت زمرة قليلة من الجبناء إلى أبطال متشددين في إيمان ابن الله الحي.
واليوم نحتفل بقيامة المسيح ونعلن: المسيح قام، حقًا قام! ولكن هل لدينا شجاعة الإيمان؟ هل واجهنا بحزمٍ الخطيّة المالكة على حياتنا؟ هل صدّقنا أن العذاب الأبدي حقيقة؟ هل واجهنا الحقيقة بأن صليب المسيح قسم العالم إلى قسمين: الهالكين والمخلّصين. العراة بخزي الخطيّة أم اللابسين ثياب الخلاص؟
إذا كان جوابنا يشوبه الشك، فنحن ما زلنا نعيش في قبور خطايانا ونحتاج أن نختبر قوة قيامة المسيح لكي يقيمنا من ظلال الموت وينقلنا من الموت إلى الحياة.
ليت كل واحد يصارح نفسه بشجاعة: هل أنا ميت بالذنوب والخطايا؟ أم أنا حي مع المسيح الحي الساكن في قلبي إلى الأبد؟ هل الروح القدس يسكن في حياتي؟ وإليك بعض أبطال الإيمان في العهد الجديد:
لقد تشجّعت المرأة الخاطئة وكسرت الحاجز - خطاياها الكثيرة - مجذوبة بمحبة يسوع. فدخلت بيت سمعان الفريسي لتحصل على غفران خطاياها وتأخذ حياة أبدية من الرب يسوع.
تشجع يوسف الرامي مع نيقوديموس فتخطّيا حواجز الأعياد الطقسيّة لكي ينالا بدم الفادي تطهيرًا للخطايا وقداسة حقيقية.
تشجعت بعض النسوة وكسرن حاجز الخوف والخجل من موت الصليب، موت العار واللعنة، وذهبن إلى القبر ورجعن بأروع بشارة: بشارة المجد والبركة في كل العصور.
تشجع شاول المتحمس بجهلٍ لديانته السابقة، وأصبح بولس الرسول، وكتب لنا أنه أول الخطاة لكي يدرك الجميع أن المسيح لم يأتِ ليصنع متدينين بل ليطهّر الخطاة بدمه ويجعلهم قديسين.
في عام 1995 أدركت أني ميت بالذنوب والخطايا، فتشجعت وقبلت المسيح مخلصًا شخصيًا لحياتي، فنلت حياة أبدية، وبعدها قلت للكنيسة: كنت ميتًا وها أنا الآن حي.
قال الرب يسوع: "إنّ منْ يسْمع كلامي ويؤْمن بالّذي أرْسلني فله حياةٌ أبديّةٌ، ولا يأْتي إلى ديْنونةٍ، بلْ قد انْتقل من الْموْت إلى الْحياة." (يوحنا 24:5) فإن كنت مثلي تشجع وقل للرب: أحيني بقوة قيامتك وبروحك القدوس ادخل حياتي وأحيِ روحي؟
الشجاعة الحقيقية هي بدخول أشعة كلمة الله لتُصوّر أعماق القلب فتحرّك الضمير وتعطي التقرير الصريح: أنا خاطئ!
أما الخوف من مواجهة حقيقة الخطيّة ونتائجها فيؤدي إلى سلسلة من المخاوف والقيود. وإليك بعض الشخصيات ومخاوفهم وكيف خسروا الحياة الأبدية:
هيرودس - الخوف من أن تؤدي التوبة إلى حياة ليس فيها مرح، أو راقصة جميلة مثل ابنة هيروديّا، أو تؤدي إلى الاكتفاء بسماع الوعظ كمخدّر لضميره المشتكي عليه.
والدَي المولود أعمى (يوحنا 9) - الخوف من انتقادات رجال الدين ومن الحرمان من مزايا دينية.
الوالي بيلاطس البنطي - الخوف على المنصب الاجتماعي (كرسي الوالي) جعل الناس تتحكم به كتحريك الدمى باليد، فهو نموذج لمن يجعل الناس تقرر مصيره الأبدي.
فيلكس الوالي - الرغبة في حياة الجشع والرشاوي، والخوف من حياة التعفف، وتأجيل التفكير بالدينونة الأبدية (أعمال 24) وهو مثال لمن يهمل الخلاص الأبدي.
حنان وقيافا - الحسد والخوف من أن الناس لم تعد تسمع للخطب الدينية الجوفاء بل تريد أن تسمع وترى يسوع، وبالتالي لن يدخل الناس الهيكل ولا يلقوا نقودًا في الخزانة. (الخوف على تجارة الدين).
وأسوأ نهاية هي العيش في تمثيلية دينية متكررة كالمتدين في الهيكل (لوقا 18). فما أصعب على الإنسان الظن بأنّ التمثيلية الدينية أصبحت حقيقة مقبولة لدى الله، فهو بذلك يخدع نفسه بنفسه. "الله لا يشْمخ عليْه. فإنّ الّذي يزْرعه الإنْسان إيّاه يحْصد أيْضًا." (غلاطية 7:6).
فهل يستطيع المتدين أن يتخذ قرارًا مصيريًّا لحالة ميؤوس منها بشريًا؟ أي بأن يقول: أنا ميت بالذنوب والخطايا وأحتاج إلى قوة قيامة المسيح.
هل اختبرت قوة قيامة المسيح في حياتك؟
اقتباس: المحبة الخادمة
حين تستقر محبة المسيح في قلوب الناس، لا بد أن تظهر في حياتهم بصورة من الصور. فالقلب الممتلئ بالمحبة يؤثر على السلوك ويقود إلى اللطف في المعاملة ومعونة الآخرين، وخدمتم.
إن ما نحتاجه هو أن يكون فينا روح الخدمة، وفكر المسيح يسوع... الذي "إذ كان في صورة الله... أخلى نفسه... وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب." وحين يكون لنا فكر المسيح نكون في الوضع الصحيح كخدام السيد.
لا ينتظر الله منا أن نقوم بأعمال عظيمة إلا إذا أعطانا مواهب معينة وأعمالاً عظيمًا لنقوم بها في ظروف خاصة، ثم يطلب منا بعد ذلك أن نكون أمناء. فيا أخي المؤمن، إن كنت لا تقدر أن تمارس مواهبك على أفضل حال، اعمل ما يمكنك أن تقوم به. تاجر بالوزنة التي عندك الآن، وسوف تسمع أخيرًا من شفتيّ السيد: "كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير." قم ولو بأمر بسيط في خدمة سيدك، وثق أن ابتسامة ترحيب ومحبة تُقدّم لإنسان خاطئ يقدّرها السيد لأنها قد تكون سببًا مباشرًا في قيادته إلى الخلاص، وكأس ماء باردًا يُقدّم باسم المسيح لن يُنسى أجره ولا يضيع.
دعونا نخدمه إذًا بدافعنا المحبة، فكما خدمَنا المسيح بدافع المحبة التي كانت في قلبه من نحونا، هكذا نحن لنخدم الآخرين بنفس هذا الدافع المقدس.