Voice of Preaching the Gospel

vopg

Ibrahim_Saeed"إني مديون لليونانيين والبرابرة"، هذا صوت رسول المسيحية الأول، فاه به ويداه مغلولتان بسلاسل السجون، وهو بريء لم يرتكب إثمًا، ولم يقترف جريرة، وإلى جانبه القلم الجبار الذي كتب به رسائله الخالدة.

"إني مديون لليونانيين والبرابرة"، هذا صوت المؤمن المُفتدى بالدم الثمين، وهو شاعر بثقل المسؤوليات الملقاة عليه، والتبعات الموضوعة فوق كتفيه الهزيلتين.
"إني مديون لليونانيين والبرابرة"، هذا صوت النعمة المقتدرة وقد ملأت قلبًا متجدّدًا بالنعمة، مغتسلاً بالدم الثمين، وهو يريد أن يوفي بعض ما عليه من نحو الله، ومن نحو إخوته بني الإنسان.
هو صوت بولس الرسول الذي يقول: "إني مديون لليونانيين والبرابرة، للحكماء والجهلاء..." والذين يعرفون بولس الرسول يستطيعون أن يتحققوا أنه كان رجلاً مستقلاً في كل شيء، لكنه على رغم استقلاله عن الجميع شعر بدين ثقيل في عنقه للجميع.
وإن في قوله "إني مديون لليونانيين والبرابرة" دليل واضح على أنه رجل شاكر الجميل. وهذا هو الفارق العظيم بين المؤمن وبين غير المؤمن.
فالمؤمن شاكر على الدوام، وغير المؤمن لا يعرف نعمة الشكر لأنه ناكر للجميل وجاحد للفضل!
وما الجحود والكفر سوى كلمتين مترادفتين لمعنى واحد... فالكافر هو الذي يلقي ستارًا من الإهمال على بركات الله المحيطة به، وعلى حسنات الآخرين المغدقة عليه. والمؤمن هو الشاعر بفضل الآخرين عليه، الشاكر على إحسانات الله له.
يحدثنا لوقا الطبيب كاتب سفر الأعمال عن بولس الرسول في إحدى رحلاته المحفوفة بالمخاطر، أنه بعدما نجا من السفينة المحطمة، وبلغ جزيرة مالطا على إحدى بقايا حطام السفينة قال: "قدّم أهلها البرابرة لنا إحسانًا غير المعتاد، لأنهم أوقدوا نارًا وقبلوا جميعنا من أجل البرد الذي أصابنا ومن أجل المطر."
ولا شك أن هذا الإحسان قد غمر قلب بولس بالشعور الفياض بالشكر نحو "البرابرة".
أما اليونانيون فقد كان مدينًا لهم بأشياء كثيرة – وفي مقدمتها لغتهم الجميلة التي مكّنته من كتابة رسائله الخالدة بهذه اللغة الإغريقية الأخّاذة الغنية بتعابيرها.
فالمؤمن الحقيقي هو الإنسان الشكور على كل فضل، مهما دقّ هذا الفضل أو تضاءل فهو لا ينسى أن يشكر على كأس ماء بارد، أو على رسالة تشجيع، أو على زهرة عبقة تقدَّم إليه في مناسبة طيبة.
غير أن بولس أراد بقوله: "أنا مديون" معنى أعمق من هذا كثيرًا وأجلّ أثرًا – لأن الإنجيل الذي تلقّى رسالته من المسيح رأسًا، حسبه وديعة في عنقه، فلم يهدأ له بال حتى يقدّم هذه الوديعة إلى أربابها وأصحاب الحق فيها.
من أجل هذا كان يقول: "ويل لي إن كنت لا أبشّر، لأن الضرورة موضوعة عليّ." فإذا بقيتْ في الأرض بقعة لم تصلها بعد بشرى الخلاص، فإن بولس يظل مديونًا لهذه البقعة وساكنيها برسالة لإنجيل خلاص النعمة المجانية.
فهل نشعر نحن ببعض ما شعر به بولس حين قال: "إني مديون لليونانيين والبرابرة، للحكماء والجهلاء...؟"
فأعنّي، يا ربي، وساعدني لكي أشعر بثقل هذه المسؤولية.
وأعطني قدرة ونعمة على القيام بها بكل أمانة وثقة.

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2019

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

152 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10624066