Voice of Preaching the Gospel

vopg

لما ارتُكِبَت أول جريمة في التاريخ، جلس الرب على كرسي القضاء واستدعى إليه المُجنَى عليه والجاني، وإذ ذاك صعدت روح هابيل ومَثُلَت أمام الله، وصرخ هابيل طالبًا الانتقام من أخيه، وقد وصلت صرخة الدم البريء إلى أذُنَيّ الله.

أما قايين الذي احمرّت يداه من دم الجريمة، فقد أوقفه الله أمامه، وقبْل أن يواجهه بالتهمة، سأله قائلًا: "أين هابيل أخوك؟" فحاول قايين أن يهرب من السؤال، وتظاهر وكأنه لم يعمل شيئًا، فقَتْلُ قايين لأخيه هابيل كان يبدو في نظره عملاً بسيطًا لا يجب أن يُسأل عنه أو أن يُؤَاخَذ عليه. فقال له الرب: "صوت دم أخيك صارخٌ إليّ من الأرض." وبعدما كشف له الرب عن حقيقة جرمه أحسّ قايين بذنبه، ثم تمادى في شعوره بالإحساس بالذنب إذ صرخ قائلًا: "ذنبي أعظم من أن يُحتمل." فهو إنسان متطرّف يغالي في حكمه على الخطية، فهو إما أن يستهين بها جدًا، أو يصل إلى منتهى اليأس بسببها.
اليأس هو خطأ ضدّ كلمة الله
فمن يقول أنه لا يمكن أن يخلص هو إنسان يناقض صوت الله الذي يدوي قائلًا: "التفتوا إليّ واخلصوا." لقد أرسل الله إنجيله للبشر، والإنجيل هو الأخبار الطيبة، أما اليأس فإنه يقول بأنه لا يوجد إنجيل، ولا توجد أخبار طيبة. فهو يرفض التقدّم إلى الآب المحبّ لأنه يعتقد بأنه لا رحمةَ عنده. بينما حقيقة الواقع أن الله قد أعطانا آلاف المواعيد المباركة في كلمته. فمن يتجاسر ويقول إن الله لن ينفّذ وعوده هو في الواقع إنسان يهين الله ويحتقره بصورة مؤسفة.
اليأس هو خطأ ضدّ رحمة الله
فالله "إلى الأبد رحمته،" وهو "طويل الروح وكثير الرحمة،" بل إنه إله "يُسرّ بالرحمة." لكن تلك الرحمة العظمى لن يتمتّع بها إلا كل من يؤمن بأن له نصيبًا فيها. ثم يتقدّم ليأخذ حقّه. فالإله الغفور صاحب القلب الكبير عنده غفران لأفظع الخطايا ولأشر الخطاة، أما أولئك الذين يستسلمون لليأس من رحمة الله فلا نصيب لهم فيها.
اليأس هو خطأ ضدّ عدالة الله
فحين قال قايين: "ذنبي أعظم من أن يُحتمل،" كان في الواقع يشكو لا من هول خطيته، إنما من قسوة عقابها. إن قلوب الخطاة غير التائبين القاسية لا تتأثر بتوبيخ الرب أو تأديبه، لأنها تتصوّر أن حكم الله عليه هو حكم صارم. وهنا أُقرّر أن من يتحدّث عن آلامه نتيجة لقصاص الله، أكثر مما يهتم بحقيقة خطاياه الشخصية، هو إنسان قادته قساوة قلبه إلى درجة أصبح معها يرفض التوبة.
اليأس هو خطأ ضدّ الروح القدس
فالروح القدس يقدّم للإنسان الشراب المنعش الموجود في ينبوع المواعيد. فوعد الرب يقول: "أيها العطاش جميعًا هلموا إلى المياه، والذي ليس له فضة، تعالوا اشتروا وكلوا، هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن خمرًا ولبنًا." لكن اليائس يقول: "لا يوجد لي لبن يغذيني أو خمر يعزيني، ولا توجد نعمة تخلصني بلا ذهبٍ وبلا فضة." وهكذا يرفض شهادة الروح القدس عن الله وعن عمله، وهو لا يدري أنه بهذا لا يكذّب إنسانًا لكنّه يكذّب الروح القدس. وهذه الخطية هي أساس كل الخطايا الأخرى، لأن تكذيب وعد الله وعدم الإيمان بشخصه هو أساس كل الخطايا الأخرى.
اليأس يقود صاحبه إلى تفاقم التورّط في الخطية
فاليائس يقول في نفسه: "ما دام ذهابي إلى السماء غير ممكن فدعني أنزل إلى بحر الملذّات وأتمتّع بكل الشهوات، وما دامت الرحمة بعيدة ولا سبيل إلى الحصول عليها فلِأتمتّع بالخطية التي في متناول يدي." وهكذا يمسك الشيطان بيد الإنسان اليائس، وبعدما يؤكد له عدم إمكانية حصوله على الخلاص يقوده إلى أفكار خاطئة في حقّ الله، بل إلى أفكار التجديف على الله والشك في صدق أقواله، وهكذا يسيطر الشيطان على الإنسان ويتلاعب به كما يريد.
قيل عن بعض الجنود أنهم قبل ذهابهم إلى ميادين القتال كانوا يتعاطون المسكر حتى تصدر عنهم تصرفات ما كانت لتصدر عنهم وهم في كامل وعيهم. هكذا الشيطان، بعدما يُسكر أتباعه بخمر اليأس من رحمة الله يقودهم إلى أعمال البطولة الشيطانية.
إنني أقول لكل يائس: "أطرد اليأس من قلبك، ولا تقل قد هلك رجائي، لأن لك في المسيح خلاصًا." إن كان يهوذا في يأسه من رحمة الله قد خنق نفسه، إلا أن رحمة الله لم تيأس منه. فلو أن يهوذا تاب ورجع إلى الرب - كما فعل بطرس - لوجد في قلب السيد غفرانًا أكيدًا كاملاً.

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2019

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

359 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10628597