Voice of Preaching the Gospel

vopg

لا شك أن كل إنسان يبحث عن السعادة، فهي حلم كل امرئ يعيش على وجه الأرض. ولكن قد يضلّ الطريق أحد الساعين وراءها فيسقط في قبضة الشيطان الحديدية، ولا يجني إلا الشقاء والعناء، وما الذين سقطوا صرعى أمام الجنس والمكيّفات والمخدرات إلا من هؤلاء.

ونحن في بحثنا عن السعادة نحتاج إلى مرشد، وليس هناك من مرشد أفضل من كلمة الله التي تنير وتعقّل الجهال. فدعونا نتأمل في بعض المبادئ الكتابية التي تقودنا إلى السعادة:
أولاً، ليست السعادة في الأشياء المادية: يظن البعض أن السعادة في المال، أو في البيت الجميل والأثاث الفاخر، أو في الأولاد، أو في الحصول على الدرجات العلمية. ولا شك أن كل هذه أشياء تستحق الاهتمام ولكنها معرّضة للزوال، لذلك لو بنينا سعادتنا على الأشياء فإنها ستزول بزوال هذه الأشياء، وقد حذرنا الرب يسوع قائلاً: "لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون." وكأنه يقول: إن الكنوز الأرضية التي تظنون أنها مصدر سعادتكم معرضة للزوال وعوامل زوالها كثيرة. وقال المرنم: "إن زاد الغنى فلا تضعوا عليه قلبًا." وهل يستطيع المال أن يسعد حزينًا أو يعيد الابتسامة لمجرّب؟ وهل يستطيع البيت الجميل والأثاث الفاخر أن ينزع من الإنسان إحساس الوحدة والخوف والقلق؟ لذلك فلا تبنِ سعادتك على الأشياء.
ثانيًا، السعادة لا تأتي من خارج الإنسان: في الموعظة على الجبل نقرأ التطويبات، وكلمة طوبى تعني "يا لسعادة"، ومن هم أصحاب السعادة؟ إنهم المساكين بالروح، والحزانى، والودعاء، والجياع والعطاش إلى البر، والرحماء، وأنقياء القلب، وصانعو السلام. وكل هذه الصفات التي هي مصدر السعادة، لا تأتي من خارج الإنسان بل تنبع من داخله. لذلك أقول لك عزيزي القارئ: لا تنتظر أن تأتيك السعادة من الخارج بل ابحث عنها في داخلك، ولا تتعجب عندما تسمع عن انتحار سقير أو وزير، ذلك لأن المنصب لم يحقق له السعادة. ولا تتعجب أيضًا عندما تسمع عن انتحار ممثلة أو ممثل مشهور، فالشهرة والمال لم يحققا له السعادة.
ثالثًا، السعادة في حياة العطاء: يقول الرسول بولس أثناء حديثه الوداعي لكنيسة أفسس: "متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ." (أعمال 35:20) وكلمة "مغبوط" تعني سعيد، وكأنه يقول: سعيد هو المعطي أكثر من الآخذ. نحن دائمًا نهنّئ من يحصل على ترقية أو من يفوز بجائزة، أو ينال مكافأة، ولا يمكن أن نقول "مبروك" لإنسان أعطى أو قدّم وبذل وضحّى، ذلك لأننا لا ندرك سعادة العطاء، ففيه أعظم البركات، بركة التشبّه بالله الذي أعطانا ذاته ويعطينا كل شيء بسخاء. كما أن العطاء يخرجنا من نطاق الأنانية والتقوقع حول الذات، فنرى احتياجات الآخرين ونحس معهم. والعطاء هو دليل الغنى الروحي والحياة الشاكرة والنفس الراضية. ليتنا نختبر سعادة العطاء فنسعد ونحن نرى عطايانا وهي تساهم في إسعاد من جار عليهم الزمن، وتساهم في نشر البشارة للبعيدين، فنسعد ونحن نرى فرحة الخلاص في حياتهم.
رابعًا، السعادة الكاملة نجدها في الله: لو أننا بنينا سعادتنا على شخص الله فإنها لن تزول أبدًا. فكل شيء يزول، أما هو فيظلّ إلى الأبد لا يعتريه تغيير ولا ظل دوران. لقد قارن آساف نفسه بالأشرار فاعترته الغيرة منهم، جسمهم سمين وليسوا في تعب الناس. ولكنه عندما دخل مقادس الله وانتبه إلى آخرتهم عرف الحقيقة، فهم يتمتعون بالأولاد، والثروة، والصحة الجيدة، أما هو فعنده الله مالك كل شيء، ومصدر السعادة الكاملة فقال: "من لي في السماء ومعك لا أريد شيئًا في الأرض؟" (مزمور 25:73) فإن كان لنا الله فنحن نمتلك كل شيء، ولكن لو امتلكنا كل شيء وليس لنا الله فنحن في الحقيقة لا نملك شيئًا. فالله هو الذي يملأ الحياة بالسعادة، ويضمنها لنا مهما كانت الظروف ومهما تغيّرت الأحوال. لذلك نقرأ عن بولس وسيلا وهما في السجن الداخلي وأرجلهما في المقطرة أنهما كانا يصليان ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما (أعمال 16) وما أجمل الصورة التي يرسمها الوحي لحبقوق وهو يشدو في الجدوب قائلاً: "فمع أنه لا يزهر التين ولا يكون حمل في الكروم، يكذب عمل الزيتونة والحقول لا تصنع طعامًا ينقطع الغنم من الحظيرة ولا بقر في المذاود فإني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي." (حبقوق 17:3-19)

المجموعة: تموز (يوليو) 2019

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

148 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10623839