Voice of Preaching the Gospel

vopg

أين السلام، وسكان الكرة الأرضية يخزِنون الموت وأدواته في مخازن الدمار؟ وما حدث في مرفأ بيروت – لبنان ما هو إلا حادثة واحدة من آلاف حوادث الموت في العالم.

إن العالم اليوم يحترق بنيران مشتعلة ومستعرة مستمرة لا يستطيع البشر إطفاؤها. يحترق بنيران الحروب المدمّرة، والظلم الاجتماعي، والمطامع العالمية، والصراعات السياسية، والفساد الأخلاقي، والتعدّي على شريعة الله بابتداع قوانين ضدّها كقوانين زواج المثليين والإجهاض وإباحة ممارسة الجنس خارج الزواج، لا بل أكثر من ذلك يتَحدّون الله بإنكار الوحي المقدّس وتشويه التعاليم اللاهوتية الثابتة والمؤثّرة والمطوّرة للحضارات والإنسانية؛ وذلك بنشر التعاليم الكاذبة والمضللة، إلخ... وتطول قائمة أنواع النيران المشتعلة في العالم.
ولكن لا بد لنا أن نذكر اسم نار جديدة هبّت لتحرق العالم من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه؛ فيروس الكورونا الذي أدّى بحياة الآلاف وإصابة الملايين والذي لا يعلم مداه إلّا الله وحده، والذي ملأ القلوب بالاكتئاب والمخاوف والاضطرابات، وتسبّب في تدهور الاقتصاد العالمي بشكل لم يسبق له مثيل.
لكن لا يخفى علينا، أن اليوم هو كالأمس، والحاضر كالماضي، فقد وُلد السيد المسيح في زمن صعب جدًا أيضًا، في وقت اشتدّ فيه ظلام الطغيان والظلم والاستبداد الذي ساد الأمة اليهودية، واحتلال الرومان لبلادهم وسيطرة الحكام، والصراعات الدينية وسيطرة الكهنة على الشعب.
إن المشكلة الحقيقية هي فساد قلب الإنسان وانتشار الخطية كالسرطان في حياة البشر، التي أحدثت فجوة كبيرة بين الله والإنسان. "بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم..."
في هذا الجوّ تجسّد الله الكلمة، ووُلد الرب يسوع المسيح، وجاء إلى أرضنا ليصنع خلاصًا وسلامًا ومسرّة للعالم. وقد عبّرَت عن ذلك ترنيمة الملائكة أعظم تعبير "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرّة." تتوسّط هذه الترنيمة عبارة "وعلى الأرض السلام." جاء المسيح ليصنع خلاصًا للبشرية من الخطايا لأنه يُدعى "اسمه يسوع لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم." ويصالح العالم مع الآب بدم صليبه صانعًا سلامًا كما قيل فيه بروح النبوة: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلَهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا." (إشعياء 6:9-7)
فلا سلام للعالم بدون المسيح، "لأنه هو سلامن"ا، وهو "إله السلام" (رومية 33:15؛ 20:16)، "ورب السلام" 2(تسالونيكي 16:3)، و"ملك السلام" (عبرانيين 2:7)، و"رئيس السلام" (إشعياء 7:9)، و"صانع السلام" (أفسس 16:2).
وعندما نتحدث عن السلام نحتاج أن نجاوب عن هذا السؤال: ما معنى السلام؟ وماذا يعنى السلام في حياة الفرد، وفي حياة العائلة وفي حياة الشعوب؟ وماذا يعنى لي ولك؟

1- السلام يعني مصالحة النفوس المتخاصمة
اعتقد أنه يوجد ثلاثة أنواع من المخاصمات على الأقلّ، يجب أن يتمّ الصلح فيها ليحلّ السلام في النفوس:
مخاصمة الله: "فللرب خصام مع يهوذا." (هوشع 2:12) "لِذَلِكَ أُخَاصِمُكُمْ بَعْدُ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَبَنِي بَنِيكُمْ أُخَاصِمُ." (إرميا 9:2)
مخاصمة الإنسان لأخيه: "فَحَدَثَتْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنَ رُعَاةِ مَوَاشِي أَبْرَامَ وَرُعَاةِ مَوَاشِي لُوطٍ... فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ: [لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ، لأَنَّنَا نَحْنُ أَخَوَانِ." (تكوين 7:13-8)
مخاصمة الإنسان مع نفسه: "لماذا أنتِ منحنيةٌ يا نفسي؟ ولماذا تئنّين فيَّ؟" (مزمور 5:42 و11) ويقول أيوب في تجربته المحرقة: "لأَنَّهُ مِثْلَ خُبْزِي يَأْتِي أَنِينِي، وَمِثْلَ الْمِيَاهِ تَنْسَكِبُ زَفْرَتِي، لأَنِّي ارْتِعَابًا ارْتَعَبْتُ فَأَتَانِي، وَالَّذِي فَزِعْتُ مِنْهُ جَاءَ عَلَيَّ. لَمْ أَطْمَئِنَّ وَلَمْ أَسْكُنْ وَلَمْ أَسْتَرِحْ، وَقَدْ جَاءَ الزُّجْرُ (الْغَضَبُ)." (أيوب 24:3-26)
فجاء المسيح ليصنع صلحًا بين الله والإنسان "وأن يُصالح به الكل لنفسه، عاملًا الصلح بدم صليبه." (كولوسي 20:1) وعندما يتصالح الإنسان مع الله يمتلئ قلبه بالسلام لأنه قال: "سلامي أعطيكم"، وعندئذ يكون في سلام مع أخيه ومع نفسه.

2- والسلام يعني اطمئنان القلوب الخائفة
بينما كان التلاميذ في السفينة المعذّبة من الرياح والأمواج اضطربوا وخافوا عندما رأوا يسوع ماشيًا على البحر، ولكنه شجعهم قائلًا لهم: "تشجّعوا! أنا هو. لا تخافوا." نزع منهم الخوف وملأ قلوبهم بالسلام. وعندما أسكت الأمواج والرياح أفعم قلوبهم بالاطمئنان.
طالما يسوع في سفينة حياتك، اطمئن! فلا رياح ولا أمواج تصيبها.

3- والسلام يعنى راحة الضمائر المعذبة
ثار ضمير داود عليه عندما زنا مع بثشبع، لذلك نراه يصرخ في المزمور السادس قائلًا: "تَعِبْتُ فِي تَنَهُّدِي. أُعَوِّمُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي بِدُمُوعِي. أُذَوِّبُ فِرَاشِي. سَاخَتْ مِنَ الْغَمِّ عَيْنِي. شَاخَتْ مِنْ كُلِّ مُضَايِقِيَّ." كما يأتي مزمور 51 معبِّرًا عن تعبه النفسي وعذاب ضميره من جراء هذه الخطية فيصرخ للرب طالبًا الرحمة: "اِرْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ. اغْسِلْنِي كَثِيرًا مِنْ إِثْمِي، وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي. لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ، وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِمًا."
عندما يعترف المرء بخطاياه عندئذ يغفر الرب له ويطهّره من كل خطية، فيرتاح ضميره ويحلّ في قلبه السلام. "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح." (رومية 1:5)

4- والسلام يعنى رفع الأحمال الثقيلة
"لان الغمّ في قلب الرجل يحنيه والكلمة الطيّبة تفرّحه." (أمثال 25:12)
وما أكثر الأحمال الثقيلة التي ترهق حياتنا وتنزع منها السلام، لذلك يقول الرب على فم الرسول بولس: "لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتُعلَم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع." (فيلبي 6:4-7)
عندما نثق في شخص الرب، ونتّكل عليه، ونلقي بأحمالنا عليه يريحنا من أتعابنا ويحمل أحمالنا الثقيلة لأنه وعدنا بقوله: "تعالَوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم." جاء يسوع ليس لخلاصنا فقط بل ليمنحنا سلامه لأنه هو رئيس السلام، وإله السلام، وصانع السلام.
فهل تأتى إليه بإيمان لتخلص وتنال سلامه؟ وكل عام وأنتم في سلام.

المجموعة: كانون الأول (ديسمبر) 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

306 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577003