Voice of Preaching the Gospel

vopg

نعلم يقينًا من الكتاب المقدس أنّ كلَّ الخطايا مُوجَّهة ضدّ الله أولًا، ويحاول آخرون الهرب من هذه الحقيقة قائلين: "لا يوجد إله" لكي يُخدّروا ضمائرهم المشتكية عليهم.

ويسعون لإضفاء صبغة قانونية على الخطايا وإدخالها ضمن بند "إنها حقوق الإنسان". مثال على ذلك مثليّي الجنس، ولكن ما يخفى عن كثيرين بإرادتهم، أن الخطيّة موجّهة ضدّ أنفسهم وأنهم بعملهم هذا يُدمّرون أنفسهم.
الخطيّة تؤذي فكرَ الإنسان، وروحَه، وجسدَه أيضًا. وهناك أمثلة من الكتاب المقدس منها مثلًا، أن الخطيّة جعلت الناس أيام الطوفان يفقدون قدرتهم على التفكير الصحيح. البعض رأوا الحمار الذي يعرف معلف صاحبه يدخل إلى الفلك، أما هم فلم يدخلوا، والبعض شاهدوا النعامة القليلة العقل تدخل وأما هم فلم يُفكّروا في ضرورة الدخول.
كذلك، تدّمر الخطيّة أيضًا جسم الإنسان كأولئك الذين يدمنون على الكحوليات والمخدرات. فالتقارير الطبيّة تظهر الأضرار التي تصيب الكبد والخلايا الدماغية وآخرون يُصابون بالأمراض المنقولة جنسيًا نتيجة خطايا الجنس والشذوذ، وآخرون جعلوا حياتهم مُعلّقة بأسعار المعادن والعملات، وما أن سمعوا بهبوط حاد، حتى أصابتهم كآبة شديدة، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة. وباختصار فكل خطيّة لها تأثير سلبي على النفس والروح والجسد. والآن تعال معي لنناقش بعض الخطايا التي يدمِّر الإنسان بها نفسه.

1- الاستهزاء بأقوال الله
هذه من أكثر الخطايا الشائعة لأنها ترتبط بأيامنا هذه إذ نحن نعيش في الأيام الأخيرة قبل مجيء المسيح وقبل يوم الدينونة. فهناك من يستهزئ بعمل المسيح على الصليب، وآخرون يستهزئون بالكتاب المقدس، ومرات نسمع من يقهقه على يوم الدينونة. والكتاب المقدس يحذِّر من خطيئة الاستهزاء: "من ازدرى بالكلمة يُخرب نفسه."(أمثال 13:13) لقد تحققت هذه الكلمات بالملك هيرودس أحد المستهزئين بيسوع، إذ أوقع هيرودس نفسه في شرك الهلاك الأبدي. وطريق الاستهزاء هو محاولة الخاطئ إسكات ضميره الذي يوبّخه. ويحذّر الكتاب المقدس المستهزئ "إن كنت حكيمًا فأنت حكيم لنفسك، وإن استهزأت فأنت وحدك تتحمَّل."

2. الحكم على النفس بالهلاك
ما رأيك إذا قام أحد الملوك بإعطاء قرار عفو عن السجناء المحكوم عليهم بالسجن المؤبّد، لكي يخرجوا بحرّية من السجن ولكن البعض قالوا لن نخرج لكي يُغيظوا الملك لأنهم يبغضونه، ألا يكون ذلك حماقة من أولئك السجناء؟ ربما تقول هذا لم يحدث أبدًا، ولكن في الواقع هذا ما يحدث كل يوم في بشارة الإنجيل. يسوع هو الملك الذي مات لكي يفتدي عبيد الخطيّة، ليجعلنا ننعم بالحرية ولكي نكون أمراء وأحباء على قلبه لا عبيدًا للخطيّة والشيطان، ولكن كم يوجد من المناقضين والمقاومين لهذه الأخبار السارة؟ إنهم ببساطة يحكمون على أنفسهم بأنهم غير مستحقين لهبة الله ولأعظم هدية التي هي الحياة الأبدية. ولكنهم هم الذين حكموا على أنفسهم بذلك. لنسمع ردّ بولس وزميله برنابا بعد أن رفض جمع من المتشدّدين بشارة الإنجيل: "كان يجب أن تُكلَّموا أنتم أولًا (أي اليهود) بكلمة الله، ولكن إذ دفعتموها عنكم، وحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية، هوذا نتوجَّه للأمم." (أعمال 46:13) وعبارة "حكمتم أنكم" جاءت ببعض الترجمات الإنكليزية بمعنى حكمتم على أنفسكم، وهنا يجب أن نضع علامة توقُّف كبيرة، وليسأل كل واحد "بماذا حكمتُ على نفسي؟" هل قبلتُ الرب يسوع وعطيّتَه التي لا يُعَبَّر عنها أي الحياة الأبدية؟ أم قاومتُ البشارة ورفضتُ المُخلّص الوحيد وحكمت على نفسي بالهلاك الأبدي؟ ولنتحذّر إن كان أحد القرّاء من الفئة الثانية، فالباب لا يزال مفتوحًا، والرب يسوع يقرع بمحبته الفائقة على القلب وكل من يفتح له، يدخل المسيح بروحه القدوس ومعه كل العطايا والبركات الأبدية، ويتهلل ذلك الإنسان بخلاص نفسه.
عزيزي القارئ، الكتاب صريح! لا يوجد خلاص من الخطيّة والدينونة إلا بالرب يسوع المسيح الذي أحبّنا وبذل نفسه من أجل خطايانا. ولكن الشخص الرافض يخطئ إلى نفسه ويحكم عليها ليضعها في هذه الزنزانة الرباعية: هلاك أبدي، ظلام أبدي، دينونة أبدية، وخزي أبدي. لذلك على النفس أن تُفكّر مليًّا في هذا الأمر ولا تسمح للتعصُّب الديني أو الطائفي أن يغلق الباب عليها ويحكم الحكم المؤذي لها.

3. الخطية وتجريح النفس
أرجو أن تقرأ هذه المقطع من مرقس 1:5-5 إذ يقول الكتاب عن مجنون كورة الجدريين أنه كان "يُجرّح نفسه بالحجارة". ألا نرى في هذا المقطع كيف أصبحت الخطية قوة لتدمير نفس الإنسان؟ وأصبح تحت سلطان الشيطان الذي يسوقه لإهانة جسده عاريًا! الخطيّة أفقدته عقله وإرادته. لقد فقد احترام نفسه وأصبح عاريًا ولا يبيت في بيت بل في القبور، وأصبح الشيطان الناطق الرسمي على لسانه! حتى أن المجتمع فقد قدرته على إصلاحه بكل القيود التي حاول بها تسكين هيجانه.
عزيزي القارئ، هل تعرف أشخاصًا يجرّحون أنفسهم ويدمّرون بيوتهم في صالات القمار؟ لِنذهب ونُقدِّم لهم بشارة النعمة، هل تعرف أشخاصًا أدمنوا على المواقع الإباحية حتى صار الخيال واقعًا والواقع خيالًا؟ لِنذهب ونقدّم لهم غفران يسوع ودمه الذي يُطهّر من كُلِّ خطيّة، وإن رأيت أشخاصًا يجرّحون أجسادهم بالمخدّرات، لِنذهب ونُقدِّم لهم فرح الخلاص والحرية بدلًا من الذلّ والعبودية.
أخيرًا، نقول إنّ الكتاب المقدس مليء بعبارات مثل "أخطأوا ضد أنفسهم... أفسدوا أنفسهم... باع نفسه لفعل الشر... يضرّون أنفسهم... يضلّون أنفسهم... يهلكون أنفسهم... طعنوا أنفسهم... تخزن لنفسك غضبًا". يريد الله في هذه العبارات أن يرسل رسائل متوالية: لماذا تضّر نفسك؟ لماذا تُدمّر نفسك؟
ليتك عزيزي القارئ تسمع صوت ابن الله الآن، لماذا تُعذّب نفسك بالخطايا؟ وأنا قد أحببتك وافتديتكَ بدمي فوق الصليب، تعال إليّ لتتذوّق حلاوة الخلاص بدلًا من مرارة الخطيّة التي تُعذّب نفسك فيها، لقد حملتُ دينونة خطاياك فوق الصليب لكي أبرئ ساحتك، ونكستُ رأسي فوق الصليب لكي أرفع وجهك، تعال إليّ لكي تفرح بخلاصك ولكي أعوّضك بالبركات عن ذلك الخراب الذي أحدثته الخطيّة. تعال إليّ. لا تؤجل... الآن هو وقت خلاصك... والآن وقت مقبول، تعال كما أنت، ووعدي صادق: "من يقبِلُ إليّ لا أُخرجه خارجًا."
عزيزي القارئ إن كنت تعذِّب نفسك بالخطايا، أقول لك ما قاله الحكيم: أحسن إلى نفسك، كن رحيمًا على نفسك، تعال إلى الرب يسوع المسيح المحرِّر العظيم الذي أحبّك ومات لأجلك على الصليب.
إن يسوع المسيح على أتمّ الاستعداد ليخلّص ويحرّر من قيود الخطيّة وعبودية إبليس القاسية. لتصعد صرخة إيمان من أعماق قلبك وصلّ:
"ربي يسوع. خلّصني من سجن الخطايا. خلصني يا رب لأن الخطيّة أصبحت مَصيَدةً لنفسي. أشكرك لأجل دمك الزكي الذي سفكته لأجلي الذي فيه قوة تحرير، وقوة شفاء، وقوة تطهير من كل النجاسات. أشكرك لأنك وهبتني حياة أبدية، آمين."


التقويم اليومي "الرب قريب" لعام 2021
فريد من نوعه إذ يحتوي على رسالة وتأمل لكل يوم من أيام السنة. يساعد على التعمّق في كلمة الله وتقديم الغذاء الروحي. فيه دليل لقراءة كل الكتاب المقدس في سنة. وهو إما مثبت على لوحة ذات منظر جميل أو بشكل كتاب. يتوافر بالعربية والإنكليزية، والفرنسية والأسبانية والتركية والكردية.

التقويم مثبت على لوحة أو بشكل كتاب
ثمن النسخة الواحدة$ 5
وثمن النسخة الواحدة لطلبية 20 نسخة أو أكثر$ 2
المبلغ يتضمن أجور البريد - نرجو إرسال المبلغ مع الطلبية

المجموعة: كانون الأول (ديسمبر) 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

88 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10627431