ليست المسيحية مجرد شعائر أو طقوس أو فرائض، ولكنها روح وحياة. وإن لم تغيّرك مسيحيتك لتجعل منك إنسانًا يختلف تمامًا عن كل أهل العالم المحيطين بك، وعما كنت أنت ذاتك من قبل، فمسيحيتك مشكوك فيها.
فليس لأنك قد وُلدت في بيت مسيحي قد صرت مسيحيًا. وليس لأنه مسجّل اسمك في السجلات المدنية أنك مسيحي، قد صرت مسيحيًا. أنت لست سيارة تحمل اسم المصنع الذي صُنعت فيه. وليست المسيحية صفة أو مرضًا ينتقل إليك بالوراثة. إن المسيحية اختبار شخصي وعقيدة كتابية ولا يمكن أن يكون الاختبار شخصيًا إلا إذا حصلت عليه بنفسك، ولا يمكن أن تعتنق عقيدة ما بدون إيمان... ولا إيمان بدون اقتناع، ولا اقتناع بدون دراسة، ولا دراسة للمسيحية بعيدًا عن الكتاب المقدس وعقيدته.
فهل درست مسيحيتك؟ وأعني هل تأملت وفكرت بحياتك الشخصية وعلاقتك مع المسيح؟
وهل رأيت على ضوء الكتاب المقدس إلى أي دركٍ أو دور وصل الإنسان "إذ أخطأ الجميع..." وهل عرفت أن الله عادل، وفي عدله لا بد أن يقتصّ من الجنس البشري كله لأن "أجرة الخطية هي موت..." وهل أدركت أن الله رحيم ولا بدّ أن تشتمل رحمته على عدله وهو الكلّي العدل، أو كيف يطغي عدله على رحمته وهو الكليّ الرحمة، وحاشا لصفة من صفاته أن تفوق على الأخرى وهو الكامل في كل شيء.
هل أشرق الله عليك بنوره من خلال كتابه المقدس فأراك كيف أنه على الصليب تعانق العدل مع الرحمة؟ وبموت المسيح البدلي عن جنس البشر قد سدّد للعدالة الإلهية حقها لنُرحم نحن الخطاة فيه. وأن كل من يؤمن بموت المسيح بدلاً عنه على الصليب يموت معه ليقوم أيضًا معه في جدة الحياة إنسانًا جديدًا صانعًا سلامًا، ويصير في المسيح "خليقة جديدة" يستطيع أن يقول مع الرسول بولس:
"الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدًا."
إذا أخذت هذا الاختبار تكون قد أصبحت منذ تلك اللحظة فقط – إنسانًا جديدًا مسيحيًا بحسب فكر الله قد كُتب اسمك في سجلات السماء وعندئذ تصبح مؤهلاً لتحيا الحياة المسيحية حسب تعاليم الكتاب المقدس، ويحق لك دخول الأمجاد السماوية لتكون مع الرب وفي المكان الذي أعدّه لك المسيح.