مسيح بيت لحم هو المخلص الوحيد للبشرية المثقلة بتركة الخطية، وكل مسيح عداه هو "مسيح كذّاب"، ذلك لأن النبوة أكّدت أن المسيح الأزلي الأبدي سيولد في بيت لحم، فقالت:
"أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ." (ميخا 2:5) فمسيح بيت لحم هو مسيح الله، هو الموجود مع الآب منذ الأزل.
ولقد سألت نفسي: ماذا وجدت في مسيح بيت لحم؟ ووجدت هذه الإجابات:
1- وجدت في مسيح بيت لحم الحلّ الإلهي لمشكلة الخطية
كان السؤال الذي واجه الإنسان منذ سقوطه في الخطية: كيف يكون الله بارًا ويبرر الخاطئ الفاجر الذي كسر ناموسه وداس وصاياه؟ وفي مسيح بيت لحم حلّ الله هذه المشكلة المستعصية.
إن الإنسان خاطئ بطبيعته وتصرفاته، ولذا فإنه لا يستطيع أن يخلّص نفسه أو يخلّص سواه من عقاب الله، والعقاب الإلهي هو "النفس التي تخطئ هي تموت." (حزقيال 4:18) إذًا فقد كان لا بدّ من حدوث أحد أمرين: إما أن يُهلك الله الإنسانية جمعاء وبلا استثناء في جهنم النار "لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله." (رومية 22:3 و23) أو أن يوجِد طريقًا بحكمته به يكون بارًا ويبرّر الإنسان الأثيم.
وفي مسيح بيت لحم أوجد الله الحلّ لمشكلة الخطية، فقد وُلد المسيح من عذراء لم يمسها بشر لكيلا يرث خطية الإنسان، ويكون بارًا بطبيعته الأصلية فيستطيع فداء الإنسان.
والمسيح هو الله الابن، فالمسيحية تؤمن بالوحدانية الجامعة في اللاهوت، وتؤمن بهذا بناء على إعلانات الكتاب المقدس، ولأن المسيح هو الله الابن، وهو خالق العالمين لذا فقد كان يستطيع بإنسانيته البارة أن يموت عوضًا عن الإنسان، وبألوهيته أن يكون أكبر من الإنسانية جمعاء... وهكذا كانت ولادة المسيح من عذراء، وموته فوق صليب الجلجثة هي الطريق الذي حلّ به الله مشكلة الخطية. ويوضح بولس الرسول هذا الحق بالكلمات: "وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ... بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ. لإِظْهَارِ بِرِّهِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ، لِيَكُونَ بَارًّا وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الإِيمَانِ بِيَسُوعَ." (رومية 21:3-26) وهكذا بميلاد المسيح وموته على الصليب حلّ الله المشكلة الأزلية مشكلة الخطية.
2- وجدت في مسيح بيت لحم راحة قلبية ونفسية وعقلية
وما دام المسيح هو الطريق الوحيد للغفران، فبالتالي هو الطريق الوحيد للراحة القلبية والنفسية والعقلية، ذلك لأن الخطية ثقل كما قال داود: "لأن آثامي قد طمت فوق رأسي. كحمل ثقيل أثقل مما أحتمل." (مزمور 4:38) ولا يمكن أن يرتاح الإنسان طالما هو يحمل ثقل الخطية على ضميره، لهذا نادى المسيح البشرية المثقلة بالآثام قائلاً: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيليّ الأحمال وأنا أريحكم." (متى 28:11) وما من شك أنه لا يجرؤ أحد من البشر أن يرفع عقيرته بهذا النداء، لكن المسيح نادى به لأنه "الله الابن" الذي يستطيع يقينًا أن يريح المتعبين.
أجل، لقد أراح قلبي إذ غفر بدمه كل خطاياي...
وأراح نفسي، إذ أكّد لي أنه رفيق رحلة حياتي...
وأراح عقلي إذ حلّ بكلمته مشاكلي وتساؤلاتي.... أجل، لقد وجدت في مسيح بيت لحم راحة قلبية ونفسية وعقلية.
3- وجدت في مسيح بيت لحم الإتمام الكامل للنبوات الكتابية
يعرف دارس الكتاب المقدس أن العهد القديم كان هو الأساس الممهِّد للعهد الجديد، وأن العهد القديم قد امتلأ بالنبوات المؤكدة لمجيء المسيح المخلص ابن الله الكريم، فالمسيح لم يظهر صدفة على مسرح التاريخ كما ظهر بوذا، أو كونفوشيوس أو غيره من المعلّمين والقادة والأنبياء، لكنه قبل أن يظهر أرسل الله الأنبياء يؤكدون مجيئه، وقد تحدثت نبوات الكتاب المقدس عن كل دقائق حياته: عن ميلاده من عذراء، وعن المدينة التي سيُولد فيها، وعن الكيفية التي سيموت بها، وعن القبر الذي سيُدفن فيه، وعن قيامته بعد ثلاثة أيام، وعن صعوده إلى السماء. فلما جاء المسيح رأينا كيف تحققت في شخصه المبارك نبوات الأنبياء، فالمسيحية ليست وليدة تطوّر زمني للحياة لكنها ديانة الله، الديانة التي مهّد لها أنبياء العهد القديم بالكثير من النبوات، والتي في مسيحها يجد الإنسان غفرانًا لخطاياه، وإجابة مشبعة للأسئلة التي أتعبت عقله. لقد أتم المسيح بميلاده، وموته وقيامته نبوات الأنبياء، وسوف يأتي عن قريب ليتمم بمجيئه ثانية ما بقي من نبوات. يقينًا أنني وجدت في مسيح بيت لحم الإتـمام الكامل للنبوات الكتابية.
4- وجدت في مسيح بيت لحم الحياة الأبدية
وهذا ما تقوله كلمة الله: "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يوحنا 16:3) "وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاة." (1يوحنا 13:5)
فهل فتحت قلبك لمسيح بيت لحم... مسيح الصليب... وتيقّنت أن لك حياة أبدية، أم أنك ما زلت سائرًا في ظلمات الشر والخطية؟