Voice of Preaching the Gospel

vopg

 خطوات العناية الإلهية في تحقيق المقاصد الحيوية

"غَدًا فِي مِثْلِ الآنَ أُرْسِلُ إِلَيْكَ رَجُلاً مِنْ أَرْضِ بَنْيَامِينَ، فَامْسَحْهُ رَئِيسًا لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ، فَيُخَلِّصَ شَعْبِي..." (1صموئيل 16:9)

العناية الإلهية تسلك طريقًا خاصًا قد يكون مخفيًّا عنا. هذا الطريق يحدّده الله بنفسه ويجب أن تكون ثقتنا أن هذا الطريق هو الأفضل.
لو تأملنا في حياة يوسف لرأينا أمورًا لا يستحسنها الإنسان:
يخرج إلى إخوته حاملاً لهم طعامًا وماء، لكنهم كانوا يفكرون في قتله...
ثم استقروا على بيعه... ويشتريه فوطيفار... ثم يُجرَّب من امرأة فوطيفار ويهرب من الخطية... لكنه يدخل السجن... ما هذا يا إلهي؟! أهذه مكافأة الأمناء؟ ولكن كان قصد الرب خفيًّا وقد بدا بعد فترة تقدَّر بثلاثة عشر عامًا، وهو أن يصير يوسف ثاني رجل في مصر.
إن للعناية الإلهية أهدافًا ومقاصد لا بد أن تصل إليها، وما علينا إلا أن نثق ثقة كاملة في خطوات العناية الإلهية التي تحقق مقاصده... "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير..."

أولاً: المقاصد الإلهية وماهيتها
1- السموّ بالإنسان ورفع مكانته: كان المقصد الإلهي أن يرفع مكانة شاول بن قيس ليصبح ملكًا وهذه أسمى مكانة اجتماعية. إن الرب رفع مقامنا وعلّى نسبتنا إذ جعلنا أبناء له. "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ." ويقول لنا: "وأما أنتم فجنس مختار، وكهنوت ملوكي، أمة مقدسة، شعب اقتناء..." كنا بلا رجاء... غرباء... بعيدين... كنا في المزبلة... لكنه رفعنا... "لأنه تعلّق بي أنجّيه. أرفّعه لأنه عرف اسمي." "... قبلاً لم تكونوا شعبًا، وأما الآن فأنتم شعب الله."
2- الاستجابة لرغبة شعبه: قال الشعب لصموئيل: "اجعل لنا ملكًا يقضي لنا كسائر الشعوب." ومقصد الرب أن يستجيب لرغبات شعبه. قال يسوع: "اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يُفتح لكم. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ... اطلبوا تأخذوا، ليكون فرحكم كاملًا."
3- أن ينضبط الشعب: "يضبط شعبي." إن الرب لا يريد أن نسير في طريق التسيّب وعدم الانضباط وعدم النظام. إلهنا إله نظام لا إله تشويش بل سلام. ألم يقل الوحي "انذروا الذين بلا ترتيب؟" ما أكثر الذين تمسّكوا بالآية المباركة "وحيث روح الرب هناك حرية"، فضربوا بالنظام عرض الحائط. البحر يتحرّك ولكن بين شاطئين. لقد ضرب التسيّب حياة الإنسان والأسرة والكنيسة والمجتمعات.
4- عقاب الرافضين ملكه
قال الرب لصموئيل: "لأنهم لم يرفضوك أنت بل إياي رفضوا حتى لا أملك عليهم... فَكَلَّمَ صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ الَّذِينَ طَلَبُوا مِنْهُ مَلِكًا بِجَمِيعِ كَلاَمِ الرَّبِّ، وَقَالَ: «هذَا يَكُونُ قَضَاءُ الْمَلِكِ الَّذِي يَمْلِكُ عَلَيْكُمْ: يَأْخُذُ بَنِيكُمْ وَيَجْعَلُهُمْ لِنَفْسِهِ، لِمَرَاكِبِهِ وَفُرْسَانِهِ... وَيَأْخُذُ بَنَاتِكُمْ عَطَّارَاتٍ وَطَبَّاخَاتٍ وَخَبَّازَاتٍ. وَيَأْخُذُ حُقُولَكُمْ... فَتَصْرُخُونَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنْ وَجْهِ مَلِكِكُمُ الَّذِي اخْتَرْتُمُوهُ لأَنْفُسِكُمْ، فَلاَ يَسْتَجِيبُ لَكُمُ الرَّبُّ." وهذا ما فعله شاول بهم، فكان جزاءً لمن يرفض مُلك الرب على حياتهم.

ثانيًا: المقاصد الإلهية وخطواتها
1- فقدان بعض الممتلكات: فَقَدَ قيس والد شاول أُتنه فقال قيس لشاول ابنه: "خُذْ مَعَكَ وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَقُمِ اذْهَبْ فَتِّشْ عَلَى الأُتُنِ." كان ممكنًا أن يرسل مجموعة من عبيده وغلمانه ليفتشوا عليهم، لكن كانت المقاصد الإلهية بأن يذهب شاول حتى تتم فيه المقاصد الإلهية وتسمو مكانته ليصير ملكًا للشعب.
2- الفشل في العثور على المفقودات: "فعبر (شاول وغلامه) في جبل أفرايم، ثم عبر في أرض شليشة... أرض صوف..." فقرر شاول العودة حتى لا ينشغل أبوه عليهما.
3- قدّمت أهم الاقتراحات: قال غلام شاول: "[هوذا رجل الله في هذه المدينة، والرجل مكرّم. كل ما يقوله يصير. لنذهب الآن إلى هناك لعله يخبرنا عن طريقنا التي نسلك فيها.] فقال شاول للغلام: [كلامك حسن. هلم فنذهب.] فذهبا إلى المدينة التي فيها رجل الله."
4- في العودة وقفا في بعض المحطات: قال لهما صموئيل إن الأتن وُجدت ودعاهما لتناول الطعام معه. وقال لشاول بأنه في رجوعه سيصادف بعض المحطات التي يجب أن يقف عندها:
قبر راحيل: سيقابل رجلين عند قبر راحيل ويقولان له: "قد وُجدت الأتن."
بلوطة تابور: سيقابل ثلاثة رجال يعطونه رغيفَي خبز.
جبعة الله: يصادف زمرة من الأنبياء فيحلّ عليه روح الرب فيتنبأ معهم ويتحوّل إلى رجل آخر.
الجلجال: حيث ينزل صموئيل قدامه ليصْعِد محرقات ويذبح ذبائح سلامة.
5- الإعلان عن الحصول على أسمى المشتهيات: "لمن كل شهيٍّ في إسرائيل؟" وهذه كانت أعظم المفاجآت. أراد صموئيل أن يعلن له أن الرب اختاره ليكون قائدًا لشعب الرب بملكه عليهم. إن الرب يصل بنا إلى أسمى ما نشتهيه... ليس من جهة الأمور الزمنية فقط بل الروحية أيضًا.

ثالثًا: المقاصد الإلهية وواجبنا نحوها
يجب أن نقدّر المقاصد الإلهية ونشكر الرب لأجلها لأنها رفعت مكانتنا وعلّت نسبتنا إذ جعلتنا أولادًا لملك الملوك ورب الأرباب. نحن لا نستحق ما أوصلتنا إليه المقاصد الإلهية. يجب أن نقول بلغة الاندهاش والتعجب: "انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله!" البعض يتذمّرون أكثر مما يشكرون، لكن أقول: يجب أن تكون حياتنا حياة الشكر. "اشكروا في كل شيء، لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم... شاكرين الآب الذي أهّلنا لشركة ميراث القديسين في النور... ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية، بخشوع وتقوى."

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

335 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10629594