Voice of Preaching the Gospel

vopg

العلم هو أداة يسمح الله باستخدامها إلا أنّ العلم لا يمكنه البتة أن يأخذ مكان الله، وإدراكنا للحق هو ذاته مقابلة الله "لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود،

وأنه يجازي الذين يطلبونه." (عبرانيين 6:11) وبالتالي فإن معرفة الله تعلن الله ذاته لنا "أهْيَه الذي أَهْيَه"، الكائن الأزلي وسأكون ما سأكون وكل شيء تحتاج إليه. يعمل في الوقت الحاضر كما في الماضي ليكشف لنا المستقبل. من ثم يمنح إنسانًا رؤيا لما يعمل، ومن هنا يتكلم إلينا. "الله، بعد ما كلَّم الآباء بالأنبياء قديمًا... كلّمنا في هذه الأيام في ابنه."
عندما نقرأ الوصايا العشر نجد لوحة قانونية كاملة، فمن أين جاء موسى بهذا الناموس؟ المصريون والحضارات المجاورة عبدة أوثان، والإغريق والرومان لم يأتوا بشيء نظير هذه الشريعة الأدبية. لا بد أنها هبطت عليه من السماء، فأنا أؤمن بحقيقة ديانة الكتاب المقدس. "تكلم يا رب لأن عبدك سامع." (1صموئيل 9:3) إن "الله" إله العهد والوعد القديم ما زال يتكلم إلينا بأنواع وطرق مختلفة:

أولًا - العلم الرؤيوي
هناك ظواهر طبيعية لا يمكن تفسيرها بل لنستدلّ بها على القوة الأزلية للخالق العظيم. بدأت الخليقة في بدء الزمن أي قبل بدء الزمن حيث كان الكائن غير المحدود. بديهيًّا، لا يوجد عالمٌ صنع نفسه. طلب لو ولاس من الملحد روبرت أنغرسول أن يكتب كتابًا يظهر فيه سخافة المسيحية ويبيّن أن يسوع المسيح لم يعشْ على الأرض ولم يوجد قط. بدأ أنغرسول وما أن وصل إلى الفصل الرابع حتى أدرك أن المسيح شخصًا حقيقيًّا وأكثر من مجرّد شخص تاريخي ثم صلّى وقبله مخلصًا له. إن النفس جوهر روحاني لا يُدرَك بالحسّ أو الإبصار لكن آثارها شاهدة بوجودها كوجود الذات الإلهية. قابل موسى الله وتكلم معه، وقابل التلاميذ الله لدى لقائهم بيسوع المسيح، وهكذا يمكن أن نقابل الله عندما نقبل الروح القدس.
كانت المادة الأولى في تشويش كامل وسُمِّيت الأرض الغمر لأن المياه تغمرها (تكوين 2:1). بدأ روح الله يعمل في الخليقة كما يعمل الآن في الخليقة الجديدة (1كورنثوس 17:5). ومن لم يختبر الولادة الثانية لا يمكن أن يقبل الخليقة الأولى. أول شيء خلقه الله نور شامل غير محدّد (تكوين 14:1-15). ثم فصل بين النور والظلمة، "الشمس والقمر" لحكم النهار والليل، ثم خلق الجلد، "اتساع" في العبرية، للفصل بين المياه التي فوق الجلد "المياه التي تغلف السحاب" والمياه التي تحت الجلد التي تغطي البحار، ودعا الله الجلد "سماء" وهي السماء المرئية. وفوق الجلد "منظر شبه مجد الرب" جاءت في الفعل الماضي لتأكيد العمل الإلهي (حزقيال 26:1-28). هذا هو السبب في أنه لم يذكر "ورأى الله أن ذلك حسن". أما في تكوين 5:2 "كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ، وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ." وخلق الله الإنسان، ورأى أنه حسن لأنه على شبه الله وعلى صورة آدم الثاني. "أحمدك من أجل أني قد امتزت عجبًا." (مزمور 14:139)

ثانياً - الوحي المكتوب
إن الكتاب المقدس يأتي بالأدلة أولًا ثم يقدم الحلول، وهذا ما نسمّيه "تتميم النبوات" كما أنه يعطينا إلهًا يعد ويفي، وهذا هو أحد براهين الكتاب نفسه لوجود الله. سأل تلميذ أستاذه: كيف يمكنني أن أعرف الكتاب المقدس؟ فأجابه: عليك أن تدرس الكتاب المقدس كل يوم. إن كل شيء يتطلب مثابرة لنبحث عن إرادة الله لحياتنا "كل الكتاب هو موحًى به من الله" ويكتمل الإعلان بالمسيح وعمله على الصليب. لم يدرك صموئيل أن الله يتكلم مع ولد. هنا نرى دعوة الله للمركز الكهنوتي ليُبلِغ عالي في الغد ما تكلم به الرب. إن صموئيل لم يكن يخدم أمام عالي فحسب بل بالحري أمام الرب وهو صبيّ في وقت أخذ سراج الله ينطفئ في القدس (خروج 21:27). هذه السرج رمز للشهادة. هذا هو الإعلان الليلي الذي يعلمنا البساطة والنعمة والخدمة.
مشكلتنا عندما يكلمنا الله أننا نجادل روح الله كموسى (خروج 11:3-12). هذا الجدل الذي حدّ من قدرته باقي حياته فأصبح هارون يخاطب الشعب بدلًا منه (14:4-19). ثم بعد أن صرف الشعب القديم أربعين سنة في البرية، ولمدة أربعين سنة تلا موسى على الجيل الجديد سفر التثنية لتجديد العهد والدعوة إلى الإيمان وتعيين يشوع قائدًا للشعب. تبدو التوراة أنها تاريخ وشريعة في آنٍ واحد، والمزامير هي أناشيد لله وصلوات والتماس للمعونة. أما أسفار الحكمة فتهدف إلى التربية والأخلاق، والأنبياء يعلنون محبة الله وعقاب الخطية. "وبالإجماع عظيم هو سر التقوى." (1تيموثاوس 16:3)، وكلمة "سرّ" تعني مقاصد الله غير المعلنة في العهد القديم وأُعلنت لنا (رومية 25:5 و1كورنثوس 51:15). لا يوجد سرّ في إنسان أو مادة على الإطلاق.

ثالثاً - صوت الروح
حصل أحدهم على نسخة من الكتاب المقدس، وبعد مدة رجع إلى صديقه وسأله ما هو السرّ في هذا الكتاب، فإنني كلما أخطأت أشعر باضطراب. هناك حقائق دُوِّنت في الكتاب المقدس لا يمكن معرفتها لو لم تكن قد أُعلنت من الله مثل صفات الله وطبيعته "ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة، ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يُحكم فيه روحيًا." (1كورنثوس 14:2) كما أن "روح الرب تكلم بي وكلمته على لساني." الروح القدس... يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم." (2صموئيل 2:23؛ يوحنا 26:16) لقد أمسك إلهنا العظيم بحزقيال الذي مدّ يده وأخذه بناصية رأسه ورفعه بين السماء والأرض وأتى به ليظهر الرؤيا (حزقيال 1:8-3)، وقد يأتي الوحي خلال "إنشاء: ابتداء أو بحث علمي" كما في لوقا 1:1 وأعمال 1:1 أو بعض الظروف أو على يد ملائكة كما في سفر الرؤيا، سفر القضاء، بعد "أن يُرفع من الوسط الذي يحجز الآن" أي الروح القدس (2تسالونيكي 5:2-8) فالله أعطى السفر ليوحنا، والرب يسوع أرسله بيد ملاكه لعبده يوحنا "ما لا بد أن يصير عن قريب". إنه يعلن لنا عصر العدالة والدينونة، أي الختوم والأبواق والجامات "وقال لي: [يا ابن آدم، قم على قدميك فأتكلم معك.] فدخل فيّ روح..." (حزقيال 1:2-2) والمسيح "أعظم من الملائكة..." (عبرانيين 4:1) ما هو صحة زواج هوشع النبي؟ إن زواج هوشع من امرأة زنًى كان رمزيًّا لأنه لم يكن هناك عقد زواج والمعنى أنهم خانوا العهد مع الرب وكانت أسماء الأولاد مجرد صور تشبيهية "لأن بعلَكِ هو صانعُكِ، ربُّ الجنودِ اسمه، ووليُّكِ... لأنَّه كامرأةٍ مهجورةٍ ومحزونةِ الروح دعاكِ الرب... لأن الأرض قد زنت زنًى تاركة الرب." (إشعياء 5:54-6؛ هوشع 2:1)

رابعاً - استنارة الذهن
إن عقولنا ليست جامدة لأن فيها موجات خفية من المشاعر والأفكار تصل العقول بالله وببعضنا بواسطة الصلاة. وتعد الصلاة الوسيلة التي تكشف قصد الله نحونا. لولا الهواء لاستحال الوجود والإحساس ونقل الأصوات... كذلك الروح! إن الوحي يستخدم بعض العبارات العامية مثل شروق الشمس ومفهوم مختلف لكلمة مياه. مرة "كلمة الله" ومرة أخرى "الروح" على سبيل المجاز. إن الروح القدس ينبثق من عند الآب "نسمة حياة أو طاقة القدرة الإلهية"، وفي وظيفته وأعماله كالمعزِّي بعد صعود المسيح إلى السماء. إن الروح القدس ينبثق من عند الآب، مجازيًّا، واحد في الجوهر، أزليًّا، عمل تاريخيًّا وأُرسل في يوم الخمسين باسم المسيح، وبدون الروح يصبح الإنسان جثة هامدة.
الأطفال هم أعظم أجهزة تسجيل ويلتقطون حتى النقائص ويسيئون ترجمتها. هل الإنسان مسيَّر أم مخيَّر؟ لو كانت طبيعة الإنسان محايدة لانتفى عنصر المسؤولية، لكن الإنسان أخطأ بمحضِ إرادته "لعلّه يمدُّ يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضًا ويأكل ويحيا إلى الأبد." وقال المسيح: "كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا." وفي رؤيا 22 "من يُرِدْ فليأخذْ ماء حياةٍ مجانًا."
هذا يأتي بنا إلى يعقوب وعيسو في تكوين 21:25-22 "من أحشائك يفترق شعبان..."، إن الرب يتكلم عن شعبين وليس طفلين. إنهما الأمة اليهودية والأدومية بالنسبة للبركات الأرضية وليس الحياة الأبدية. إن نسل عيسو نال البركات الأرضية أما نسل يعقوب فمنه جاء المسيح، لذلك "أحببت يعقوب وأبغضت عيسو" كما نجد في ملاخي ورسالة رومية، فهل يمكنك طلب الروح القدس لتصل إلى التفسير الصحيح ويقودك إلى الفادي والمخلص يسوع المسيح؟

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

317 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10631389