لأن كل ما سبق فكُتب كُتب "لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور." ففي وسط الدينونة التي لحقت بالعالم وأهلكته بالطوفان، لم يهمل الله ابنه الأمين نوح.
"أما نوح فقد وجد نعمة في عينَي الرب."
لذلك اهتمّ به الله اهتمامًا خاصًا مع عائلته:
1- اهتمّ بنجاة نوح وعائلته
فقال له:
"اصنَعْ لنفسك فُلكًا من خشب جُفرٍ."
وكان الفلك وسيلة النجاة الوحيدة له، فلا نجاة لنوح بعيدًا عن دخول الفلك.
وحادثة الطوفان هذه هي مثالٌ لمَا يحدث اليوم: طوفان الكورونا الذي شمل العالم أجمع! وكما نعلم أن الفلك هو رمز إلى يسوع المسيح فلك النجاة. فلا نجاة من الدينونة والهلاك الأبدي بعيدًا عنه. ولا أمن وأمان من الكورونا وتداعياته إلا في يسوع المسيح الذي قال:
"الْحَقَّ الحق أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاة." (يوحنا 24:5)
"الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله." (يوحنا 36:3)
في وسط العالم الذي يحترق... في وسط الهلع والخوف والاضطراب... في وسط رائحة الموت من حولنا، لقد أعدّ الرب لنا وسيلة النجاة والأمن والأمان - فُلكَ النجاة الرب يسوع المسيح. اقبَلْهُ الآن فتنجو من الغضب الآتي.
2- اهتمّ الله باحتياجات نوح وأسرته
اهتم الله بنوح من حيث رعايته رعاية خاصة من إقامة وسكن داخل الفلك، وطعام له ولأسرته وللحيوانات والطيور معه. (تكوين 18:6–21)
ربما تكون في هذا الوقت قد توقفت عن العمل، ولا دخل لك... لا تخف لأن الرب يهتم بك اهتمامًا خاصًا في قلب طوفان الكورونا. "ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتنى بكم." (1بطرس 7:5) فإن كان الله يهتم بطيور السماء وزنابق الحقل، "أنتم أفضل من عصافير كثيرة."
3– واهتم بمتابعته خطوة خطوة
أ- قال له: اصنع لك فلكًا.
ب- قال له: ادخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك.
ج- بعد أن مكث نوح في الفلك 371 يومًا، كلم الرب نوحًا قائلًا: "اخرج من الفلك أنت وامرأتك وبنوك ونساء بنيك معك."
الرب يتابع أولاده خطوة خطوة، عينه عليهم من أول السنة إلى آخرها:
"هوذا على كفّيّ نقشتك. أسوارك أمامي دائمًا." (إشعياء 16:49) الله عارف ظروفك، لا تخف ولا تستعجل بل ثق في إلهك.
أربعة لاءات للذين هم في المسيح يسوع: فكّر فيها جيّدًا وصدّقها:
1- لا موت بل حياة للذين هم في المسيح يسوع، لأنهم "قد انتقلوا من الموت إلى الحياة." (يوحنا 24:5)
2- لا دينونة على الذين هم في المسيح يسوع. "لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع." (رومية 1:8)
3- لا اضطراب بل سلام على الذين هم في المسيح يسوع. "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح." (رومية 1:5)
"سلامًا أترك لكم. سلامي أعطيكم... لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب." (يوحنا 27:14)
4- لا عوز واحتياج بل شبع وخير للذين هم في المسيح يسوع. "الأشبال احتاجت وجاعت، وأما طالبو الرب فلا يعوزهم شيء من الخير." (مزمور 10:34) "إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي." (مزمور 6:23)
سؤال قد يطرحه البعض فيقولون:
إذًا، فلماذا مات كثيرون من المؤمنين وخدام الله الأمناء بالكورونا؟
والجواب هو بحسب معرفتي المتواضعة:
1– لنتأكد تمامًا بأن هذا ليس عقابًا لهم كما يتصوّر البعض لأن الله صالح، ودائمًا يفعل الخير، ولا يفعل الشر قط.
2- ربما رأى الرب أن رسالتهم قد انتهت على الأرض، ولما كملت خدمتهم مضوا إلى بيتهم الأبدي ليكمِلوا خدمتهم في السماء "وعبيده يخدمونه." (رؤيا 3:22)
3- أو أن الرب رأى أن يريحهم من أتعابهم المستقبلية لأنه "طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن. [نعم] يقول الروح: [لكي يستريحوا من أتعابهم، وأعمالهم تتبعهم.]"
(رؤيا 13:14)
4– أو قد يكون انتقالهم لمقاصد إلهية سامية عند الرب لا نفهمها نحن الآن "ستفهم فيما بعد"، وليس لنا الحق أن نتدخّل في شؤون الرب.
5– علينا نحن أن نسلّم ونخضع لمن معه أمرنا، متأكدين أن كل ما يفعله هو بمحبة وحكمة ودائمًا لصالحنا، فإن عشنا فنحن للرب وإن متنا فنحن للرب وإن عشنا وإن متنا فنحن للرب، وله كل المجد، آمين.
