Voice of Preaching the Gospel

vopg

القس هابيل يوسفالقيامة كتعريف، تعني "أن يقوم المرء ثانيةً." بمعنى أن يعود إلى الحياة بعد الممات. وهنا المعنى مرتبط بشكلٍ مباشر بقيامة المسيح من بين الأموات، وهو موضوعٌ يُمثِّل مركز الأحداث للإيمان المسيحي.

يكتب الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس والفصل الخامس عشر بشكلٍ مفصّلٍ عن القيامة. فهو يربط القيامة بصحة إيماننا كمسيحيين.
كانت القيامة موضوع كرازة المؤمنين في الكنيسة الأولى (أعمال 22:2-٢٤، ٣٠-٣٢؛ 15:3؛ 10:4؛ ١كورنثوس 12:15)، وبدونها يُعتَبَر إيماننا باطلًا، وبالتالي نكون أشقى جميع الناس بسبب انحسار رجائنا في هذه الحياة فقط (١كورنثوس 14:15، ١٧، ١٩). لهذا السبب ينبغي التمسك برسالة الإنجيل إن كُنّا نعتبر أنفسنا مؤمنين حقيقيين. السبب، منذ بداية الكنيسة وعلى مر العصور، مسألة بقاء الإيمان ونموّه استندا على جوهر حقائق الإنجيل القويمة. فالإنجيل الذي يدور حول المسيح، هو حياة ودم الكنيسة وسبب بقائها. وبدون هذا الإنجيل، أي الأخبار السارة، تصير الكنيسة غلافًا فارغًا!
يجذب بولس انتباهنا في رسالته إلى رومية 2:6-11 إلى مسألة مهمة. فالقيامة بالنسبة للمؤمن الذي مات مع المسيح وقام معه، هي سلوك في حياةٍ جديدةٍ. السبب هو: إتمام صلب إنساننا العتيق معه، وبالتالي إتمام إبطال جسد الخطية فلا نستمر مستعبدين للخطية! بما أن موت المسيح كان بسبب خطايانا، والحياة التي يحياها هي لله، ينبغي لنا نحن أيضًا أن نحسب أنفسنا أمواتًا عن الخطية ولكن أحياءً للهِ بواسطة المسيح يسوع ربنا.
يؤكد بولس هذا الأمر في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس الفصل الخامس والأعداد ١٤-١٧. فالقيامة لها مفعول قوي في حياة المؤمنين. إذ نحنُ محصورون بمحبة المسيح، وهناك حقيقة نضعها في حسباننا وهي: إن كان شخصٌ واحدٌ مات من أجل الجميع، فالجميع إذًا ماتوا. سبب موت الواحد من أجل الجميع الذين لم يموتوا (فعليًا) وهم أحياء هو لكي لا يستمروا في سلوكيات حياتهم السابقة، ولا يعيشوا لأنفسهم، بل للذي مات لأجلهم وقامَ.
نتيجة هذا العمل (موت الواحد لأجل الجميع، وموت الجميع في الواحد)، كُل مَنْ هو في المسيح، الذي يسري عليه حكم الموت مع المسيح ومن ثم فعل القيامة، هو خليقة جديدة. إنَّ جزءًا أساسيًا من مفردات الحياة الجديدة هو الكرازة بهدف المصالحة.
يتناول بولس هذا الأمر في الأعداد ١٨-٢١. حيث يُعطي المجد لله الذي قام بهذا العمل، فقد صالحنا لنفسه بيسوع المسيح، ثم أعطانا خدمة المصالحة. فالغفران مُتاح، لأن الله بسبب عمل المسيح، صالح العالم لنفسه مُبديًا استعداده أن يسامحهم على خطاياهم. لكن، هناك أمرٌ ينبغي أن نقوم به نحن لكي تتم هذه المعادلة. ينبغي لنا أن نوصل كلمة المصالحة للناس الذين مات المسيح من أجلهم، وعندما تصلهم كلمة الحياة، إنجيل خلاصنا، تتحقق مصالحتهم مع الله.
يحثنا بولس في العددين ٢٠-٢١ على السعي والعمل كسفراء عن المسيح، وكأنَّ الله يعِظُ بنا، نطلب من الناس عن المسيح (لأنه غير موجود الآن، لكننا موجودون)، تصالحوا مع الله. لقد أدان الله خطايانا في جسد المسيح، إذ جعله خطيةً من أجلنا، وهو البار الذي لم يعرف خطية، لكي نصير نحنُ بر الله فيه.
بسبب الخطية، كان لزامًا على الإنسان أن يموت. لكن بسبب محبة الله كَلَف اللهُ ابنه، يسوع المسيح لكي يموت عن الخطية، فنصير نحن بر الله فيه. وبهذا، يستطيع الله أن يغفر خطايانا، ليس بدون مقابل، ولكن على حساب دم المسيح. له كل المجد.
إذًا، يُحاول بولس أن يقول لنا أن دورنا مهم في تبليغ البشارة إلى العالم الهالك الذي ينتظر الدينونة. أفلا نُسرع في توصيل الخبر السار للعالم البائس، كسفراء نسعى لنقل الصورة الحقيقية لمن نمثله. هذا الأمر لن يتحقق إلاّ من خلال حياة القداسة (رومية ٦)، والعيش للمسيح الذي مات عنّا (كورنثوس الثانية ٥)، والمناداة برسالة الإنجيل كاملةً والتي تتضمن موت المسيح وقيامته (1كورنثوس ١٥).

المجموعة: نيسان (إبريل) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

614 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578011