لقد دفع الله الكثير لكي يهيّئ لنا هذه الطريق إذ قدّم ابنه ليموت عنا ويسفك دمه من أجلنا، إذ بدون سفك دم لا تحصل مغفرة.
إن طريق الخلاص مجانية للجميع، ولها جانبان: النعمة والإيمان، وكلاهما لا يكلفان الإنسان شيئًا، فالنعمة هبة مجانية. "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ." (أفسس 8:2-9) "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك." (أعمال 31:16) الخلاص بالنعمة والخلاص أيضًا بالإيمان. النعمة هي هبة تقود إلى الخلاص، والإيمان هو الأداة التي تمسك بهذه النعمة.
كتب أحدهم: "النعمة هي النبع السماوي، والإيمان هو المجرى الذي يفيض فيه هذا النبع. النعمة هي القوة التي تخرج من قلب المسيح المخلص، والإيمان هو الكلمة التي بها تمسّ طريق التوبة للخلاص. النعمة هي اليد التي تمدّها السماء نحو الأرض، والإيمان هو اليد التي تمدّها الأرض نحو السماء فتمسك يد الله القوية بيد الإنسان الضعيفة لتخلّصه."
سقطت فتاة صغيرة في صهريج ماء فأسرعت أمها لإنقاذها... ولما سُئلت الفتاة عن الطريقة التي بها أُنقذت حياتها، قالت: "أنا مددت يدي إلى فوق وماما عملت الباقي."
الإنسان البعيد عن طريق الخلاص هو غريقٌ في بحر الخطية العميق؛ فما عليه إلا أن يمدَّ يدَه إلى فوق ويرفع قلبه إلى السماء إلى المخلص الوحيد فيخلص في الحال لأنه "ليس بأحد غيره الخلاص."
إن طريق الخلاص يتطلب الإيمان وقبول الرب يسوع المسيح مخلّصًا لنا لأنه مكتوب: "التفتوا إليّ واخلصوا ..."؛ "اطلبوا الرب ما دام يوجد..." فالخلاص إذًا هو بنعمته المجانية وحدها.
يذكرنا طريق الخلاص بجثسيماني وبآلام المسيح – له كل المجد والشكر على ما فعله - وبإكليل الشوك، وبالمسامير التي دُقَّت في يديه ورجليه، والأوجاع التي مرّ بها من أجلك وأجلي. إنه يذكّرنا بمحبته وتواضعه، وإنكاره لذاته. يذكرنا بالحياة الأبدية بالتحرر الحقيقي من الخطية. عندئذ نعمل بوصاياه، ونطلب نعمته، وننكر ذواتنا، ونحمل صليبنا، ونتبعه كل الطريق إلى يوم اللقاء بمجيئه أو برحيلنا إليه.