قصة يونان كرمز لموت المسيح وقيامته
يُذكر يونان في العهد الجديد في متى 39:12-41، ومنه نتعلم أن ما حدث فعلاً ليونان كان فيه رمزٌ لما كان سيحدث للمسيح بعد حوالي سبعة قرون من الزمن؛
فطرْحُه في البحر كان رمزًا لموت المسيح، الذي كما تقول الترنيمة:
"جازت عليه اللجج وكل تيار الغضب
أمواجُ عدلٍ مرهبٍ وكأس حُكمنا شرب."
نعم، حين استيقظ سيف عدالة الله ليضرب الراعي بدلاً من الرعية
"صاح من هول الغضب: إيلي لَمَا
تركتني – ووجهك عني احتجب."
اقرأ إن شئت مزمور 22 ومزمور 69. فوجود يونان في بطن الحوت رمز لوجود المسيح في قبر يوسف الرامي، القبر الذي لم يوضع فيه أحد من قبل. ويتكرر ذكر يونان في العهد الجديد في متى 4:16 ولوقا 29:11-32. ولنلاحظ أن الرب يسوع قبل موته وقيامته لم يذهب إلى الأمميين، بل قال: "لم أُرسَل إلّا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة." (متى 24:15) وكذلك أوصى تلاميذه الذين دعاهم رُسلًا قائلًا: "إلى طريق أممٍ لا تمضوا... بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة." (متى 5:10-6) ولكن بعد قيامته من بين الأموات قال لهم: "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم..." (متى 19:28) وفي مرقس 15:16 قال لهم: "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها." وفي إنجيل لوقا 46:24-47 قال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث، وأن يُكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم." من هذا نرى أن البشارة للأمميين كانت تتوقّف على موت المسيح وقيامته. وهذا نراه بصورة رمزية فيما حدث ليونان. خرج يونان من بطن الحوت لأن الرب أمر الحوت فقذفه إلى البر. أما الرب يسوع فقام بقدرته كما قال لليهود: "انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه... وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده." (يوحنا 19:2-22) انتصر الرب يسوع على الموت وعلى القبر "إذ لم يكن ممكنًا أن يُمسك منه." (أعمال 24:2) وأخيرًا، يجب أن نتذكر أن ما حدث ليونان كان نتيجة لعصيانه أمر الرب، أما ما حدث للرب يسوع فكان نتيجة طاعته لإرادة الرب قائلاً:
"أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت. وشريعتك في وسط أحشائي." (مزمور 7:4-8)
جاء المسيح ليتمّم المشيئة الإلهية:
"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية." (يوحنا 16:3)