Voice of Preaching the Gospel

vopg

الدكتور عصام رعدثانيًا: لقد أتى الربُّ ليُعلنَ حنانَ الرَّحمان
ردَّ يسوع المسيح على سؤال بيلاطس له "أفأنتَ ملكُ اليهود؟" بالقول:

"أنتَ تقولُ إنِّي ملك. لهذا وُلدتُ أنا، ولهذا قد أتيتُ إلى العالم لأشهد للحق." (يوحنا 37:18)
- نعم، لقد شهدَ بالحق من جهةِ الإنسان، بأنَّه قد سقط "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله." (رومية 23:3) وهم بحاجة إلى تغيير حقيقي.
- كما شهد أيضًا بالحق عن الله أنَّه محبة "ومَن يثبت في المحبة يثبت في الله واللهُ فيه." (1يوحنا 16:4) ولكي نرى نحن وجهَ الله الحقيقي من خلال المسيح. لأنَّ الإنسان لم يعُدْ يرى بل صار أعمى وهو في مكان مظلم. لهذا كان بحاجة إلى مَن يفتح عينيه إلى نورٍ يضيء في الظلمة. كان بحاجة إلى هذا النور الذي كان ينيرُ أعينَ كلِّ إنسان. فحين لمسَ الأبرصَ رأينا حنان الآب. وحين تعامل مع الزانية رأينا لطفَ الله الذي يقود إلى التوبة. وحين بكى يسوع على قبر لعازر رأينا دموعَ الله ومحبةَ الله الفائقة المعرفة. وفي صليبه وآلامه رأينا كمال رحمة الله ونعمته ومحبته. ألا يقول: "محبةٌ أبديّة أحببتُكِ لذلك أدمتُ لكِ الرحمة"؟ لهذا قد أتى المسيح ليشهدَ للحق ولكي نرى وجهَ الله الحقيقي. يقول أفلاطون: "إن الإنسان بعد سقوطه، وهذا طبعًا بالنسبة له، وكأنّه يعيش في كهفٍ مظلم ولا يمكنُه أن يرى ماهيّة الآلهة الحقيقية سوى كظلال." وهذا صحيح لأنَّ الإنسان لا يرى حقيقةَ الله. وجاء المسيحُ، اللهُ الابن، في شخص إنسان لكي نقدرَ أن نرى كما في التلسكوب الله. ألم يقل: "أنا والآب واحد" (يوحنا 30:10)؟ إن الله محبة ومحبته أبدية وبهذا قد عرفنا الله ففي كل مواقف الرب يسوع كان يعكس حنان الله. إذ حين رأى الجموعَ منطرحين كغنمٍ لا راعي لها، تحنَّن عليهم. ألا يقولُ أيضًا: "لكنَّ الله بيّن محبته لنا لأنّه ونحن بعدُ خطاة مات المسيحُ لأجلنا." (رومية 8:5) المحبة تعطي وتبذُل وتقدِّم. "لأنه هكذا أحبَّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. (يوحنا 16:3) أي العطاء بألم. كان أحدُ المرسلين في أفريقيا في عيد الميلاد، وكان يشرح للناس هناك عن معنى العيد ولماذا الهدايا. فما كان من أحد الشباب الصغار (14 عامًا) إلا أنْ جاءه بصدَفَة كبيرة ومن مكان بعيد على الشاطئ. وحين سأله المرسَل كيف جلَبتها؟ أجاب: علّمتنا أنَّ الهدايا تُظهر المحبة، والمحبة فيها تضحية. فمشيتُ حافي القدمين حتى وصلت الشاطئ أي مقدار (100 ميل) واستطعت أن أجلبَ هذه الصَّدَفة هديةً لك. فالمشوار هو جزء من العطية! فعلًا، هكذا هو مجيء الرب لأجلنا. نعم، لماذا جئت يا ربي، وذُقت كلَّ هذا العذاب؟ فكان لسان حال المسيح: لقد أسلمت نفسي لأني أحبُّك. كان هذا لسانُ حالِ المسيح. وهكذا نحن مع إخوتنا وأولادنا ينبغي أن نبيِّن لهم كم يحبُّهم الرب. خاصةً تلك القلوب التي تأتي إليه بتوبةٍ صادقة. أما نحن فعلينا أن نغيِّر مسارَنا أو اتجاهنا 180 درجة في توبة صادقة وتكريس جديد لكي يستخدمنا الرب ليس في العيد فحسب بل في كل يوم.

وثالثًا: أتى لنختبرَ نُصرة الإيمان
ألم يقلِ الرب: "أما أنا فقد أتيتُ لكي تكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يوحنا 10:10)؟
أنا خرّيج الجامعة الأمريكية في بيروت، التي أسَّسها رجالٌ مرسلون أفاضل كـ Daniel Bliss و Cornelius Van Dyck. فكتبوا على بوَّابتها الخارجية هذه الآية: "أما أنا فقد أتيت لكي تكون لهم حياة وليكون لهم أفضل." لكن بعد عشرات السنين. أزالوا كلمتين من الآية: "أنا أتيت". وبقيت تتمةُ الآية كما هي. حتى إن الآية (يوحنا 10:10) في أسفلها أضحتْ غيرَ واضحة مع الزمن. أتى زميلٌ لي تعرَّفت عليه هنا كان قد درسَ فيها أيضًا، واختبر نعمة الرب وصار من أتباع المسيح بعد تخرّجه من الجامعة بسنوات عديدة. قال لي: كلُّ تلك السنوات وأنا أدخل وأخرج من كل باب فيها، كنت أقول: "ما أحلى هذه الكلمات! لم أكن أعرف أنَّ المسيح قد نطق بها." لقد ظن صديقي أنَّ هذا هو شعار الجامعة الأمريكية وهي التي تعطي الحياة والحياة الأفضل. لا، فلا أحدَ يعطي الحياة الفضلى سوى المسيح وحده الذي يعطي الحياة. أي تعيش حياة المسيح على الأرض (حياة الإيمان). "من يؤمن بي فالأعمال التي أعملها أنا يعمل أعظم منها." (يوحنا 12:14) "فما أحياهُ الآن في الجسد فإنَّما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله، الذي أحبَّني وأسلمَ نفسه لأجلي." (غلاطية 20:2) إنَّه لامتيازٌ عظيم أن يسكنَ فيك روح المسيح في الميلاد وغير الميلاد إذ ينبغي أولًا أن تختبر غَسْلَ الميلاد الثاني وتجديدَ الروح القدس. فروح المسيح يلِدُكَ ولادةً ثانية، وعندها تعيش بالإيمان حياة المسيح، إيمان ابن الله الذي أحبَّني وأسلم نفسه لأجلي. ليس إيمانًا عقليًا، إذ يقول: "أنت تؤمن أنَّ الله واحد. حسنًا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرّون!" (يعقوب 19:2) بل هو إيمانٌ يسلّم ويتوب ويطيع. لهذا هذه الأشياء الثلاثة يجب أن نفهمَها.

اطلبه أولًا، وتعال مسرعًا، وامتحن نفسك كل يوم بعد أن تولَد ثانية.
ألا يقول: "جرّبوا أنفسكم، هل أنتم في الإيمان؟ امتحنوا أنفسكم. (2كورنثوس 5:13)
فبعد أن شاهدَ الرعاةُ البشارة "جاؤوا مسرعين فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعًا في المذود." (لوقا 16:2) فهل تأتي إليه مسرعًا أولًا؟ هل تسمع صوته وتطيعُه كل يوم؟ هل هو أهم شيء في حياتك؟ أم أنَّك تضعُ الرب محطَّ الانتظار؟ On Hold ألا تتضايقُ حين توضع أنتَ في هذا الموقف؟ حين تتَّصلُ بهاتف دائرة الهجرة والجوازات كمهاجرٍ جديد في أميركا، ويضعونَك في خانة الانتظار الطويل، ألا تتضايق؟ بالتأكيد. أو حين تذهبُ لمقابلة المسؤولين هناك من الساعة الرابعة صباحًا وينتهي بك المآل إلى الانتظار حتى الرابعة بعد الظهر لكي تحصل على الأوراق المطلوبة، ألا يزعجُك الانتظار جدًا وتشعر بأن ليس لك قيمةٌ تُذكر؟ وحتى في المستشفيات يجب علينا نحن الأطباء ألَّا نجعلَ الناس ينتظرون طويلًا. فكم بالحري حين تضع أنتَ الرب في هذا الموقف؟ فتقول: ليس لديّ وقت الآن! لكن الرب يقول: "وتطلبونني فتجدونني إذ تطلبونني بكل قلبكم." (إرميا 13:29) تعال إليه مسرعًا. هو ملك الملوك ورب الأرباب. قُلْ له لديَّ وقت لك أولًا، أنتَ هو البداية والنهاية أنت هو الأول والآخِر. ليتَ هذا العيد يكونُ فرصةً لك لتعودَ إلى هذا الإيمان الذي تأتي فيه مسرعًا. يقول: "الذين يبكّرون إليَّ يجدونني." (أمثال 17:8) ليت الرب يساعدنا لنتخّذَ هذا الموقف. قلتُ للشباب اليوم أيضًا: كم من الوقت تصرفون على الهاتف الذكي؟ والانترنت والأخبار العاجلة، وكم تصرفون من الوقت مع الرب؟ كم تعطونه من الأولوية في حياتكم؟ لأنَّه يقول: "في وقتٍ مقبول سمعتُك، وفي يومِ خلاصٍ أعنتك. هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص." (2كورنثوس 2:6)

وثانيًا: اتبعْهُ تائبًا وطائعًا
أي اتَّخِذْ موقفًا ضدَّ الخطية في حياتك يوميًا. قلْ له: ما يحُزِن قلبَك يا رب يحزنُ قلبي أيضًا. إذ يقول: "لذلك احسبوا أنفسكم أمواتًا عن الخطية ولكن أحياءَ لله بالمسيح يسوع." (رومية 11:6) أي توبة دائمة؛ وهكذا تعيشُ بإيمان حيّ، يزيحُ الجبال. يقول الوحي في لوقا: لمّا رأوه - أي الطفل يسوع - أخبروا بالكلام. أطاعوا للحال وصاروا مبشّرين. نعم، أعطيكُم لكي تحرسوا غنمي. إن الخلاصَ بالإيمان شيء أكيد، لكن الإيمان بدون طاعة أو عمل، فهو ميت في ذاته. فعوِّد نفسك على الطاعة ومهما كلّفكَ ذلك من ثمن. ألم يقل الرب: "إن أرادَ أحدٌ أن يأتي ورائي فليُنكر نفسَه ويحملْ صليبَه كلَّ يوم ويتبعني." (لوقا 9: 23) . مرِضَ شخص كان يعتبر نفسه مسيحيًا، فقال لـ مارك توين: أريد الذهاب إلى الأرض المقدسة وأودُّ زيارة سيناء حيث أُنزلت الوصايا العشر. أجابه مارك توين: لا تُتعبْ نفسك يا عزيزي، أطعِ الله وتعال إليه بتوبة صادقة ولا تعذّب نفسك، فما نفع أن تزور الأراضي المقدسة وحياتك منجسة. نعم، كما قال بطرس: "طهّروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء." (1بطرس 22:1) هكذا نحن أيضًا نطهّر أنفسنا بالروح للمحبة الأخوية.

وأخيرًا مجّده خاضعًا وخاشعًا
رجع الرعاةُ وهم يمجِّدون الله ويسبّحونه. الإيمان الحقيقي هو الإيمانُ الواثق الذي يطلب الرب أولًا. "إيمان ابنِ الله الذي أحبَّني وأسلمَ نفسَه لأجلي." (غلاطية 20:2). كرِّس حياتك له واتخذ من هذا العيد مناسبة لفعلِ ذلك. قل له اعمل فيَّ أيها الرب وهأنذا أرسلني.
فعيدُ الميلاد يبدأ ويستمر حين يولد المسيح ويملكُ في قلبك، وحين تبحث عن النفوس الضالَّة، وحين تُطعِم الجياع، وحين تجعل سلامًا بين الإخوة. تعال إليه اليوم فإنه يناديك بصوته الحنون.

المجموعة: كانون الثاني (يناير) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

574 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577847