Voice of Preaching the Gospel

vopg

إن كان الكتاب المقدس هو دستورنا الذي به نسترشد، ومن تعاليمه تتغذّى نفوسنا الجائعة للمعرفة، وفي وصاياه يعلن الرب لنا إرادته لكي لا نخطئ إليه، وبضوئه تستنير قلوبنا التوّاقة لمتابعة مسيرتها المسيحية في دروب هذا الدهر المتعرّجة،

فإن الصلاة هي الوسيلة الحيّة التي تؤمِّن لنا مخاطبة الله في جميع الظروف والأحوال. إنها تختلف كليًا عن جميع وسائل الاتصالات الإنسانية التي اخترعها العقل البشري لأن كوارث الطبيعة مهما كانت عنيفة ورهيبة تعجز عن تعطيلها، أو قطع خطوطها لأن الاتصالات الروحية تظل دائمًا مشرَّعة عندما نرفع قلوبنا إلى الآب السماوي بكل محبة واتّضاع.
إن أجهزة الاتصال الروحي بخالق السماوات والأرض لا يمكن أن يطرأ عليها أيّ خلل إلا في ظرف واحد خطير جدًا. وهذا الظرف ليس من صنع الله إنما هو نتيجة حتمية من موقف الإنسان من الله وهو في جوهره موقف الخطيئة. يؤكد الكتاب المقدس أن الفاصل الحقيقي – في علاقتنا مع الله - هو ما نرتكبه من إثم في حقِّ هذا الخالق الذي أحبنا محبة يتعذّر علينا فهمها ويصعب استقصاؤها، لأنها استدعت التضحية بابنه الوحيد يسوع المسيح لكي يخلِّصنا ويحرِّرنا من عبودية الخطيئة، ويصالحنا مع الآب الذي تمرّدنا عليه. ومن المدهش حقًا أن صلاة الإنسان التائب هي أسرع صلاة يستجيبها الله حتى في أحلك الأحوال. أما صلاة المؤمن فهي تقتدر كثيرًا في فعلها لأنها صلاة إيمان وثقة، بل هي طلبات نابعة من قلوب تتأجّج باليقين، والإخلاص، والشكر، والحمد والتسبيح، كما أنها صلوات تستغيث برحمة الله وعنايته في الضيقات، والصعوبات، والتجارب التي تحدق بنا. والواقع، إذا انقطعت خطوط التواصل هذه بين الإنسان المؤمن وبين الله تتحوّل الحياة المسيحية إلى قفرٍ بلقع يتيه فيه الإنسان بلا رجاء ولا أمل، بل هي الموت بعينه.
ولكن لدينا الثقة الكاملة بأن الله لا يمكن أن يتخلّى عن أتقيائه. وهذه الثقة مصدرها مواعيده الأمينة التي تضيء بين صفحات الكتاب المقدس، والتي تبثّ فينا دائمًا روح الطمأنينة، والسلام لأننا ندرك أن الله المحبّ هو الماسك بزمام حياتنا، وهو يعرف ما هي احتياجاتنا.
ومن الرائع جدًا، أن الصلاة المرتفعة كبخور متصاعد أمام عرش الله من قلب المؤمن تجد صدى عميقًا في نفس هذا الآب السماوي، فلا يمكن أن ينبذها أو يلقي بها في سلة المهملات، وإن كان أحيانًا يؤجل الاستجابة إلى حين لخيرنا، ونموّنا. وعندما يتّخذ الله موقفًا سلبيًا من بعض صلواتنا فهو يفعل ذلك لخيرنا وسلامتنا لأنه يعرف ما هي النتائج الضارة التي تسفر عنها استجابته لنا. عندئذ تكون عدم الاستجابة هي الخير والصلاح والتعبير عن شدة محبته لنا لأنه يريد أن يَقينا من عواقبها الوخيمة. نعم، إن الصلاة هي الحوار الروحي المثمر بين الآب وأبنائه، وفي مواقف الله منا، في جميع الظروف والأحوال، إعراب عن محبته واهتمامه ورحمته لنا.

المجموعة: أيلول (سبتمبر) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

463 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577197