Voice of Preaching the Gospel

vopg

(أرجو أن تقرأ رومية 12 قبل قراءة هذا المقال)
مقدّمة: قبل الكلام عن رومية 12 سنلقي نظرة سريعة على الرسالة كلها.

تتكلم الأصحاحات 1-8 عن التبرير ونتائجه الثمينة. أي، كيف يمكن للإنسان الخاطئ أن يُحسَب بارًا في نظر الله. وينتهي بالقول: "فإني متيقّن أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا." (رومية 38:8-39)
تتكلم الأصحاحات 9-11 عن معاملات الرب مع شعبه في الماضي (أصحاح 9) والحاضر (أصحاح 10) والمستقبل (أصحاح 11). وينتهي بهذه العبارات "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه! ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء! لأن من عرف فكر الرب؟ أو من صار له مشيرًا؟ أو من سبق فأعطاه فيكافأ؟ لأن منه وبه وله كل الأشياء. له المجد إلى الأبد. آمين." (رومية 33:11-36)
يتكلّم الأصحاح 12 الذي هو موضوعنا الآن، عن الحياة التي يجب أن يتّصف بها من تبرّر بالإيمان بالرب يسوع المسيح وسنتكلّم عنه بشيء من التفصيل بعد المقدمة. الأصحاح 13 موضوعه المسيحي كمواطن صالح يطيع القوانين الحكومية التي هي لفائدة المواطنين. الأصحاح 14 يحتوي على نصائح بخصوص التعامل مع المؤمنين الذين من خلفيات أخرى. في الأصحاح الخامس عشر يخبرهم عن برنامجه ويطلب أن يصلوا لأجله. وأخيرًا في أصحاح 16 تحيّات من وإلى المؤمنين الآخرين، وهو مليء بالمشاعر الجميلة والمحبة الأخوية.
والآن سنتكلم عن أصحاح 12 والدروس الثمينة التي لنا فيه:

أولاً: واجبنا نحو الرب
"فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدّموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله، عبادتكم العقلية." (عدد 1) كانت الذبائح في العهد القديم ذبائح حيوانية تقدّم على المذبح. أما في العهد الجديد فهي ذبائح روحية مثل "ذبيحة التسبيح، أي ثمرَ شفاهٍ معترفةٍ باسمِه." (عبرانيين 15:13) وكذلك "فعل الخير والتوزيع، لأنه بذبائح مثلِ هذه يُسرّ الله." (عبرانيين 16:13) أما في رومية فهو يتكلّم عن ذبيحة أخرى هي في الحقيقة تشمل كل الذبائح الروحية، إذ يقول: "فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدّموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله، عبادتكم العقلية." (عبرانيين 1:12) وكلمة "فأطلب" تعني "لذلك أطلب". فهو يطلب برأفة الله بناء على كل البركات التي ذُكرت في الأصحاحات السابقة، مثل التبرير، والتبنّي وسُكنى الروح القدس فينا، وأن كل الأشياء تعمل معًا للخير لنا نحن المؤمنين، وغيرها الكثير جدًا. متى تأمّل المؤمن في هذه البركات فإنها تحفّزه على أن يقدّم جسده ذبيحة حيّة، أي أن يكرّس كل نشاطه لخدمة الرب وعمل مشيئته. هذه هي الذبيحة الحية والعبادة العقلية، وهي تختلف تمامًا عن العبادات الباطلة. هذا واجبنا من الناحية الإيجابية، أما من الناحية السلبية فيقول: "ولا تشاكلوا هذا الدهر." يا للأسف، كم من المؤمنين يفقدون القوة الروحية حين يشاكلون هذا الدهر. يجب أن نتذكّر ما قاله عنا الرب يسوع للآب: "لأنهم ليسوا من العالم، كما أني أنا لست من العالم." (يوحنا 14:17) ما أعظم البركات التي تنتج عن ذلك إذ نختبر "ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" كما تُصبح أعمالنا كلّها لمدح مجد نعمته.

ثانيًا: علاقتنا مع الآخرين
1- مع المؤمنين (أعداد 3-8): المؤمنون بالمسيح هم أعضاء في جسد المسيح، لذلك لا مجال للمناقشة أو الادّعاء. لكلّ واحدٍ منا مواهبه التي منحه إياها الرب يسوع لبنيان الجسد، أي الكنيسة، وليس للافتخار.
2- الصفات التي يجب أن يتّصف بها المؤمن تشمل: العطاء بسخاء، الرحمة نحو الجميع، المحبة بلا رياء، الفرح في الرجاء، الصبر في الضيقات. أرجو أن تقرأ الآيات 9-13 بعناية. جميعنا نحتاج إلى هذه النصائح وعلينا أن نطلب من الرب أن يعيننا لنسلك فيها.
3- تعاملنا مع الذين يجعلون أنفسهم أعداء لنا (أعداد 17-21)
أولاً، "لا تجازوا أحدًا عن شرّ بشرّ." (عدد 17) هذا هو ما علّم به الرب في موعظته على الجبل. "إن كان ممكنًا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس." قال معلّمنا الأعظم الرب يسوع المسيح: "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعَوْن." (متى 9:5)
ثانيًا، "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء... لأنه مكتوب: [لي النقمة، أنا أجازي يقول الرب.]" (رومية 19:12) جاء في سفر الأمثال قول سليمان الحكيم: "لا تقل: [كما فعل بي هكذا أفعل به.]" (أمثال 29:24) والحقيقة أن هذه النصيحة لازمة جدًا، لأن الإنسان حين ينتقم قد يتطرّف في انتقامه. أما انتقام الرب فهو بحكمة إلهية، وقد يقود المخطئ إلى التوبة. وهذا هو الهدف من اقتباس عدد 20 "فإن جاع عدوّك فأطعمه، وإن عطش فاسقه، لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه." (رومية 20:12) وهو مقتبس من كلام سليمان الحكيم في أمثال 21:25-22. والهدف هو إيقاظ ضمير العدوّ. وكأنك تجمع جمر نارٍ على رأسه، أي تقوده للتفكير السليم والندم الشديد، إذ يدرك خطأه ويؤنّبه ضميره.
تعليق: لنلاحظ أن هذا الأصحاح ابتدأ بالكلام عن علاقتنا مع الرب. والحقيقة أنه لن تكون علاقتنا مع الآخرين سليمة ومرضية عند الرب، إلا إذا كانت علاقتنا مع الرب قويّة وتكريس ذواتنا وكل قوانا له حقيقة عمليّة أكيدة. والآن نختم الكلام بما جاء في الآية الأخيرة في رومية 12:21"لا يغلبنّك الشر بل اغلب الشرّ بالخير."

المجموعة: أذار (مارس) 2022

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

126 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10623896