Voice of Preaching the Gospel

vopg

"اُنظروا إلى شجرة التين وكلّ الأشجار." (لوقا 29:21) مثلًا قاله المسيح ليذكِّرنا بقولٍ مأثور ليوثام في سفر القضاة 9 عن أربع شجرات:

أولًا، الزيتونة تشير إلى وعد الله مع إبراهيم والتي طُعِّمت فيه الأغصان الأممية، وشجرة التين التي ترمز إلى الشعب الذي ترك الأرض ليتغرّب، والكرمة التي ترمز إلى المسؤولية لتثمر عنبًا جيِّدًا، ولكنهم أخرجوا عنبًا رديئًا (إشعياء 2:5) إلى أن جاء المسيح الرب قائلًا:
"أنا الكرمة الحقيقيّة..." (يوحنا 1:15) أما العوسج فيشير إلى الشعب وهو في حالة البعد عن الله، وتظلّ شجرة التين مضرَبَ الأمثال، لذلك "اسهروا إذًا وتضرّعوا في كل حين،" و"اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيِّق..." والاجتهاد ليس ببذل الجهد في أعمال الناموس لأن الخلاص بالنعمة بالإيمان (أفسس 8:2)، ولكن أن نكون منتبهين إلى دعوة النعمة والدخول من الباب الضيِّق الذي يقودنا إلى المسيح "لكي تُحْسَبوا أهلًا للنجاة..." وقف رجل أمام القاضي يشتكي ضدَّ وسْلي وجماعته لأن زوجته تجدَّدت وانضمّت لهم وأصبحت نعجةً صامتة، وردّ القاضي: أخرجوهم خارجًا واتركوهم لكي يجدِّدوا جميع سفهاء هذا البلد. والآن لنا عبرة من أحوال شجرة التين:

أولًا: التينة الرديئة
لماذا أطال الله مدّة سبي بابل لتبلغ السبعين سنة؟ لتكملة ملء الأزمنة ويتحقّق مجيء المسيح، أي أن المدة مستطيلة أو ستطول، بينما نادى الأنبياء الكذبة بأنها لن تتعدَّى السنتين؟ لقد قصد الأنبياء الكذبة تهدئة النفوس على حساب توبتهم وأبديتهم. الله يرى أن مدة السنتين غير كافية ليدرك الشعب فساده وخطيته، والمشكلة أن الشعب لم يسمعوا كلام الله وصدَّقوا أخآب بن قولايا وصدقيا بن معسيا الكذابَيْن. قال الرب: "وأجعلهم كتين رديء..." (إرميا 17:29) واتّهم الكذّابون أن إرميا كاذب ومجنون. هل الله ظالم في قراره "كتين رديء؟" هذه هي قضية فرعون والضربات العشر في خروج 7-12. هل قسّى الرب قلب فرعون؟ إن القصة تبدأ بالتماس "أطلِقْ شعبي ليعبدوني" ثم يرفض فرعون، وبعد حدوث الضربة يطلب فرعون الصلاة لأجله ولأجل شعبه، وبعد أن يرفع الرب الضربة ويبعد كل ذبابة أو كل الجراد، يشتدّ قلبه. أوضح الرب موقفه من فرعون: لكي أصنع آياتي هذه بينهم. ولكي تخبر في مسامع ابنك وابنِ ابنِك ولكي يتركون عبادة الأصنام... فكانت الضربات ضدّ عشرة آلهة "اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم". كان المصريون يعبدون عشرة أصنام: فرعون واهب الحياة، وأبيس إله الخصوبة، وأتوم خالق العالم، وحابي قاضي الموتى، وأون إله الشمس، وأقر إله العالم الآخر، وأوزريس إله الجراد، وأمستي حارس النيل، وبعل زبوب يحمي الحياة بلا مرض، وأمنتت رمز الحب، ورَع إله الظلام، "مبارك شعبي مصر".

ثانيًا: التينة اليابسة
لماذا لعن الرب التينة في متى 18:21-22؟ جاع يسوع وقصد شجرة تين كانت مورقة بدون ثمر "لم يكن وقت التين"، فأراد يسوع أن يعمل منها مثالًا ثم لعنها، وكان ذلك في منتصف إبريل، فهل كان ظالمًا عندما لعنها "[لا يكنْ منكِ ثمرٌ بعد إلى الأبد!] فيبست التينة في الحال." كان عملًا رمزيًّا وعمليًّا قام به كل الأنبياء. إنها تمثِّل التديُّن بلا حقيقة. في إشعياء 41:28 أقام رؤساء الشعب أوثانًا لمنع الشعب من الذهاب إلى الهيكل في أورشليم للعبادة (1ملوك 12) فقادوا الشعب إلى عبادة الأوثان. كان هيكل العبادة مهيبًا عند النظرة الأولى، فيه الذبائح مستمرّة، لكنها جوفاء وبدون إخلاص، فالشجرة غير المثمرة ترفض خطة المسيح وتذهب من سيِّئٍ إلى أسوأ. والنتيجة أن التلاميذ اندهشوا لأنها "يبستْ في الحال"، فقال المسيح للتلاميذ: "إن كان لكم إيمانٌ ولا تشكّون" تعملون أمورًا كهذه وهذا الجبل ينتقل لأنه ليس شيء مستحيلًا أمام الله، فبالإيمان والصلاة تنالون ما تطلبونه، واستكملت هذه القصة بدخول المسيح إلى الهيكل حيث كانت التجارة نهبًا وسلبًا والداخلون إلى الهيكل يدنّسونه بأمتعتهم غير القانونية (إشعياء 7:56).

ثالثًا: التينة القاسية
تحتاج شجرة التين إلى ثلاث سنوات من وقت غرسها حتى تنتج ثمرًا مرتين في السنة: في الربيع ثم في أوائل الخريف، وهذه الحادثة كان أوانها في أول موسم التين الربيعي عندما تبدأ الأوراق في الظهور، ولكن هذه الشجرة لم يكن بها تين في تلك السنة (لوقا 6:13-9). إن ثلاث سنوات هي المدة الكافية للإثمار واستخدام وسائط النعمة والبعض يرى فيها ثلاثة عصور هي عصر موسى وعصر الآباء وعصر المسيح. "اقطعها! لماذا تُبطِّلُ الأرضَ أيضًا؟" وهنا يدوي صوت المسيح الشفيع الوحيد: "اتركها هذه السنة أيضًا." يا لها من نعمة ليس لها حدود! حتى "أنقب حولها وأضع زبلًا"، إشارة إلى خدمة عصر الإنجيل وذبيحة الصليب وعمل الروح القدس. إنه عمل خدام المسيح، فلا تترك خدمتك يا رجل الله. قالت الزيتونة: "أأترك دهني الذي به يكرّمون بي الله والناس، وأذهب لكي أملك على الأشجار؟" وقالت التينة: "أأترك حلاوتي وثمري الطيب وأذهب لكي أملك على الأشجار؟" وقالت الكرمة: "أأترك مسطاري (خمري) الذي يفرّح الله والناس لكي أملك على الأشجار؟" (قضاة 9:9-11) فماذا تقول أنت؟ وما هي أولويّاتك وأنت تتطلّع إلى القيادة؟ قال يسوع: "اثبتوا فيّ وأنا فيكم"، والثبات فيه هو الالتصاق به بالإيمان لنستمدّ منه القوة ونأتي بثمر كثير. "اثبتوا فيّ" هذه وصية، والنتيجة "وأنا فيكم" بحياته وطبيعته.

رابعًا: التينة الشافية
لماذا سُمّي الشيطان بالحية (تكوين 7:3)؟ لأن أسلوبه يقوم على التشكيك والمبالغة والتعميم والمكر والخداع، أما في تكوين 4:2-7 نجد هنا اسمًا للخالق الذي يعطي الوجود لكل الكائنات، لم نقابله قبل ذلك وهو يهوه "الرب". والمُشار إليه في الأصل هو "يهوه" وفي الأصحاح الأول كلّه يسمّى "ألوهيم" إله القوة، والآن فإن اسمه هو "يهوه ألوهيم" - إله القوة والكمال، الإله الذي يتمّم كل شيء. وهنا يخبرنا الوحي عن نوعين لعلاج الخطية: الأول العلاج البشري لعلاج الخطية "خاطا أوراق تين" (تكوين 7:3) لتحسين الصورة الواحد للآخر. لقد فتحت الخطية أعين آدم وحواء، أعين الضمير وشعرا بالإثم الذي ارتكباه والأكل من الشجرة المحرمة، والثاني العلاج الإلهي "خذوا قرص تين" للدواء ووضعوها على الدبل فشفي (2ملوك 7:20) عندما "مرض حزقيا للموت" وبكى وصلّى وشفاه الرب "ودم يسوع المسيح يطهّرنا من كل خطية". سأل أحدهم: لماذا خلق الله الإنسان؟ لأن الله خلق الأرض والحيوانات لكنها لم تقدر أن تحبّه، فخلق الإنسان. أجرى أحد العلماء اختبارًا في بيض السلاحف البحرية فأخذها وفقست عنده ووضعها في أمكنة بعيدة عن البحر، لكن العجيب أنها كانت تتجه إلى البحر... هكذا المولود من الله فإنه يتجه نحو الله فقط. صلى أحدهم مرة قائلًا: يا رب، دعني أتذوّق بالمحبة ما أدركه بالمعرفة، بهذا تصبح النظرية معرفة حقيقية. سأل التلاميذ المسيح (متى 24) عن الدمار العظيم وعلامة مجيئه وانقضاء الدهر، ولم يجب المسيح عن السؤال الأول، لكنه أجاب عن الآخر "انظروا! لا يضلّكم أحد... ويُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم" - كالبرق أي سريعًا ومرئيًّا وتزداد التغيرات الطبيعية والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لأنه "حيث تكون الجثة هناك تجتمع النسور (وكان النسر شعار الرومان قديمًا)." فهل ستحدث تغييرات على المخلوقات والأجرام السماوية أو تلحق بالطبيعة هزّة عامة؟ "فمن شجرة التين تعلّموا المثل..." كالتينة عندما تخرج براعمها وحبات التين على أغصانها فإننا نتوقع رياح مارس وأمطار إبريل قبل حلول الصيف "تعلمون أن الوقت قريب"."وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد... انظروا! اسهروا وصلّوا..." وكونوا مستعدين.

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2022

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

359 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10624280