Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانت كلمات أصحاب أيوب قاسية وجارحة حتى أن أيوب طلب منهم أكثر من مرة أن يصمتوا "ليتكم تصمتون صمتًا. يكون ذلك لكم حكمةً." وفي مرة أخرى قال: "مُعَزُّونَ مُتْعِبُونَ كُلُّكُمْ... هَلْ مِنْ نِهَايَةٍ لِكَلاَمٍ فَارِغٍ؟"

والأمر الغريب أنه من كلماتهم الجارحة يمكن أن نستخرج منها أمورًا مباركة. فمن كلمات صوفر النعماتي المدوّنة في أيوب 13:11-19 نكتشف أنها تحتوي على بركات عظيمة وفوائد لحياتنا – في هذا الجزء الذي أشرت إليه نجد أمرين هامين:

أولاً: بركات غنية
1- تبديل الظلام: "فوق الظهيرة يقوم حظّك. الظلام يتحوّل صباحًا." أي يتبدّد الظلام فتصبح حياتك أكثر إشراقًا من نور الظهيرة... يتبدّل الظلام بنور. "اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ." ويقول في موضع آخر: "أَمَّا عَلَيْكِ فَيُشْرِقُ الرَّبُّ، وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ يُرَى. فَتَسِيرُ الأُمَمُ فِي نُورِكِ، وَالْمُلُوكُ فِي ضِيَاءِ إِشْرَاقِكِ." تتحوّل ظلمة الشر إلى نور البر، وظلمة الجهل إلى نور المعرفة، وظلمة الطمع إلى نور القناعة والاكتفاء، وظلمة الحقد إلى نور الحبّ والودّ، وبالإجماع تتحوّل كل الظلمات إلى أنوار! "كنتم قبلًا ظلمة، وأما الآن فنور في الرب."

2- الأمن والسلام: في هذا الجزء نرى أربع عبارات عن الأمن والسلام: "تكون ثابتًا ولا تخاف... تطمئن لأنه يوجد رجاء... تضطجع آمنًا... تربض وليس من يزعج..."
الأمن والسلام هما من أهم الأمور للفرد والأسرة والجماعة بل وللعالم أجمع. فالذين يبحثون عن السلام بعيدًا عن الرب يسوع لن يجدوه، وإذا وجدوه يكون سلامًا ضعيفًا ووهميًّا. السلام الحقيقي هو في الرب يسوع المسيح، ومن عندِه لأن الرب يسوع – له المجد – هو إله السلام ورئيس السلام ومعطيه... والسلام الذي يمنحه الرب يسوع لطالبيه سلام قويّ ويفوق كل عقل.

3- نسيان الآلام: "لأنك تنسى المشقّة." أطلق يوسف على ابنه البكر اسم "منسّى قائلاً: "لأن الرب أنساني كل تعبي." يقول المرنّم: "سأنسى أنا آلامي هنا سأنسى أنا أتعابي هنا
حين ألقى يسوع المسيح
يقول صوفر النعماتي: "لأنك تنسى المشقة. كمياه عبرت تذكرها." المياه لا لون لها ولا رائحة، وعندما تنسكب على الأرض وتجفّ لا تترك أثرًا... كذلك المشقّات التي تنسى لن تترك أثرًا في حياتنا.

4- العزّة والإكرام: "حينئذٍ ترفع وجهك..." ورفع الوجه دليل العزّة والإكرام...
شكا أيوب بقوله: "إِنْ أَذْنَبْتُ فَوَيْلٌ لِي، وَإِنْ تَبَرَّرْتُ لاَ أَرْفَعُ رَأْسِي." (15:10) وفي كلمات صوفر ردًّا على كلمات أيوب.
يقول كاتب المزمور: "من النهر يشرب في الطريق، لذلك يرفع الرأس."
وهناك تعبير آخر يدلّ على العزّة والكرامة: "وَتَرْبِضُ وَلَيْسَ مَنْ يُزْعِجُ، وَيَتَضَرَّعُ إِلَى وَجْهِكَ كَثِيرُونَ..." منتظرين منك التفاتة...
قال الرب لإرميا: "هم يرجعون إليك وأنت لا ترجع إليهم."

ثانيًا: شروط حيوية

1- أعدّ قلبك: القلب بطبيعته أخدع من كل وهو نجيس من يعرفه. الرب فاحص القلب ومختبر الكلى ويعدّ القلب بأن يلقى الإنسان نظرة فاحصة متعمّقة ليرى ما في قلبه من شرور – وإذا اكتشف ما فيه من شرور عليه أن يحزن ويعترف بها قدّام الرب ويتركها واثقًا أن الرب استلم القلب وسكن فيه.

2- ابسطْ يدك: وبسط اليد يُقصد به أمران:
الأول هو الصلاة. "فَأُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ الرِّجَالُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، رَافِعِينَ أَيَادِيَ طَاهِرَةً، بِدُونِ غَضَبٍ وَلاَ جِدَال."
والأمر الثاني هو العطاء. "الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ." ويقول الرسول يعقوب: "اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ."
سمع أحد الأشخاص أن أسرة فقيرة تحتاج إلى طعام وماء وعطاء... طلب من أسرته أن يصلوا من أجل هذه الأسرة حتى يرسل لهم الرب من يسدّ احتياجاتهم. فقال الابن: أنا عندي الحلّ لهذه الأسرة، وطلب من أبيه أن يسمح له بفعل أمرٍ لم يفعله من قبل، فسمح له.
فذهب وأحضر محفظة أبيه المكتظة بالمال وقال هنا العلاج لتذهب أنت وتحلّ مشاكل هذه الأسرة لأنك تملك أموالاً طائلة في البنوك. فذهب الأب واشترى كساء وعطاء وطعامًا وتعهّد بدفع مبلغٍ شهري.

3- طهّر نفسك: لكي تحصل على هذه البركات عليك أن تطهّر نفسك. قال الرسول بولس: "فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ." "احفظ نفسك طاهرًا." يقول صوفر النعماتي: "إِنْ أَبْعَدْتَ الإِثْمَ الَّذِي فِي يَدِكَ." لا بدّ أن تكون يديك طاهرتين وقلبك طاهرًا وسيرتك مقدسة. "كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: [كونوا قديسين لأني أنا قدوس.]" وقال الرب يسوع في عظته على الجبل: "فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل."

4- قدّس بيتك: ليكن كل من في البيت مقدّسًا وطاهرًا. ولكي يتقدّس كل من في البيت ليكن الرب يسوع رأسًا للعائلة.
سألوا عروسين: كم فردٍ أنتما؟
فقال الزوج: زوجتي وأنا والمسيح.
وقالت الزوجة: المسيح وزوجي وأنا.
ولكي يكون البيت مقدسًا يجب أن يكون كل من رب الأسرة وربة الأسرة قدوة صالحة، ويكون البيت مقدّسًا. يجب أن يكون فيه مذبح عائلي... كتاب مفتوح وقلب وفم مفتوح يتحدّث مع الله يوميًا...
قال أحد القديسين: "البيت إِللِّي ما فيهوش مذبح عائلي يبقى فيه [مدبح]..."
إذا أردت البركة ادفع الثمن أولاً.

المجموعة: شباط (فبراير) 2022

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

122 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10675014