تهتم رسالة رومية - رسالة التبرير- بإظهار مزايا المسيح المُقام وارتباطنا بشخصه، ونجد فيها 8 آيات
تتكلم كل واحدة منها عن معنى جديد وتصوِّر زاوية من مدلولات المسيح المُقام:
1- رومية 4:1 "وتعيَّن ابن الله بقوّة من جهة روح القداسة، بالقيامة من الأموات..."
نجد هنا أن قيامة الرب يسوع تؤكد على لاهوته أنه ابن الله. فقد قال: "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه." (يوحنا 19:2) كما ورد في يوحنا 17:10-18 "لهذا يحبّني الآب، لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا... لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضًا." هذا تأكيد على لاهوته بأنه أقام نفسه. فموت المسيح وقيامته يؤكدان صدق أقواله عن نفسه. كما أن الله أيضًا أقامه وصادق على كمال عمله، كما تبرهن على أنه الوحيد الذي في موته كان خاليًا من الخطية وتأكيد على ما قال: "لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيّك يرى فسادًا." (مزمور 10:16) لقد مات بنعمة الله موتًا اختياريًا نيابة عني وعن كل واحد، وبعد أن أكمل العمل مات بالجسد - الذي لم يكن فيه خطيّة - ولذا فقيامته برهنت أنه ابن الله وتبرهن أنه القدوس الخالي من الخطية.
2- رومية 25:4 "الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا."
نجد هنا أن المسيح مات بسبب خطايانا، وكنا ننتظر النتيجة: هل سيقبل الله هذه الذبيحة؟ وهل هي كافية لكل خطية اقترفناها؟ ولذلك كانت قيامة المسيح برهانًا على كمال ذبيحته وتمام قبولها وأن مسألة خطايانا قد سُوّيت.
3- رومية 4:6 "فدُفنّا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أُقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضًا في جدّة الحياة."
هذه هي الحرية من دائرة الخطية التي قيّدتنا، ولكن باتحادنا بالمسيح في شبه موته بالدفن في المعمودية فنحن الآن بقيامته ننتقل إلى حياة جديدة حتى لا نُستَعْبَد أبدًا للخطية... "لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا."
4- رومية 4:7 "قد متّم للناموس بجسد المسيح، لكي تصيروا لآخر، للذي قد أُقيم من الأموات لنثمر لله."
وهنا نجد أننا متنا فتحررنا من الإنسان العتيق ومن الناموس. فالإنسان العتيق هو ما كنت أعيشه بعيدًا عن المسيح في دائرة الخطية لإشباع ملذاتي وأستمتع بما لا يُرضي الله. ولكي يؤدَّب هذا العتيق الفاسد وضع له الله الناموس الذي وصاياه هي "لا تقتل. لا تزنِ. لا تسرق. إلخ..." حتى جاء المسيح، وبموته وقيامته مات الإنسان العتيق وخُلع وصرنا لآخر – وهو المسيح – الذي أُقيم من الأموات... فهذه علاقة جديدة على مبادئ جديدة ليس لها علاقة بالناموس فأصبحتُ أرتبط بشخصٍ يحبّني وليس بوصيةٍ مكتوبة على أحجار... وأصبحت علاقتي ليست مع كلامٍ وطقوسٍ جامدة بل مع شخصٍ يحبني حتى أنه جعلني في هذه الحالة أُثمرُ للمسيح. أما الناموس فلا يوجد فيه أي ثمر.
5- رومية 11:8 "وإن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنًا فيكم، فالذي أقام المسيح من الأموات سيُحيي أجسادكم المائتة أيضًا بروحه الساكن فيكم."
وهنا نجد حرية من الموت في جسدٍ من لحم ودم... وهي بالإيمان بالرب يسوع بموته وقيامته فيسكن فينا الروح القدس - هذا الروح الذي أقام يسوع من الأموات والذي سكن فينا نحن المؤمنين باسم الرب يسوع الذي هو باكورة الراقدين - إن هذا الروح أيضًا سيقيم الراقدين لحظة مجيء الرب يسوع وهكذا عند البوق الأخير سيقيم الراقدين عديمي فساد أولاً ونحن الأحياء نتغيّر ونُخطف جميعًا في السحب لملاقاة الرب في الهواء. (1تسالونيكي 13:4-18)
6- رومية 34:8 "من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات، بل بالحري قام أيضًا، الذي هو أيضًا عن يمين الله، الذي أيضًا يشفع فينا."
وهنا نجد أن المسيح هو ديّان لكل من لم يؤمن به. "فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا، متغاضيًا عن أزمنة الجهل. لأنه أقام يومًا هو فيه مزمعٌ أن يدين المسكونة بالعدل، برجلٍ قد عيّنه، مقدِّمًا للجميع إيمانًا إذ أقامه من الأموات." (أعمال 30:17-31) وهكذا فإن الذي مات ودفع ثمن خطايانا هو الذي سيدين كل من لم يؤمن به... وهو أيضًا الذي مات وقام هو الآن جالس في يمين عرش الله لكي يشفع فينا ويتولّى قضيّتنا مع الله. فهو من فرط حبه لنا مات لأجلنا... كما أنه من فرط قوته قهر الموت وقام... ومن فرط عظمته جلس في يمين عرش الله... فمن أجل محبته وصل للمنتهى ومات... ومن فرط قوته قهر الموت وقام فغلب أشدّ الأعداء - وهو ملك الموت والأهوال - فقهره ثم من فرط عظمته وقدرته وإمكانياته في شخصه وصل للقمة لأنه ابن الله فجلس في عرش الله وفي هذا الوضع العظيم من الحبّ والقوّة والعظمة يَشْفَعُ فينا.
7- رومية 9:10 "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلصت."
وهنا نجد أن الخلاص مؤسس على قيامة المسيح. فلكي تخلص عليك أن تعترف بفمك وتؤمن بقلبك. فالقلب يؤمَن به للبر والفم يُعترَف به للخلاص.
لأنه عندما أقام الله المسيح من الأموات، صادق على كل ما قاله المسيح وفعله، ولذا فإن آمنّا بأن الله أقامه من الأموات فنحن نضع يد المصادقة مع الله لنؤكِّد ما صادق الله عليه، وهذا يعني أن الله قد قدّم المسيح للموت ليحلّ مشكلتي ويكون مخلّصي، فأنا أقبل ذلك وأؤمن بأن الله أقامه من الأموات وأعترف بفمي أنه الرب فعندئذٍ أنال الخلاص.
8- رومية 9:14 "لأنه لهذا مات المسيح وقام وعاش، لكي يسود على الأحياء والأموات."
فالمسيح هو الألف والياء في أقواله، والبداية والنهاية في أعماله... والأول والآخر في شخصه لذا فهو نجده في دائرة الأحياء التي نحياها وفي عالم الذين رحلوا من عالم الأحياء والذي له مفاتيح الهاوية والموت فهو الذي يسود على الأحياء والأموات كما ورد في يوحنا 2:17 "إذ أعطيته سلطانًا على كل جسد ليعطي حياة أبدية لكل من أعطيته." فالمسيح قام من الأموات ليسود على الأحياء والأموات. وإن كان الآن لا يسود على الكل لكننا كمؤمنين نخضع له الذين أعطانا الحياة الأبدية. لكنه قريبًا سيسود على الجميع أحياءً وأمواتًا...
"لكي تجثو باسم يسوع كلّ ركبة ممّن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب." (فيلبي 10:2)
هذه ملامح ما ترسمه القيامة لنا عن عظمة المسيح وخلاصه، الذي له كل المجد.