أيها القارئ المحبوب، نبدأ هذا العام الجديد وترنّ في أذهاننا هذه الكلمة الحلوة بنغماتها العذبة وأعني بها كلمة "النعمة".
هذه النعمة التي احتجنا إليها كخطاة مساكين وهالكين في خطايانا، ونحتاج إليها في كل خطوة في طريقنا من اللحظة التي اختصّنا فيها الله لنفسه حتى الآن، وسنحتاج إليها حتى النهاية.
كما نحتاج إلى النعمة لا لأنفسنا فقط بل وفي معاملاتنا مع الآخرين أيضًا. لأنه منذ أن عاملنا الله بالنعمة، والنعمة ليس معناها عدم المبالاة بالشر بل بالعكس فإن نعمة الله هي نعمة مقدسة وهو - تبارك اسمه القدوس – لا يعمل شيئًا يتنافى مع طبيعته فهو قدوس ويقول لنا: "كونوا قديسين لأني أنا قدوس." (1بطرس 16:1)
لقد انقضى عام 2022، فلنذكر صلاح الرب ومراحمه التي كانت جديدة في كل صباح طوال السنة الماضية... لنردّد إحساناته علينا بقلوب تفيض سجودًا وتعبّدًا له، ولنسر في هذا العام 2023 بقلوب منتدبة ومكرّسة للرب ولخدمته لنعيش لمجده منتظرين الرجاء المبارك بقلوب نقية وأحقاء ممنطقة قائلين من القلب: "آمين، تعال أيها الرب يسوع." (رؤيا 20:22)
لنستمع إلى ما قاله الرسول بولس: "اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب." (2تيموثاوس 2:4) فلا تساهل أو تراخٍ، ولا إلى ما يدعو لليأس والقنوط وطيّ اليدين بسبب الشرور والانحراف والتشويش المتفشّي. بكل تأكيد نحتاج كثيرًا إلى مساعدة نعمته وإلى هذا النشاط والتكريس في الشهادة للرب. إننا نحتاج كثيرًا إلى ذلك في هذه البلاد وفي يومنا هذا الذي فيه بسبب الإثم ازدادت الخطية وبردت المحبة... إلا أن ربنا يسوع المسيح هو هو، وحقائق الإنجيل الثمينة هي حقائق الآن كما كانت في أي وقت مضى.
تودع المجلة عامها الخمسين - أي عام 2022 - معترفة بفضل الرب عليها، والشكر لاسمه لتعضيده لها خلال الأعوام الماضية، وها هي تستقبل العام الجديد بملء الثقة واليقين في رعايته ومعونته لها كي تستطيع بنعمته الغنية أن تؤدي رسالتها على الوجه الذي يمجّد اسمه القدوس، لتبني قطيعه الصغير، وتقود البعيدين إلى معرفة اسمه ومحبته والتمتّع بخلاصه العجيب.
أختي وأخي، أقدّم إليك هذا النداء لكي تأتي إلى هذه النعمة المخلّصة والمشجعة للحياة الروحية ونرجو منكم إن كان لديك أي سؤال أو ترغب في الحصول على الكتاب المقدس كاملاً أن تكتب إلى عنوان المجلة، وكـل عــام وأنتــم بخيـر.