Voice of Preaching the Gospel

vopg

"يَا اَللهُ، إِلهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي،

يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ." (مزمور 1:36)
كتب داود كلمات هذا المزمور لمّا كان في وعر حارث، هاربًا من بطش شاول الذي حاول قتله بعد أن تغنّت له النسوة قائلات: "ضرب شاول ألوفه وداود ربواته." فقال شاول: "أعطينَ داود ربوات وأما أنا فأعطينني الألوف!" وبمجرّد وصوله إلى وعر حارث سمع أنّ الفلسطينيين يحاربون قعيلة، فسأل الربَّ مرّتين، ووعده الربّ في كل مرة بالانتصار... وتم الأمر فعلاً، وسمع شاول أنّ داود في قعيلة... لكنّ داود خاف من أن يسلّمه سكان قعيلة لشاول واستشار الربّ. فقال: سيسلّمونك... فذهب إلى برية يهوذا حيث ساقه الروح القدس لكتابة المزمور 63 الرائع. وسأشارك معكم تأمّلاً في عبارتين:

أولاً: شرفٌ عظيم
عندما يُذكر اسم الله أمام المؤمنين يتولّد فيهم سلام وقوّة وهدوء وطمأنينة، أما الأشرار فيتولّد فيهم رعبٌ وخوف.
"يَا اَللهُ، إِلهِي أَنْتَ." يريد داود أن يقول بأن هذا الإله هو إلهي أنا... نصيبي أنا... يا له من شرف عظيم!
يقول إرميا في مراثيه: "نصيبي هو الرب، قالت نفسي، من أجل ذلك أرجوه."
ويقول داود أيضًا: "الرب نصيب قسمتي وكأسي. أنت قابض قرعتي." ما أجمل حرف "الياء" الملكية هنا!
الله المنزّه عن كل كذب... الذي لم يفعل خطية، وليس فيه خطية، ولا يعرف خطية يكون إلهي أنا الخاطئ الذي تحدّث عنه إشعياء فقال: "على مَ تُضرَبون بعد؟ تزدادون زيغانًا! كلّ الرأس مريض، وكل القلب سقيم. من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة، بل جرحٌ وأحباطٌ ضربة طريّة لم تُعصر ولم تُعْصَب ولم تليَّن بالزيت."
الله القوي يكون إلهي أنا الضعيف...
الله الخالق يكون لي إلهًا أنا المخلوق...
الله غير المحدود يكون إلهًا لي أنا المحدود...
الله العظيم يكون لي إلهًا أنا التراب والمزدرى وغير الموجود...
من حق الربّ أن يمتلكني لأنه خلقني، ورعاني، وفداني...
نستطيع أن نقول بكل فخر: "أنا لحبيبي وحبيبي لي."
ما أروع حرف الياء الذي تنتهي به كلمة إلهي... حصني... ملجأي... صخرتي... وليّي... نوري... خلاصي... ما أجمل أن ننطق مع توما قائلين: "ربي وإلهي."

ثانيًا: قرار حكيم
"يا الله، إلهي أنت. إليك أبكّر." هنا قرّر داود أن يبكِّر إلى الله، وكذلك نحن، علينا أن نقرّر أن نبكّر إلى الله في ثلاثة أمور: إطاعة الدعوة الإلهية، وقضاء فرصة شركة يومية مع إلهنا، والمواظبة على حضور الاجتماعات الروحية.

1-التبكير في إطاعة الدعوة الإلهية
قال سليمان الحكيم: "اذكُرْ خالقك في أيام شبابك." ويقول الرب يسوع: "تعالَوْا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم." يجب أن نطيع هذه الدعوة من أول فرصة ونذكره ونعطيه قلوبنا في وقت مبكر...

2- التبكير في قضاء فرصة شركة يومية مع إلهنا
"بالغداة تسمع صوتي، بالغداة أوجّه صلاتي نحوك وأنتظر." هناك كثيرون يعتذرون لأنه لا وقت لهم للشركة اليومية في الصباح... بينما يوجد وقت للإفطار، وللِّبس، وللحديث... قال أحد المؤمنين: إنني عندما أقضي فرصة للشركة الصباحية مع الرب يمرّ عليّ اليوم بدون مشاكل... وإذ لا أقضي هذه الفرصة في الشركة مع الرب تكثر عليّ المشاكل، وتتعقّد الأمور مع الزملاء والرؤساء والعملاء...
ما أجمل كلمات الترنيمة التي تقول: "في الصباح أتضرّع، ولك الدعاء أرفع، فاصغِ يا الله واسمع... واستجب لي إني بانتظار."

3- التبكير في حضور الاجتماعات الروحية
قد يحدث هذا على فترات ولِأعذار قهرية، لكني أقصد الذين تعوّدوا على الحضور متأخرين...
في إحدى كنائس مصر كنت أحبّ الصلاة... خاصة عندما كان أعضاؤها يبكِّرون في حضور أيٍّ من اجتماعاتها ولأكثر من ساعة، ويصلّون صلاة فردية إلى أن يحين موعد الاجتماع، فقد كانت النتيجة أننا كنّا نتلمّس اجتماعاتٍ ملتهبة ونارية في جميع أجزائها!
أختم بهذه الآية: "فإن بكّرت أنت إلى الله وتضرّعت إلى القدير، إن كنت أنت زكيًا مستقيمًا، فإنه الآن يتنبّه لكَ ويُسْلِمُ مسْكَنَ برِّكَ. وإن تكن أُولاكَ صغيرةً فآخرتك تكثر جدًا." (أيوب 5:8-7)

المجموعة: حزيران (يونيو) 2023

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

433 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10630424