"لأنَّ هذه هي إرادَةُ اللهِ: قداسَتُكُم." (1تسالُونِيكي 3:4)
"إتبَعُوا السَّلامَ معَ الجَميع، والقداسَة التي بِدُونِها لن يَرى أحَدٌ الرَّبّ."
طالَما يُطرَحُ السُّؤالُ عمَّا هِيَ إرادَةُ اللهِ وخُطَّتهُ لِحَياةِ الإنسان. وكَثيرًا ما يَظُنُّ المُؤمِنُ أنَّهُ لو اكتَشَفَ إرادَةَ اللهِ لحياتِهِ بِوُضُوحٍ كامِل، لَعَاشَها بِدُونِ تردُّدٍ وبِطاعَةٍ مُطلَقَة، مهما كلَّفَهُ الأمرُ. والحَقُّ يُقَالُ إنَّ أحدَ أصعَبِ التَّحدِّياتِ في حياةِ المُؤمنِ، هُوَ أن يَكتَشِفَ إرادَةَ اللهِ لِحياتِهِ وأن يعيشَها.
ويُدهِشُنا أنَّ الجوابَ عن هذا التَّحَدِّي الصَّعب، جاءَنا بِكَلِمَةٍ واحِدَة: "لأنَّ هذه هي إرادَةُ اللهِ، قداسَتُكُم." فهدَفُ اللهِ من اختِيارِهِ وخَلقِهِ وفدائِهِ لنا، هُوَ قداسَتُنا: "كما اختارَنا فيهِ قبلَ تأسيسِ العالم لِنَكُونَ قِدِّيسينَ وبِلا لَوم..." (أفسُس 4:1) هذا يعني أنَّ المَسيحيَّةَ الكِتابِيَّةَ تَجِدُ مَصبَّ آمالِها ومَحَطَّ رِحالِها في حَياةِ القَداسَة. وإذا استهتَرَ المُؤمِنُ كَفَردٍ والكنيسَةُ كَجَماعَةٍ والمَسيحيَّةُ الإنجيليَّة كَتَيَّارٍ، بِحياةِ القَداسة، لأمسَت مَسيحيَّةُ هَؤُلاء جَميعًا بِلا هدَفٍ ولا معنىً، وفَوَّتَت على اللهِ فُرصَةَ تحقيقَ إرادَتِهِ فينا، ولَصارَت المَسيحيَّةُ الكِتابِيَّةُ كَغيمَةٍ غاشَّةٍ لا تحمِلُ مَطَرًا، وكَبِئرٍ مُشقَّقَةٍ لا تضبُطُ ماء.
1- معالم حياة القداسة: إذ نتَلَمَّسُ معَالِمَ القَداسَةِ في خَفايا قُلوُبِنا، نجِدُ أنَّ من بَينِ ما تُخفيهِ حياةُ القَداسَةِ في طَيَّاتِها، هو كونُها، على حَدِّ تَعبِيرِ تُوزِر A. W. TOZER، تُبدِي رغبَةً في النَّقاوَةِ أكثَر من الرَّغبَةِ في السَّعادَة، تمامًا كما فاضَلَ إبراهيمُ بينَ أُور وكَنعان، ومُوسى بينَ مِصرَ ومِديان؛ وتَرمِي القداسَةُ لإعلانِ مَجدِ اللهِ في حياةِ الفَردِ حتَّى ولو كلَّفَهُ ذلكَ الذُّلَّ ونُكرانَ الذَّات، كما حدَثَ معَ دانِيال الذي بِسَبَبِ إعلانِهِ مجدَ اللهِ طُرِحَ من مَجدِ كُرسِيِّ الوِزارَةِ إلى عُمقِ جُبِّ الأُسُود، وتَرَى القَدَاسَةُ الوُجُودَ من وُجهَةِ نظَرِ اللهِ وليسَ من وُجهَةِ نظَرِ الإنسان، على مِثالِ ما آمنَ بهِ يشُوعُ بن نُون وكالِب بن يَفُنَّة على خلافِ ما قالهُ أكثَرِيِّةُ الذين تجسَّسُوا أرضَ الموعدِ؛ وتُؤثِرُ القداسَةُ المَوتَ في سَبيلِ قَولِ الحَقِّ على العَيشِ بِصَمتٍ تحتَ نيرِ الباطِل، مِثلَ يُوحَنَّا المَعمدان الذي سَلَّمَ رأسَهُ ثمنًا لتَوبيخِهِ هيرُودُس على خطاياه؛ وتفرَحُ القَداسَةُ في تقدُّمِ الآخرينَ حتَّى ولو كانَ ذلكَ على حِسابِ صاحِبِها، كما كانتِ الحالُ بينَ بَرنابا وبُولُس؛ وتَدفَعُ القداسَةُ المُؤمِنَ على وضعِ الأُمُورِ في مِيزانِ الأبديَّةِ وليسَ في ميزانِ هذا الزَّمان، كما قارنَ الطَّرسُوسِيُّ بينَ بِرِّهِ في النَّامُوس وبِرِّهِ في المسيح.
2- غايَةُ حَياةِ القَداسَة: رُبَّ إثمٍ فَرَّقَ المِثلَينِ حتَّى تباعَدا؛ وهذا ما فعلَتْهُ الخَطيَّةُ في إبعادِها اللهِ القدُّوس عنِ الإنسانِ الساقِط، الذي خُلِقَ على صُورَةِ اللهِ ومِثالِهِ. "خطاياكُم صارَت فاصِلَة بينَكُم وبيَن إلهِكُم." ورُبَّ حُبٍّ قارَبَّ المِثلَينِ حتَّى تطابَقا، فِكرًا وقَولًا وفِعلًا وشَكلًا؛ وهذا ما تَفعَلُهُ محبَّةُ اللهِ المُؤدِّبَة لأولادِهِ، "لأنَّ أُولئكَ أدَّبُونا أيَّامًا قَليلَةً حسبَ استِحسانِهم، وأمَّا هذا فلأجلِ المَنفَعَة، لِكَي نشتَرِكَ في قداسَتِهِ." (عبرانِيين 10:12) ولَرُبَّما من أوَّلِ غاياتِ القداسَةِ التَّعَوُّدُ على امتِلاكِ فكرِ الله، والابتِعادُ عن كُلِّ ما هُوَ شَرٌّ والتَّقَرُّبِ من كُلِّ ما هُوَ بِرٌّ، والمُجاهدَةَ لِنَكُونَ مُشابِهِينَ صُورَةَ ابنِ اللهِ، كَي يَكُونَ هُوَ بِكرًا بينَ إخوَةٍ كَثيرِين. ومن غاياتِ القَداسَةِ إرجاعُ الإنسانِ إلى حياةِ العِشرَةِ معَ اللهِ القُدُّوس، وذلكَ بالفِداء. لأنَّ اللهَ قُدُّوسٌ ولا يدنُو منهُ إلا كُلُّ مُقدَّسٍ. وبِدُونِ قداسَةٍ لن يَرى أحَدٌ الرَّبّ.
3- محاذيرُ العلاقَة بين المسيحيَّة المحافِظة وحياة القداسة: قالَ القُدَمَاءُ: "العَقلُ السَّليمُ في الجِسمِ السَّليم." وينبَغي أن نَقُولَ نحنُ اليوم أنَّ العقيدَةَ القَويمَةَ هيَ في الحَياةِ المُستَقيمَة، والمَسيحيَّةُ الكِتَابِيَّةُ هي في حَياةِ القَداسَةِ. فَلا وَزنَ ولا قِيمَةَ ولا مَعنىً ولا تأثِيرَ للمَسيحيَّةِ الكِتابِيَّةِ المُستَقيمَةِ عقائدِيًَّا، في حياةٍ يَشُوبُها الاعوجاجُ المَسلَكيُّ وتُعوِزُها القداسَةُ الرُّوحِيَّة. فمُنذُ الهَفوَةِ الأُولى على طَريقِ السُّقوطِ والعصيَان في جَنَّةِ عدَن، حاوَلَ بنُو آدَمَ أن يُستِّرُوا عن خَطِيَّتِهِم بِشَتَّى الطُّرُق، وتَتَغَيَّرُ أَلوانُ وَرَقِ التِّينِ التي ائتَزَرَ بها آدَمُ وحَوَّاءُ لِسَترِ عيبِهِما، تتغيَّرُ ألوانُ أوراقِ التِّينِ هذهِ بِتَغيُّرِ المواسِمِ من اخضِرارٍ في الرَّبِيعِ إلى اصفِرارٍ في الصَّيفِ ثُمَّ إلى احمِرارٍ ويُبُوسٍ في الخَريف، ولكن سُرعانَ ما تعصِفُ رِياحُ الشِّتاءِ حتَّى تتساقَطُ أوراقُ التِّينِ الجافَّةِ هذه، ويُفضَحُ عُريُ الإنسان وإثمُهُ. تتغَيَّرُ الألوانُ والقَصدُ واحِدٌ: تَستِيرُ الإثمِ بالبِرّ، والتكفيرُ عنِ الخَطيَّةِ بالعَمَلِ الصَّالِحِ، ومُحاوَلَةُ تغطِيَةِ الإستِهتارِ بالقَداسَةِ بِالتَّلويحِ بالعَقيدَةِ المُحافِظَة، أو العَكسُ أحيانًا. فَمرَّةً يُحاوِلُ البَعضُ التَّستيرَ عن خطايا أخلاقِيَّة بإنجازاتٍ تبشيريَّة، كأن يَقُولوا مثلًا إنَّ رِبحَ النُّفُوسِ يَستُرُ كثرَةً من الخَطايا، وأُخرى يُحاوِلُ البَعضُ التَّستِيرَ عن انحرافٍ عقائِديٍّ بانتِحالِ وَداعَةٍ أو قداسَةٍ أو مَحبَّةٍ مُصطَنَعَة، مُدَّعِينَ بِدَورِهم القَولَ أنَّ المَحَبَّةَ تستُرُ كثرَةً من الخَطايا. فلا يُمكِنُ أن تُعَوِّضَ الاستِقامَةُ العقَائِديَّةُ ولا أن تُغنِي عنِ حَياةِ القداسَةِ العمَلِيَّة، رُغمَ مُحاوَلَةِ الكَثيرينَ منَ الذين يدَّعُونَ المسيحيَّةَ الكِتَابِيَّة تستيرِ استِهتارِهم بالقَداسَة بِدِفاعِهِم عن استِقامَةِ العَقيدَة.
منَ المَفرُوغِ منهُ أنَّ الاعوِجاج المَسلكَي يجدُ جُذُورُهُ في الانحِرافِ العَقائدِي، ذلكَ لأنَّ العقيدَةَ المُستَقيمَةَ هي أساسٌ للحياةِ المسيحيَّةِ المَرضِيَّةِ أمامَ الله، ولأنَّ الإيمانَ المَسيحيَّ الكِتابِيَّ هُوَ المُسَبِّبُ الذي يُنتِجُ حياةَ القدَاسَةِ الحَقَّة. ولكنَّ الثَّاني هُوَ بُرهانُ الأوَّل ونتيجَتُهُ الحَتمِيَّة. فحَياةُ القَداسَةِ العمَليَّة هي أفضَلُ بُرهانٍ لكَونِ مسيحيَّةِ صاحِبِها كِتابِيَّةً. فرائِحَةُ الطِّيبِ لا بُدَّ وأن تَفُوحَ من قارُورَتِهِ حتَّى ولو أقفَلْتَها بإحكامٍ، ومياهُ النَّبعِ لا بُدَّ وأن ترشَحَ من صَخرِهِ حتَّى ولو أطبَقَت عليهِ الآكامُ، وخيُوطُ النُّورِ لا بُدَّ وأن تَنسَابَ من النُّجُومِ التَّائِهَة، حتَّى ولو كانت غارِقَةً في حدَقَةِ الظَّلام. بِكلامٍ آخر، القداسَةُ هِيَ مِحَكُّ العَقيدَة، وقداسَةُ الحياةِ هي مِحَكُّ مِصداقِيَّةِ كِتابِيَّةِ المسيحيَّة. فالقَضِيَّةُ تتلخَّصُ في تِلكَ المَسافَةُ بينَ العقلِ والقَلبِ لِلتَّخطِيط، ومن ثَمَّ بينَ القَلبِ والجَسَدِ لِلتَّنفِيذ.
4- إنعِكاساتُ المسيحيَّةِ المُحافِظَة على حياةِ القَداسَة: تُدرِكُ المَسيحيَّةُ الكِتابِيَّةُ خُطُورَةَ الخَطيَّةِ وحتمِيَّةَ الدَّينُونَةِ وضَرُورَةَ النِّعمة، إنطِلاقًا من وَعيِها لقداسَةِ اللهِ. والتَّسلِيمُ بالسُّقُوطِ الشَّامِل، كما دَعاهُ جُون كالفِن: Total Depravity، هُوَ أفضَلُ مُنطَلَقٍ لِحياةِ قداسَةٍ محفُوظَةٍ وراسِخَةٍ في النِّعمَة. فرُغمَ جمالِ الصُّورَةِ البَيانِيَّةِ التي يُقدِّمُها جُبران خليل جُبران عن كونِ عرقِ جَبينِ قايين قد مَسحَ حُرُوفَ اللعنَةِ عن جَبهَتِهِ، إلا أنَّ كَلِمَةَ اللهِ تُعَلِّمُنا منذُ القَديم أنَّ أُجرَةَ الخَطِيَّةِ هِيَ مَوتٌ، وأنَّ لا شَيءَ يُكَفِّرُ عنِ النَّفسِ إلا الدَّم. القانُونُ قاسٍ، ولكن هذا هُوَ القانُون. وحدَهُ دم الرَّبّ يسُوع المسيح يُطَهِّرُنا من كُلِّ خَطيَّة. فطريقُ الدِّمِ هُوُ النَّهجُ الوحيدُ الذي ينبَغي أن تُعلِّمَ بهِ المسيحيَّةُ الإنجيليةُ المُحافِظَة كالطَّريقِ إلى الغُفران. "وهكذا كانَ أُناسٌ مِنكُم. لكنِ اغتَسَلتُم، بل تقدَّستُم، بَل تَبَرَّرتُم باسمِ الرِّبِّ يسُوع وبِرُوحِ إلهِنا." (1كُورنثُوس 11:6)
فلا يَحِقُّ للمسيحيَّةِ المُحافِظَة أن تفسَحَ مجالًا للنِّعمَةِ الرَّخيصَة، بِهَدَفِ الاستِهتارِ بِحياةِ القَداسَة. وهذا ما يجعَلُ المسيحيَّةَ الكِتابِيَّةَ تُكَوِّنُ مفهُومًا سامِيًا عن القَداسَةٍ التي تترجَّحُ ما بَينَ صَرامَةِ النَّامُوسِ ولُطفِ النِّعمة، كما يَقُولُ بُولُس الرَّسُولُ في رُومية 22:11، للأُمَمِيِّ الذي أرادَ استِرخاصَ النِّعمة، "فَهُوَّذا لُطفُ اللهِ وصرامَتُهُ: أمَّا الصَّرامَة، فعلى الذين سَقَطُوا، وأمَّا اللُّطفُ فَلَكَ، إنْ ثَبََتَّ في اللُّطفِ، وإلا فأنتَ أيضًا ستُقطَعُ." هذا المبدأ ينعَكِسُ عمَلِيًّا على نهجِ الحياةِ اليوميَّة وعلى تطبيقِ القداسَةِ العمليَّة: فلا تساهُلَ بالخَطايا الأخلاقِيَّة التي تجلِبُ العارَ على اسمِ المسيح، بل تأديبٌ صارِمٌ بهدَفِ الإصلاح.
لهذا يعتَبِرُ اللاهُوتِيُّ آرثر پـِينك أنَّ عصرَنا الحاضِر هُوَ الأكثَرُ إلحاحًا لتذكيرِ المُؤمنينَ فيهِ بحاجَتِهِم للانفِصالِ عن العالم، لأنَّ الكَثيرينَ من المُؤمنينَ أو من مُدَّعي الإيمانِ اليوم، يُحاوِلُونَ الاقتِراب إلى أقصَى حدٍّ مُمكِنٍ من العالم، في نفسِ الوقتِ الذي يتمسَّكُونَ فيهِ بِرَغبَتِهم بدخُولِ السماء. فعلى الصَّعيدِ الكنسيّ، تُعانِقُ المَسيحيَّةُ المُحافِظَة مبادِئَ حياةِ القداسَةٍ في القضايا العقائديَّة، ولا سِيَّما في هذا العصرِ الذي يتفشَّى فيهِ داءُ الرخاوَةِ العقائديَّة، إن لم نَقُلْ الانحرفاتِ اللاهُوتيَّة. والدَّواءُ الناجِعُ الذي تتناوَلُهُ المسيحيَّةُ المُحافِظَة، للدِّفاعِ عن نقاوةِ كنائِسِها كجماعاتٍ وأعضائِها كأفراد، هُوَ دواءُ الانفِصالِ عن العالم، والسُّكنَى في ظِلالِ التُّخومِ القديمة لكلمةِ الله.
أما على الصَّعيدِ الفَردِيّ، فيعني الانفِصالُ عنِ العالم رفضَ الانصِياع لِمعايير العالم لما هُوَ صَوابٌ أو خَطأ. الانفِصالُ عنِ العالمِ يعني إحسانَ ترتيبِ الأولوِيَّاتِ بوضعِ اللهِ وبِرِّهِ أوَّلًا، وبعدَهُ يأتي كُلُّ شَيء. الانفِصالُ عن العالم يعني الامتِناعُ عن طُرُقِ التَّسلِيَةِ المَشبُوهة، والاعتِدال في استخدامِ فتراتِ النَّقاهَةِ البَريئة. الانفِصالُ عنِ العالم يعني أن لا تتحوَّلَ صداقاتُنا معَ غيرِ المُؤمنينَ لخيرِهِم، فخًّا لِضَرَرِنا.
الخاتِمَة:
كأبناءِ جِيلِ المسيحيَّةِ الكِتابِيَّةِ الحاضِر، نحتاجُ أن نُقدِّمَ بُرهانًا للعالَم على مِصداقِيَّةِ إيمانِنا، وذلكَ بأن نعمَلَ بما نعلَمُ. ولكن ليسَ لنا فِضَّةٌ ولا ذَهبٌ، ولا حتَّى بِمقدُورِنا ولا بِمقدُورِ غَيرِنا أن نجتَرِحَ المُعجِزاتِ والآيات لتأييدِ كَلِمَةِ الشَّهادة. بل لَدينا بُرهانٌ نُقدِّمُهُ للعالم أجمَع، أنَّنا نعني ما نَقُولُ، ونعمَلُ بما نعلَمُ، ونحيا بما نعتَقِدُ، مُتَيَقِّنينَ أنَّ قداسَتَنا هي مِعيارُ صُدقِيَّةِ إيماننا.