Voice of Preaching the Gospel

vopg

هل تلاحظون كيف ازدادت الصلوات لأجل النهضة في الآونة الأخيرة؟ وهل لاحظتم أيضًا كيف أن الاستجابات قليلة جدًا؟

فبالنظر لحجم الصلوات التي تُرفع في هذه الأيام نظنّ أن أنهار النهضة ينبغي أن تغمر كلّ الأرض بالبركات. لكن للأسف، هذا لا يحدث بالحجم الذي نتوقّعه، ويجب ألّا نفشل بسبب ضعف الاستجابة بل ينبغي أن نسعى لنكتشف السبب وراء عدم الاستجابة. فلكلّ شيء في ملكوت الله سبب... والعالم الروحي تحكمه قوانين ثابتة لا تتغيّر، وعدم استجابة الله لصلواتنا لا بدّ أن يكون وراءه سبب. وقد يكون هذا السبب عميقًا لا يسهل اكتشافه ولكنه أيضًا لا يستحيل اكتشافه.

صلاة بدون طاعة

أعتقد أن مشكلتنا تكمن في أننا نحاول أن نستخدم الصلاة بديلاً للطاعة! فالكثير من الكنائس التي تصلّي طلبًا للنهضة تسلك مسلكًا لا يتّفق مع كلمة الله.
فهذه كنيسة تخضع لضغط المجتمع وتساير التيارات الحديثة التي تحملها بعيدًا عن نموذج الكنيسة في العهد الجديد، وعندما يلاحظ الخدّام أن القوّة الروحية بدأت تتسرّب خارج كنائسهم يبدؤون في البحث عن علاج... كيف يحصلون على القوّة الروحية التي يحتاجون إليها أشدّ الاحتياج؟ وكيف يستحضرون أنهار الانتعاش لشعبهم المُغشَى عليه؟
والإجابة تكون دائمًا حاضرة، إنها بلا شك "الصلاة!" فالكتب الروحية تقول: إن الحلّ هو الصلاة... ورجال النهضات يؤكّدون أن الحلّ هو "الصلاة"... ويبدأ صدى هذه الكلمة يتردّد من كلِّ الجهات، وتزداد النغمة ارتفاعًا حتى تصبح زئيرًا: "الصلاة"! وهكذا يبدأ الخادم يدعو شعبه للصلاة... ليستعطفوا الله طوال الليل والنهار لكي يرحمهم ويرسل نهضة إلى شعبه... ويبدأ طوفان المشاعر والحماس يرتفع حتى نظن لوهلةٍ أن النهضة باتت على الأبواب.
ولكن الوقت يمرّ والنهضة لا تأتي، وتبدأ الرغبة في الصلاة تتناقص، وتعود الكنيسة حالًا إلى الوضع الذي كانت عليه من قبل بالإضافة إلى قدر لا بأس به من التّبلّد واللامبالاة! أين يكمن الخطأ في هذا السيناريو المتكرّر؟ إنه في محاولة الصلاة بدون طاعة!

هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة

السبب ببساطة هو أن الجميع – خدامًا وشعبًا – لم يبذلوا أقلّ طاقة لإطاعة كلمة الله وتصحيح مسارهم ليتّفق مع مشيئته. لقد ظنّوا أن احتياجهم الوحيد هو الصلاة، والحقيقة هي إنهم في حاجة إلى طاعة الله في جوانب كثيرة من حياتهم، والصلاة لن تكون أبدًا بديلاً عن الطاعة، وإلهنا القدوس لا يقبل أيّة تقدمة من شعبه إلا إذا كانت مغلّفة بالطاعة... لكن صلاتنا لأجل النهضة بينما نحن نهمل، بل قلْ نستهين بوصايا الكتاب، ما هي إلا إضاعة للوقت والجهد بلا طائل.
عندما نقبل المسيح مخلّصًا لنا تصبح حياتنا كلّها مُلكًا له، وتكون تحت التزامٍ بالطاعة لشخصه، ويُصبح حقُّ المسيح في حياتنا هو الحقّ الوحيد المستوجب كلّ طاعة؛ ويتراجع كلّ حقٍّ أو سلطان آخر - كان يستوجب طاعتنا من قبل - ويصبح خاضعًا لحقّ المسيح وسلطانه في الحياة. إن ارتباطنا بالمسيح يحرّرنا من طاعتنا لسلطان الخطية والموت، ولكنه في نفس الوقت يضعنا تحت التزام بالطاعة لسلطان الله ووصاياه.
إن هذا الالتزام بالطاعة لكلمة الله ووصاياه لم يعد ظاهرًا في كنائسنا اليوم، فالناس لا تحبّ الحديث عن الالتزام والمسؤولية... والخدام أيضًا! ولذلك يسود الضعف كنائسنا - ومهما حاولنا أن نصلي بدون أن نتعلّم الطاعة فإن كل صلواتنا ستذهب أدراج الرياح!

أوامر وليست تحريضات

انظر إلى الرسائل في العهد الجديد ولاحظ كيف أنها تفرد مساحات كبيرة للوصايا التي تمسّ السلوك العمليّ للمؤمنين. عكف المفسّرون على تسمية هذه الوصايا "تحريضات"، وقسّموا الرسائل إلى أجزاء "تعليمية" وأخرى "تحريضية"، وهكذا أراحوا أنفسهم وأراحونا من أي التزام للطاعة. فالأجزاء التعليمية لا تتطلَّب منا شيئًا سوى أن نؤمن بها بأذهاننا، والأجزاء التي يسمّونها "تحريضيّة" تبدو من اسمها أنها غير ملزِمة، فهي تبدو أقرب إلى النصائح التي قد نأخذ بها أو نهملها، وهذا خطأ مميت! فهذه الوصايا ينبغي أن نقبلها كأوامر واجبة للطاعة صادرة من رأس الكنيسة نفسه على لسان الرسل، إنها ليست "نصائح" أو "تحريضات" بل أوامر واجبة التنفيذ.
إن كنا نريد بركة الله علينا فينبغي أن نبدأ بالطاعة - وستكون الصلاة مؤثّرة عندما نكفّ عن استخدامها كبديل عن الطاعة.
لا تحاول أن تجعل الله يقبل صلاتك بدلاً من طاعتك. لأنك عندما تحاول أن تفعل ذلك لا تخدع إلّا نفسك.

المجموعة: حزيران (يونيو) 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

275 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11576977