المسيحيّ إنسانٌ قبل أيِّ شيءٍ آخر، ولكنّه يختلف انتماءً ونوعًا عن غيره من الناس. والسّؤال هو: ما الذي يميّز المسيحي عن غيره؟
وما هو دور المسيحي؟ ولماذا يعيش في هذا العالم؟
1. الميّزة الأساسيّة للإنسان المسيحي هي المحبّة. (1يوحنا 18:3-19). وهذه المحبّة بالفعل والحقّ، كما نقرأ مثلًا في 1يوحنا 8:4 "مَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ." فالمسيحي مدعوٌّ ليُظْهِر محبّة الربّ يسوع المسيح لغيره من النّاس وذلك بتكريس نفسه من أجل خدمة الآخرين.
2. المسيحيّ هو إنسانُ صلاة، ويعيش حياته كلَّ يومٍ كما عاش ربّ المجد يسوع المسيح، فهو يعرف قوّةَ الله في حياته من خلال الصّلاة وعمل الرّوح القدس.
3. المسيحي عنده رسالة المحبّة والعدل والسّلام، ولديه دافع قويٌّ لتوصيلها، كما نقرأ في 2كورنثوس 14:5 "لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا." أي إنّ الإنسان المسيحي يبشّر بالإنجيل، ويطيع المأموريّة العُظمى. (متى 18:28–20؛ أعمال الرسل 8:1) والتّبشير يعني إخبار النّاس بما عمله الله من أجلنا على الصليب.
4. يعيش الإنسان المسيحي بمستوى أخلاقي يختلف عن المستوى المألوف بين الناس. فالمسيحي يعيش بمقاييس الموعظة على الجبل، ويتبع القانون السائد في دولته، طالما لا يتعارض مع كلمة الله. أي إنّ المسيحيّ مدعوٌّ من الله ليكون صالحًا، وأن يعمل الصلاح.
5. الإنسان المسيحيّ مدعوٌّ لكي يخدم العالم بالقول والفعل. أي أن ينشر خبر محبّة الله وخلاصه لكلّ النّاس، هذه المحبّة الّتي ظهرت بصليب الرّب يسوع المسيح.
6. تقع على عاتق الإنسان المسيحي مسؤوليّات تجاه الناس، فهو يخدم الناس في أمور حياتهم اليوميّة المختلفة، ويشارك في النّشاطات الاجتماعيّة العامّة، كما نقرأ في رسالة كورنثوس الأولى 58:15 "إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، كُونُوا رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ، مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلًا فِي الرَّبِّ."
7. توجد للإنسان المسيحي شركة أو علاقة شخصيّة أوّلًا مع الله، وهذه الشركة تتفرّع وتتجدّد لتكون شركة مع غيره من المؤمنين.
8. يُعتبر الإنسان المسيحيّ سائحًا وغريبًا، ويعيش لله كلّ يوم، منتظرًا أن يقضي الأبديّة مع الله في السّماء.
9. يجد الإنسان المسيحي الأمان والسلام في الله، وليس في القوة أو الجماعة البشريّة الّتي ينتمي إليها عرقيًّا أو قوميًّا أو دينيًّا.
10. يشكّل المسيحي مع المسيحي الآخر مجتمعًا أو جماعة حيّة من خلال قيامة الرّب يسوع المسيح وحضور الروح القدس. وهذه الجماعة هي الكنيسة، أي جسد المسيح. فالإيمان المسيحي لا يعني أبدًا التفرّد والذاتيّة والانحصار في الأنا والمصلحة الخاصّة. لاحظ قول كلمة الله في أفسس 19:2 "رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ". (انظر غلاطية 28:3). أي أنّ جماعة المؤمنين هم كالبيت المتماسك المبني من حجارة حيّة (انظر 1بطرس 6:2-7؛ وأفسس 19:2-22)، وأمناء في حضور اجتماع الجماعة لعبادة الله (عبرانيين 25:10).
11. الإنسان المسيحي يعيش حياة الفرح الحقيقي الدائم بحضور الرب، وبغضّ النّظر عن تقلّب ظروف الحياة. نقرأ في رسالة فيلبّي 4:4 "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا."
12. الإنسان المسيحي وارث لله ووارث مع المسيح، كما نقرأ في رسالة رومية 17:8 "فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ."
13. الإنسان المسيحي هو خليقة جديدة، وهو جزء من خطة الله الأزليّة وغير المتغيّرة.
14. يطيع الإنسان المسيحي الله طاعة كليّة وتامّة. فبالإضافة إلى معرفة الحقّ، يعيش المسيحي هذا الحقّ. (راجع يوحنا 8:15؛ و34:13-35؛ ويعقوب 22:1).
15. الإنسان المسيحي عنده رجاء حيّ، أي أمل يتجدّد كلّ يوم، فهو قد خرج من حالة اليأس إلى فرح ورجاء الحياة الأبديّة.