الثقة حجر الأساس للعلاقات مع الآخرين. عندما نثق بالآخرين نوقن أنهم يفعلون ما يقولون، ويقولون ما يفعلون.
فالثقة حلقة ديناميكية تبدأ بإعطائنا ائتمانًا محدودًا للآخرين والمخاطرة معهم. قد تتمثّل المخاطرة بالكشف عن أنفسنا، أو الدخول في شركة عمل. عندما يستجيب الموثوق فيهم بالسلوك ذي المصداقية نكون قد أكملنا حلقة الثقة. نعمّق الثقة عندما نكرّر ونوسّع حلقة إعطاء الائتمان واختبار المصداقية.
تحمل الثقة احتمال خسارة ما نخاطر فيه. ولذلك ينبغي أن نختار من نرشّحهم لبناء الثقة من ذوي الهوية الواضحة. وهم الذين يستجيبون لإعطاء الائتمان بحسب مبادئهم وقناعاتهم التي بنوها مسبقًا.
الثقة تُبنى ولا تُمنح أو تُجبر أو تستجدى. والذين يثمِّنون الثقة هم الذين يقدّرون الأشخاص أكثر من الأشياء. وهذا ينطبق تمامًا على الله. فلقد خاطر بمحبّته لنا عندما كنا غارقين في الخطايا. وعندما نقبل مبادرته المحبة ونستجيب لتعاملاته، يكشف عن المزيد من شخصيته، وبالنتيجة فنحن نختبر مصداقيته ونؤمن بشخصه. فالإيمان، مثل الحب، تعاملٌ يستند على ثقتنا بمصداقية الله. كلما استجبنا لمحبّة الله وإرشاده، زاد إيماننا ونمَوْنا في القداسة والنعمة.
تقول الرسالة إلى العبرانيين 6:11 "وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ". للأسف يظنّ بعضهم خطأً أن الله صعب الإرضاء بسبب هذه الآية. لا يا أعزائي وألف لا، فالله يُسَرّ عندما نثق بشخصه أكثر من الأشياء أو حتى المعجزات التي يفعلها.
الله قمة المصداقية. فهو الساهر على كلمته ليجريها، بل أعطى حياته لكي لا تسقط كلمته. وإيماننا بالمسيح يجعلنا ندعوه ليملأ كل زوايا حياتنا من علاقات وأموال وصحة. سوف نتمكّن من الخضوع له والتسليم إليه من أجل إعادة تشكيل إنائنا الخزفي. سنختبر كلمات يسوع في لوقا 23:12 "الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس."
يدعونا الكتاب في العبرانيين 35:10 إلى الثقة في المسيح، "فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ." لذلك دعونا نثق به، وسوف نصبح سفراء المسيح وأعظم من منتصرين. آمين.