قال القس "ماكسويل كودار": "لكي يتكلّم الله يجب أن نفهم قصده ومشيئته لحياتنا." ما هي سمات قصد الله؟
1- قصد الله شخصي فهو خاص بكلّ فرد - وهذا ما يعطي التميُّز والانفراد. "أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ." (مزمور 8:32)
2- يُعلن الله قصده للمؤمنين فقط - فهو في دائرة خاصة جدًّا: "طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ. طُوبَى لِرَجُل لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ." (مزمور 1:32-٢)
3 – قصد الله دائم ومستمرّ: إن قيادة الله لنا مستمرة طوال الرحلة.
"وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ، وَيُشْبعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ، وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ." (إشعياء 11:58)
4- قصد الله خاص ومحدّد لا يقبل التأويل. هو واضح ومفهوم. "وَأُذُنَاكَ تَسْمَعَانِ كَلِمَةً خَلْفَكَ قَائِلَةً: «هذِهِ هِيَ الطَّرِيقُ. اسْلُكُوا فِيهَا». حِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَمِينِ وَحِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَسَارِ." (إشعياء 11:30)
5- قصد الله نافع وصالح: "وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ." (رومية 2:12)
ومن هنا نجد أنه قبل أن نسمع عن كيف يتكلم الله لنا علينا أن ندرك قيمة وقصد وهدف مشيئة الله في حياتنا.
أهمية معرفة قصد الله لحياتي
1- لا نستطيع أن نضع خطة لأنفسنا. من يستطيع أن يعرف المستقبل ويضع خطة ناجحة في ضوء معرفته؟ "كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا." (إشعياء 6:53)
2- الله وحده يعرف المستقبل: "اُذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلهُ وَلَيْسَ مِثْلِي مُخْبِرٌ مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ، وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ، قَائِلًا: رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي." (إشعياء 9:46-١٠)
المستقبل الخاص معروف عنده: "لأَنَّهُ يَعْرِفُ طَرِيقِي. إِذَا جَرَّبَنِي أَخْرُجُ كَالذَّهَبِ بِخَطَوَاتِهِ اسْتَمْسَكَتْ رِجْلِي. حَفِظْتُ طَرِيقَهُ وَلَمْ أَحِدْ."
نحن لا نعرف الغد: "لاَ تَفْتَخِرْ بِالْغَدِ لأَنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مَاذَا يَلِدُهُ يَوْمٌ." (أمثال 1:27)
لكن متى وثقنا في الله يعلن لنا الطريق: "مَنْ مِنْكُمْ خَائِفُ الرَّبِّ، سَامِعٌ لِصَوْتِ عَبْدِهِ؟ مَنِ الَّذِي يَسْلُكُ فِي الظُّلُمَاتِ وَلاَ نُورَ لَهُ؟ فَلْيَتَّكِلْ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ وَيَسْتَنِدْ إِلَى إِلهِهِ." (إشعياء 10:50)
3- تمتِّعنا مشيئة الله ببركات الحياة الحاضرة، وترتبط راحتنا وفرحنا بمشيئته: وَصِيَّتُكَ جَعَلَتْنِي أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِي، لأَنَّهَا إِلَى الدَّهْرِ هِيَ لِي أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مُعَلِّمِيَّ تَعَقَّلْتُ، لأَنَّ شَهَادَاتِكَ هِيَ لَهَجِي أَكْثَرَ مِنَ الشُّيُوخِ فَطِنْتُ، لأَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَاكَ." (مزمور 98:119-١٠٠)
عندما يرتبط الشاب بفتاة غير مؤمنة فهو يكسر الوصية التي تقول: "لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟" (٢كورنثوس 14:6) وبالتالي لن يتمتّع بحياة الراحة والفرح.
4- يريدنا الله أن نعرف مشيئته، وهذا ما يسرّه! "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ." (كولوسي 9:1)
5- يأمرنا الله أن نعرف مشيئته: "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ." (أفسس 17:5)
6- يأمرنا الله أن نطيع مشيئته بدون نقاش: "لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْقَلْبِ."
طريق جورج مولر في معرفة مشيئة الله
١- أفطم القلب عن أموري الشخصية.
٢- لا أدعْ فرصة لمشاعري.
٣- أبحث عن مشيئة الله في الكتاب المقدس وفي نور الإرشاد الإلهي.
٤- أعطي اعتبارًا للظروف المحيطة ومتى اتّفقت مع كلمة الله يصبح الأمر سهلًا.
٥- أصلّي ليرشدني الرب
٦- يجب أن يكون في داخلي سلام لكي أصل إلى قرار يتّفق مع تفكيري السليم
يذكر القس "جون هجاي" في كتابه "الأسرار السبع" الأسباب التي تمنع استجابة الله لصلاتنا وهي لأننا:
١- لم نطلب: "إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا." (يوحنا 24:16)
٢- لم نسأل باسم المسيح: "وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ. إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ."
٣- لم نسأل بحسب مشيئته: "وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا." (١يوحنا 14:5)
٤- لم نسأل بإيمان: "فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللهِ.]" (مرقس 22:11)
٥- لم نسأل بالتحديد: (مرقس 51:10) "فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟]" وهو أيضًا يسأل: ماذا تريد أن أفعل لك؟
٦– لم نتب ونتخلّص من خطايانا: "إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ."
٧ – عدم الغفران للآخرين: (متى 12:6) "وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.