Voice of Preaching the Gospel

vopg

كيف نعرف الله؟
للحياة المسيحية ثلاثة أركان:
1– قراءة الكتاب المقدس يوميًا: إنه حديث الله لنا وإرشاده لحياتنا.
2– الصلاة يوميًا: وهي حديثنا نحن إلى الله فنشكره ونضع أمامه مطالبنا.

3– الشهادة لله: إنها حياتنا مع الآخرين، وليس حديثنا معهم. قال الرب يسوع في سفر أعمال الرسل 8:1 بصراحة: "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا." هنا نجد أنه لم يقل إنكم ستشهدون لي بكلامكم، بل تكونون لي شهودًا بحياتكم، لكي يرى الناس فيكم رائحة المسيح ويمجدوا أباكم الذي في السماوات، فتظهر فيكم رائحة المسيح الذكية.
ولكي نعرف الله هناك ثلاث خطوات:
نقرأ في يوحنا 1:1 "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله." نجد في هذه الآية أن المحور الرئيسي هو الكلمة "يسوع."
الخطوة الأولى: قراءة الكلمة يوميًا
نقرأ في تيموثاوس الثانية 16:3-17 "كل الكتاب (وليس بعضه أو معظمه) هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً، متأهبًا لكل عمل صالح."
تحضرني في هذه المناسبة قصة قصيرة عن راهب مبتدئ كان يتحدث إلى راهب عجوز في إحدى الأديرة. وقتها سأل الراهب الحديث زميله الراهب العجوز المحنّك قائلاً: سيدي، أحاول أن أقرأ الكتاب يوميًا ولكن أقول لك الحق، في بعض الأحيان لا أخرج من القراءة بشيء مفيد على الإطلاق، وهذا يؤرقني فيؤنبني ضميري، ماذا أفعل؟ فشرد الراهب العجوز بفكره ثم نظر لزميله المبتدئ وقال له: أنا آمرك أن تأخذ هذا الجردل القديم المخرّق وتملأه من البئر وتحضره لي. فاندهش الراهب الشاب، لكنه احترامًا لمبادئ الدير نفّذ الأمر وقال في نفسه: ربما لم يسمع العجوز السؤال، أو إن سمعه فإنه لم يفهمه، وحينما أحضر الراهب الشاب الجردل إلى زميله لم يكن به شيء من الماء، فأمره الراهب بأن يعيد الكرة ويحضر الجردل القديم مرة أخرى وفعل كما أمر. ومرة أخرى، عندما وصل إلى الراهب العجوز كان الجردل فارغًا. ثم أمره للمرة الثالثة بأن يملأ هذا الوعاء بالماء ففعل ذلك متقاعسًا للمرة الثالثة، وبعد ذلك قال الراهب العجوز لزميله الشاب: انظر إلى الجردل فماذا ترى؟ فنظر إلى الجردل وقال: أرى جردلاً به ثقوب كثيرة فارغًا تمامًا من الماء. قال له الراهب العجوز: بالصواب أجبت، ولكن الجردل الآن أكثر نظافة منه حين أخذته لتملأه في المرة الأولى. وهذا هو ردّي على سؤالك. ربما تقرأ الكتاب المقدس يوميًا، أنت تظن أن ذلك مضيعة للوقت لأنك لم تستفد منه بشيء، ولكنك لا تعلم أن الكلمة تنظف الحياة والروح تمامًا كما فعل الماء بالجردل القديم.
فيا صديقي، استمر في قراءة الكتاب المقدس يوميًا، والكلمة قادرة على تغيير حياتك تدريجيًا.
الخطوة الثانية: دراسة الكلمة والتعمق فيها والتفكير في معانيها
نقرأ في يشوع 8:1 "لا يبرح سفر هذه الشريعة (كلمة الله) من فمك، بل تلهج فيه نهارًا وليلاً، لكي تتحفّظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح."
قال يسوع: "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم." (متى 33:6) "... تعلموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم." (متى 29:11)
وهكذا نجد أن دراسة الكلمة لا تعطيك فقط نجاحًا في الحياة بل راحة للنفس. فهل يدخل تحت هذه الخطوة دراسة أسماء الله؟
في الحقيقة إننا لا نحاول أن نحدّ الله لأن الله غير محدود، ولا يمكن لعقولنا المحدودة إدراكه، بل نقدّم تعاملات الله (الكلمة) مع شعبه خلال حقبة مهمة من الزمن. وكيف أن الله أظهر نفسه لشعبه بصور متعددة، وفي مواقف كثيرة بأسماء متنوّعة، لمواجهة ظروف معينة. ففي أوقات الهزيمة عندما رجعوا إلى الله وصرخوا، أظهر لهم نفسه أنه "يهوه نسّي"، أي الله نصرنا... الرب رايتنا.
وعندما أذلّهم المديانيون وألقوا الرعب في قلوبهم وصرخوا إلى الله، أظهر الله نفسه أنه "يهوه شالوم"، أي إله السلام الذي يستطيع أن يمنحنهم السلام الذي يحتاجونه.
الخطوة الثالثة: معرفة الكلمة
نقرأ في الرسالة إلى العبرانيين 1:1–3 "الله، بعد ما كلّم الآباء بالأنبياء قديمًا، بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذا الأيام الأخيرة في ابنه، الذي جعله وارثًا لكل شيء، الذي به أيضًا عمل العالمين، الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته..."
لا مفر من الخطوة الثالثة إذا كنا جادين في محاولاتنا لإقامة علاقة شخصية معه، وهذا هو الفارق بين المسيحية والديانات الأخرى. ففي الديانات الأخرى يحاول الناس الوصول إلى الله بطرق شتى. أما في المسيحية، فالله يعمل للوصول إلينا لأنه "يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن،" ولا نستطيع بدونه أن نفعل شيئًا، لأنه قال في أفسس 8:2 "لأنكم بالنعمة مخلصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد."
"قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك. ارجع إليّ لأني فديتك." (إشعياء 22:44) إنها الطريقة الوحيدة لمعرفة الكلمة المدونة في رومية 9:10-10 "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلصت. لأن القلب يؤمَن به للبر، والفم يُعترَف به للخلاص."
صلاتنا ودعاءنا أن يكون هذا الكتاب سبب بركة لكل شخص يقرأه؛ كل من يدرس أسماء الله، ويؤمن فعلاً بأن كل اسم منها له معنى وفعالية لحياته.
إن أرفع عِلم، وأعمق تأمل، وأعظم فلسفة يمكنها أن تملأ عقل الإنسان، هي اسم وطبيعة وشخصية وعمل إله عظيم يمكننا أن ندعوه "أبانا". وكل اسم من أسماء الله يوضّح لنا بطريقة كتابية صفة من صفات الله العظيم وطبيعته. وبما أن أسماء الله تتكلم عن طبيعته، لا يمكن لأي إنسان أن يرى أهميتها ما لم يشترك مع الله في هذه الطبيعة (2بطرس 4:1).

المجموعة: كانون الثاني (يناير) 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

79 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11360205