Voice of Preaching the Gospel

vopg

الفصل الثاني عشر: الله علمي ورايتي - يهوه نِسّي Jehovah nissi

ذُكرت هذه التسمية في خروج 1:17-2 حين وصل شعب إسرائيل إلى موضع يدعى رفيديم ولم يجدوا ماء للشرب فابتدأوا يتذمّرون.

فقال لهم موسى: "... لماذا تخاصمونني؟ ولماذا تجربون الرب؟" (خروج 3:17) وقالوا: "لماذا أصعدتنا من مصر لتميتنا وأولادنا ومواشينا بالعطش؟" فصرخ إلى الرب فأمره الرب أن يضرب الصخرة التي في حوريب فيخرج منها ماء يكفي لشرب الشعب - وكان عدده يزيد عن المليون - ففعل موسى كما أمره الرب وسمّى هذا المكان مسّه (أي تجربة) ومريبة (أي منازعة). ثم بعد هذه الحادثة مباشرة جاء عماليق لمحاربة بني إسرائيل، فأعطى موسى الأمر ليشوع قائد جيشه، وقال له: "غدًا أقف أنا على رأس التلة وعصا الله في يدي. وكان إذا رفع موسى يده أن إسرائيل يغلب، وإذا خفض يده أن عماليق يغلب. فلما صارت يدا موسى ثقيلتين، أخذا (أي هارون وحور) حجرًا ووضعاه تحته فجلس عليه. ودعم هارون وحور يديه، الواحد من هنا والآخر من هناك. فكانت يداه ثابتتين إلى غروب الشمس. فهزم يشوع عماليق." وبنى موسى في هذا المكان مذبحًا للرب ودعا اسمه "يهوه نسّي" أي الله نصرنا ورايتنا. والله هكذا لنا في أنواع عديدة من المعارك والحروب.

1– الله نصرنا على الخطية: ففي 1يوحنا 7:1 "ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية." إن كلمة "كل" هنا شاملة إذ إنه لم يقل بعض الخطايا أو معظم الخطايا. أحيانًا، قد لا نقترب إلى الله لأننا نتصوّر أن خطيتنا هي أكبر من أن تغتفر. ولكن، ألا تعلم أننا في حالات كهذه إن تصوّرنا لكبر خطايانا يعني صغر إلهنا؟ وما هذا التصور إلا لعبة إبليسية. ذلك لأننا نقرأ في 1يوحنا 4:5-5 "لأن كل من وُلد من الله يغلب العالم. وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم: إيماننا. من هو الذي يغلب العالم، إلا الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله؟"

2- الله نصرنا على العادات الرديئة: (الخمر، التدخين...) يقول الرب يسوع في يوحنا 36:8 "... فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا." وأساس الانتصار على أي شيء هو عدم اليأس. إنني أؤمن أنك بعد أن تغلب إبليس في معركة ما، لا بد أن تضع رجلك على رأسه فلا يقوم ثانية. ويجب أن تعلم أنه "... لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود." (زكريا 6:4) لا بد أن يكون الله معك في كل حرب تخوضها، وأن تكون مستعدًا، وأن تلبس كل أسلحة الحرب حتى تستطيع أن تثبت ضد مكايد إبليس. "فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات... وبعد أن تتمّموا كل شيء أن تثبتوا." وقال في رومية 37:8 "ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا."

3– الله نصرنا على الجسد: نقرأ في رومية 14:7–25 "فإننا نعلم أن الناموس روحي، وأما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية. لأني لست أعرف ما أنا أفعله، إذ لست أفعل ما أريده، بل ما أبغضه فإياه أفعل. فإن كنت أفعل ما لست أريده، فإني أصادق الناموس أنه حسن. فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا، بل الخطية الساكنة فيّ. فإني أعلم أنه ليس ساكن فيّ، أي في جسدي، شيء صالح. لأن الإرادة حاضرة عندي، وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد. لأني لست أفعل الصالح الذي أريده، بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل. فإن كنت ما لست أريده إياه أفعل، فلست بعد أفعله أنا، بل الخطية الساكنة فيّ... ويحي أنا الإنسان الشقي! من ينقذني من جسد هذا الموت؟ أشكر الله بيسوع المسيح ربنا! إذًا أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله، ولكن بالجسد ناموس الخطية." نجد أيضًا في رومية 1:8 القول "إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح."
وجاء في غلاطية 20:2 "مع المسيح صُلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيّ. فما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي." وفي 1كورنثوس 16:3 يقول: "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟ إن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله، لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو." وفي 1كورنثوس 15:6–20 "ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح؟ أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية؟ حاشا! أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد؟ لأنه يقول: ‘يكون الاثنان جسدًا واحدًا.’ ... اهربوا من الزنا. كل خطية يفعلها الإنسان هي خارجة عن الجسد، لكن الذي يزني يخطئ إلى جسده... لأنكم قد اشتُريتم بثمن. فمجّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله."

4 – الله نصرنا على الأحزان: وهذا الميدان هو واسع جدًا وخاصة في الشرق الأوسط، حتى أصبح الحزن من أهم مميزاتنا. ونحن لا نحزن لوقت محدود، لمدة أسبوع أو شهر أو سنة، بل نحزن على موتانا بقية العمر في أغلب الأحيان. إنها معركة يكسب فيها إبليس دائمًا، لأننا نصرّ على أن الحزن ليس خطية حتى ولو زاد عن حده. أذكر أنه عندما كان يموت أحد الأشخاص، يستأجر أهل الميت بعض النسوة المعددات، ولكن شكرًا لله لأن هذا العمل قد انتهى تقريبًا في مصر. ويوضّح لنا سفر أيوب كله معركة الإنسان مع الحزن. فقد حدثت لأيوب مشاكل عديدة لم يفهمها، وما يدعو للحيرة أنها حدثت له في الوقت الذي كان فيه أمينًا لله. قال عنه الله في أيوب 8:1 "... هل جعلت قلبك على عبدي أيوب؟ لأنه ليس مثله في الأرض. رجل كامل ومستقيم، يتّقي الله ويحيد عن الشر."
عندما مات والدي كنت في الرابعة من عمري، وقد أخبرني الجميع أن الله أخذه. فابتدأت معركة عنيفة بيني كطفل وبين الله القاسي الذي أخذ أبي دون أن أتمتّع به. واستمرت المعركة عدة سنوات حتى استطعت أن أنتصر في معركة الحزن.
لم تكن هذه هي المعارك الفريدة التي نخوضها، لكنها أمثلة فقط. دعونا في الختام نردد قول الرسول بولس في 2كورنثوس 14:2 "ولكن شكرًا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين، ويُظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان. لأننا رائحة المسيح الذكية لله، في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون."

المجموعة: كانون الثاني (يناير) 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

166 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11360508