الفصل الخامس: الله الجبار - يهوه جبور Jehovah Jibbor
ومع أن هذا الاسم يحمل معاني كثيرة إلا أن المعنى الأصلي له [الحماية التامة.]
في إشعياء 6:9 كتبت هذه النبذة عن المسيح في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل خائفة من الهزيمة وأعداؤها يحيطون بها من كل جانب: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا."
كان أوغسطس توبالدي يسير في منطقة جبلية حينما بدأت عاصفة شديدة من الأمطار والرياح والرعود والبروق كادت أن تودي بحياته، ولكن على ضوء أحد البروق استطاع أن يرى صخرة كبيرة كانت أحد الصواعق قد شقت فيها شقًا كبيرًا فدخل توبالدي في هذا الشق الذي حماه حتى نهاية العاصفة. وبعد خروجه من هذا الشق كتب ترنيمته الشهيرة:
يا صخر الأجيال في شقِّكَ أختبئ
دعني أخبِّئُ نفسي فيك
Rock of ages cleft for me
Let me hide myself in thee
وفي تكوين 24:49 عندما بارك يعقوب يوسف ابنه، يقول: "يُوسُفُ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ عَلَى عَيْنٍ. أَغْصَانٌ قَدِ ارْتَفَعَتْ فَوْقَ حَائِطٍ. فَمَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ. وَلكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ، مِنْ هُنَاكَ، مِنَ الرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ (يهوه جبور)."
إن الأمريكان لم يدركوا أهمية الصخرة حتى كانت حرب الخليج وذهب شبابهم ليعيشوا في صحراء الحجاز مدة عام، وهناك أدركوا أهمية الصخرة في صحراء تزيد درجة حرارتها عن 120 درجة فهرنهايت. ففي بعض الأحيان تكون الصخرة هي الفرق بين الحياة والموت. ومن أجمل المزامير هو مزمور 2:61 "مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ أَدْعُوكَ إِذَا غُشِيَ عَلَى قَلْبِي. إِلَى صَخْرَةٍ أَرْفَعَ مِنِّي تَهْدِينِي. لأَنَّكَ كُنْتَ مَلْجَأً لِي، بُرْجَ قُوَّةٍ مِنْ وَجْهِ الْعَدُوِّ."
الدروس التي نتعلمها من هذا الاسم "الله الجبار" هي:
تسليم أي مشكلة متعبة للرب
كابن عاق أو شريك حياة متعب، في بعض الأوقات تحصل لنا مشاكل شخصية، والله واقف ينظر ما يحدث دون أن يتدخّل، لأننا أحيانًا نريد حلولًا لكل إشكالاتنا بأنفسنا ونحن لا نحتاج أن نُتعِبَ المعلِّم. ولكن هذه خدعة شيطانية، فقد قال مودي الوعظ الشهير: إنني أستشير الله في كل ظروف حياتي الصغيرة قبل الكبيرة، فإن ذهبت لشراء حذاء طلبت منه أن يساعدني على شراء الحذاء المناسب. ولنتذكر قول يسوع في يوحنا 5:15 "لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا."
عندما نستشير الرب يسوع في كل أمورنا اليومية تزيد الصداقة بيننا وبينه ونستمتع بالحماية الكاملة. فقد قال: "إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ (وليس ما تحتاجون إليه فقط) فَيَكُونُ لَكُمْ."
دعونا نعيش بالقرب منه لأن الشيطان "كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو." ولنعلم أن الله هو ملجأنا كما قال مرنم إسرائيل الحلو في مزمور 9:91 "لأَنَّكَ قُلْتَ: «أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي». جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ، لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ، وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ."
عندما ابتعد الرسول بطرس عن يسوع وقع في خطأِ أفكاره.
ربما نطيع الله عن خوف من آخرة مرة
كما كان بنو إسرائيل يطيعون الله لأنهم كانوا يخافونه، ولكن عندما ينتهي هذا الخوف، كان بنو إسرائيل سريعي الجريان إلى الخطيئة. فكم من مرة صنعوا عجلاً ليعبدوه، وتذمّروا على الرب وعلى موسى؟
تذكرني هذه النقطة بقصة إنسان وقع في بئر عميق، وفي أثناء وقوعه وجد جذع شجرة في حائط البئر وتمكّن من الإمساك به. ثم نظر إلى أعلى وصرخ بصوت عال: "هل هناك من شخص يساعدني؟" فجاءه صوت من أعلى البئر: "أنا هو الله." فقال الرجل: "شكرًا لك يا رب على وجودك في الأزمات، قل كلمة وأنقذني لأني متعب وجريح وهذا الجذع مكسور وعلى وشك الانهيار." فقال الرب له: "سأنقذك ولكن عندي شرط واحد أن تترك جذع الشجرة الذي تمسك به." فنظر الرجل تحته فوجد البئر عميقة جدًا وتخيّل أنه لا يمكنه أن يثق بالله ويترك هذا الجذع، فنظر إلى أعلى وصرخ مرة ثانية: "هل هناك أي شخص آخر يمكنه مساعدتي؟" إننا نريد دائمًا أن يبارك الله ما نفعله لأننا دائمًا ما ننظر إلى الأحداث ونادرًا ما ننظر إلى الله.
حياة تكريس كاملة
دعونا ألّا نطلب الله فقط في مشاكلنا، ولا نطيعه خوفًا من جحيم في حياة أخرى، بل نسلم له الحياة بجملتها ونحبه لأنه أحبنا أولاً، وبذل ابنه على عود الصليب من أجلنا! كيف لا يهبنا معه كل شيء؟
إن التسليم الكامل شرط للحماية الكاملة.
قال الشيطان للرب عن أيوب: "أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟" (أيوب 10:1)
نقرأ في مزمور 1:91-8 "اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ، فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ. أَقُولُ لِلرَّبِّ: «مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ». لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ. بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ. لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ، وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ، وَلاَ مِنْ وَبَإٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى، وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ. يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ الأَشْرَارِ."
الله الجبار يسكن بروحه فينا. كيف نخاف من إنسان أو شيء في هذه الحياة؟
يجب فقط أن نهابه ونحترمه.