Voice of Preaching the Gospel

vopg

أتى أحدهم يومًا إلى المسيح ليجرّبه فسأله، "يا معلّم، أيّة وصيّة هي العظمى في الناموس؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:

"تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى." (مرقس 30:12)
محبّة الرب هي أعظم وصية في الكتاب المقدس بشهادة الرب يسوع شخصيًّا. هو الذي أرسى القاعدة، وهو الذي يطلب منّا شخصيًّا أن نحبّه، ويضع أمامنا المدى لهذه المحبّة.
يفيض الكتاب المقدس بالوعود لمن يحبّ الله. فهو يحسن إلى كلّ محبّيه، ويقول، "فَاعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ، الإِلهُ الأَمِينُ، الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيلٍ." (تثنية 9:7)
يشير المسيح إلى اتجاهات أربعة في الإجابة عن السؤال، كيف نحبّ الرب؟
أوّلاً، نحبّ الربّ من كلّ القلب: القلب هو رمز العاطفة - والعاطفة جزء مهمّ في الإنسان، ومن الضّروري أن تكون صافية وقويّة. هكذا تكون محبّة الله كاملة للربّ.
تشير العبارة "محبّة من كل القلب" إلى محبّةٍ موجّهة لشخصٍ واحد، ولا تحتمل أيّة منافسة من شيء أو شخص آخر. قال يسوع: "مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي." (متى 37:10)
لا يستطيع الإنسان الطبيعي أن يحبّ الرب بهذا المقدار الكامل لأنه أنانيٌّ يحبّ نفسه أولًا، ويرغب في مشتهيات العالم أكثر من كلّ شيء. وحده الرب محبّته كاملة! وينقل للإنسان محبّته هذه حين يختبر خلاصه بالإيمان. فيعطيه قلبًا جديدًا، ويجعل روحًا جديدة في داخله، وينزع قلب الحجر من لحمه ويعطيه قلب لحم. بعد ذلك يساعده الروح القدس لكي ينمو بالمحبّة للرب ويتبادلها معه.
ثانيًا، نحبّ الربّ من كلّ النفس: الإنسان جسدٌ ونفسٌ وروح. النفس هي كيانه الداخلي، وكل ما يرتبط بشخصيّته. وهي مركز الإرادة والضمير ومصنع القرارات والخيارات. تشير المحبّة من النفس إلى تسليم الإرادة المطلقة لله. حينئذ فقط يصلّي بصدق وتكريس تامٍ قائلاً، "لتكن مشيئتك"، و"لتكن إرادتك لا إرادتي".
ثالثًا، نحبّ الربّ من كل الفكر: الفكر هو ما يعتقد به الإنسان ويعتنقه وبالتالي يلهج به. إنه العنصر الّذي يوجّهه ويتحكّم به. الفكر السليم يُنتج حياةً صحيحة وتصرّفاتٍ صائبة. يصرّح بولس، "ليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا"، ويقول "مستأسرين كلَّ فكرٍ إلى طاعة المسيح." مطلوب من المؤمن أن يطابق فكره ويتوافق مع فكر المسيح وأسلوب تفكيره. إن الفكر الخاضع للمسيح يقود إلى طاعته. والطاعة مرتبطة جدًا بالمحبّة. من هنا تكون الطاعة معيار المحبّة الحقيقي. يقول الرب يسوع، "الذي يحبّني يحفظ وصاياي".
المحبّة للرب في الاتّجاه الأخير تكون من كل القدرة: أي بكل ما يملك الإنسان من قوّة وطاقة وفعل. نجد هنا الناحية التطبيقيّة للمحبّة. يجب أن تُتَرجَم المحبّة بالعمل فلا تبقى نظريّات غير مرئية. أفعال الإنسان هي التي تشهد له - عندما يستخدم وقته وجهده في عمل مشيئة الله، عندئذ يتأكّد من محبّته لله. الإنسان وحدةٌ متكاملة وعليه أن يحبّ إلهه بكلّ عواطفه، وبتكريس تامّ، وبطاعة عمليّة؛ يحبّه بالكامل وبصدق وإخلاص. أَحَبَّ المسيح خاصّته إلى المنتهى، حتى الموت موت الصليب. ولا يطلب من خاصّته محبّة أقلّ ولاءً وتعبيرًا. لا يتوانى المؤمن أن يعطي الربّ حياته بالكامل، ويحبّه من كلّ قلبه ومن كلّ نفسه ومن كلّ فكره ومن كلّ قدرته.

المجموعة: أيلول/سبتمبر 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

146 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11576605