شاهد العالم حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس الذي احتوى على أمورٍ جميلة ومبهرة وبهيجة، ولكنه في نفس الوقت قدّم للعالم مناظر وحركاتٍ مقرفة ومثيرة للاشمئزاز...
مناظر تجسّد كراهيةً لكلّ ما هو مقدّس وجميل! ولعلّ أبشع وأهبط وأقذر مشهد في الحفل، كان مشهد تقليد العشاء الأخير لربّ المجد يسوع المسيح مع رسله الكرام!
وقدّم المشهد مجموعة من المنحرفين جنسيًّا، والمعادين لكلِّ ما هو جميل وأخلاقي ونظيف. فهل يستمتع هؤلاء النَاس من مغسولي الدّماغ بخدمة الشّرّ؟ وهل وضعوا أنفسهم بالكامل تحت رئاسة إبليس، لوسيفر، عدوّ الحياة؟
ذكّرني هذا المشهد بما جاء في وحي الله في الكتاب المقدّس: "اَلْبِرُّ يَرْفَعُ شَأْنَ الأُمَّةِ، وَعَارُ الشُّعُوبِ الْخَطِيَّةُ. (الأمثال 34:14) لذلك أخاف على فرنسا، وأوروبا وبقيّة العالم من هذا الاستهتار بالقيم الإنسانية والأخلاقية والرّوحيّة.
أخاف عليهم من انهيار مجتمعاتهم وحضارتهم... أخاف عليهم من دينونة الله الَّتي ستقع عليهم إن لم يتوقَّفوا عن شرورهم ونجاستهم... أخاف عليهم من أن يتجرّدوا من إنسانيّتهم.
وهذا كلّه يأتي ليبرهن صدق كلمة الله القائلة: "وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ." (1يوحنّا 19:5) فأينما ننظر نجد الشَّرّ والعار بأبشع أشكاله: قتلٌ، ودمارٌ، وشذوذٌ، وإجهاضٌ، وعنصريّة، وكراهيّة، وشيطنة لأقوامٍ وشعوبٍ لتبرير قتلهم. ولا أمل لنا ولا خلاص إلّا بالتوبة والعودة لرب السّلام والقداسة والعدل. لذلك أصلّي مع نبيّ الله إيليّا قائلًا: "... يَا رَبُّ اسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هذَا الشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلهُ، وَأَنَّكَ أَنْتَ حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعًا." (1ملوك 37:18)– القس بسام بنورة