إذا نظرنا إلى الكنيسة اليوم وقارنّاها بكنيسة الأمس نلاحظ فرقًا شاسعًا بينهما، فكنيسة الأمس كانت كنيسة ملتهبة روحيًّا
تلد في كل اجتماع بنين وبنات بالعشرات. ولكن كنيسة اليوم كنيسة عقيمة – هي كنيسة صورية، عبارة عن مبنى يُصرف عليه ملايين الدولارات ليظهر كتحفة فنّيّة رائعة، ولكن داخله – بكل أسف – عبارة عن عظام جافة.
قال أحدهم: لقد مضى الوقت الذي تقول فيه الكنيسة "ليس لي فضة ولا ذهب"! فردّ عليه آخر: "وفي نفس الوقت لا نستطيع أن نقول: لكن الذي لي فإيّاه أعطيك؛ باسم يسوع الناصري قم وامشِ."
كنيسة اليوم نائمة روحيًّا تغطّ في نوم ثقيل ويجب أن تستيقظ لأن:
1- النوم الروحي خطير
يبدو النوم الروحي واضحًا على كنيسة اليوم – أصبح الترنيم عبارة عن أصوات ينطبق عليها القول "نحاسًا يطنُّ أو صنجًا يرنّ." ترانيم خالية من الروح... والصلاة مجرّد عبارات محفوظة تُرَدَّد... والعظات عبارة عن شيء روتيني يُظْهِر فيها الواعظ قدراته وإمكانياته إرضاء للسامعين ليمتدحوه. قال لي أحد خدام الرب: "أنا لا أسعى للحصول على مديح من السامعين، ولكن إذا حصل ذلك أكون مسرورًا." كان يردّد عبارة بعد نهاية خدمته تقول: "لعلّي قد وُفّقت في تقديم هذه الرسالة." إن هدف هذه الكلمات واضحٌ وهو كسب المديح.
الكنيسة النائمة روحيًا هي في خطر. إن كان النوم الجسدي الزائد فيه خطورة فكم بالأحرى يكون النوم الروحي؟
نام سيسرا فقُتل بيد امرأة... نام أفتيخوس وسقط من الطابق الثالث وحُمِل ميّتًا!
وحياة النائم روحيًّا كلّها في خطر، فهو لا يشعر بمتعة الشركة مع الله. النائم روحيًّا يهمل قراءة كلمة الرب، والصلاة، والسلوك في النور، وحضور الاجتماعات.
2- الاستيقاظ الروحي ضروري
1- لأنه أمر كتابي يجب أن ينفّذ: "اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة". (متى 41:26) "اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ". (1بطرس 8:5) "طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَسْمَعُ لِي سَاهِرًا كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ مَصَارِيعِي، حَافِظًا قَوَائِمَ أَبْوَابِي. لأَنَّهُ مَنْ يَجِدُنِي يَجِدُ الْحَيَاةَ، وَيَنَالُ رِضًى مِنَ الرَّبِّ". (أمثال 34:8-35)
2- لأن الرب سيأتي ثانية ولا نعرف موعد مجيئه: ورد الحديث عن المجيء الثاني في العهد الجديد 250 مرة - أذكر منها ما ورد عند صعود الرب يسوع، "وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ، وَقَالاَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ». (أعمال 10:1-11) كما سبق وأمر الرب يسوع تلاميذه قائلاً: "اِسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ." وفي سفر الرؤيا تكرّرت عبارة "أنا آتي سريعًا" أربع مرات.
3- لأن "... نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ اقْتَرَبَتْ، فَتَعَقَّلُوا وَاصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ." (1بطرس 7:4)
"ولكن سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا."
4- لأننا أبناء نهار: "جَمِيعُكُمْ أَبْنَاءُ نُورٍ وَأَبْنَاءُ نَهَارٍ. لَسْنَا مِنْ لَيْل وَلاَ ظُلْمَةٍ. فَلاَ نَنَمْ إِذًا كَالْبَاقِينَ، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ." كنا قبلاً نمشي في الظلمة ونعيش فيها، لكننا أصبحنا نور ونحبّ النور. "كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ." (أفسس 8:5)
5- لأن إبليس خصمنا "كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ." (1بطرس 8:5) والغريب في الأمر أن إبليس يقدر أن يغيّر شكله إلى شبه ملاك نور. الشيطان يطمع فينا فلا نجهل أفكاره.
هناك طريق واحد لا سواه وهو أن نصحو لنسلك كأولاد نور بإطاعة صوت الربّ. فهو يقول: "اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ." (أفسس 14:5)