Voice of Preaching the Gospel

vopg

نحن نعيش في زمانٍ حيث يكثر الشّعور بدنوِّ نهاية العالم، إلّا أنّ كثيرين يُنكرون دنوَّ السّاعة.

أمّا لماذا يرفض البعض حقيقة نهاية العالم، فهو لكونهم لا يعرفون أنّ الزمن "هنا" على الأرض له نهاية. هؤلاء يظنّون أنّ وجود البشر على الأرض هو أبديّ. وإذ يجهل الإنسان المعاصر النّبوّات في الكتاب المقدّس لا يعرف ما جاء فيها عن النّهاية.
وأسأل، هل الأمر يحتاج إلى الكثير من البصيرة والإيمان لنعرف عن مرور أيّامنا وانتهاء الأوقات وانقضاء الأزمنة؟ حكى بطرس الرّسول عن "الزّمان الباقي" و "الزّمان الأخير". والمُستغرَب أن أعدادًا كبيرة من المؤمنين يحيون، كغير المؤمنين، بعيدين عن كلّ توقّع لنهاية الزّمان! وإنّنا لو قرأنا الإنجيل لرأينا يسوع يُبشّر باكتمال الزّمان ويُنادي باقتراب ملكوت الله، لذا يدعو الناس "ليتوبوا ويؤمنوا بالإنجيل!" (مرقس 15:1)

أهميّة الشعور بالوقت وبمروره
كلّنا يشعر بالوقت يمرّ بسرعة أو ببطء. هناك من يشعر بأنّ الزمن "يركض ركضًا" من أمامه، وهناك من يشعر أنّ الزمن طويل ومُمِلّ. يذكر الحكيم سليمان أنّ لكلّ شيء وقتًا تحت الشمس، وأنّ الوقت يعبُر أيضًا ولا يكون. وقد أشار أيضًا أنّ الله زرع "الحسّ بالوقت" في قلب الإنسان. يقول بكلمات لا تُنتَسى: "لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ: لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ… قَدْ رَأَيْتُ الشُّغْلَ الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ بَنِي الْبَشَرِ لِيَشْتَغِلُوا بِهِ. صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ، وَأَيْضًا جَعَلَ الأَبَدِيَّةَ فِي قَلْبِهِمِ، الَّتِي بِلاَهَا لاَ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ الْعَمَلَ الَّذِي يَعْمَلُهُ اللهُ مِنَ الْبِدَايَةِ إِلَى النِّهَايَةِ". (جامعة 1:3-11)
في هذه الكلمات الذهبيّة نرى أنّ الشعور بالأبديّة ملازمٌ لضمير الإنسان ومرور الوقت ملازم لحياته. الإنسان يعرف بداخله - ومن دون أن ينظر إلى ساعته - عن مرور الوقت. فالله زرع في الإنسان ساعة تقول له أنّ الوقت يمضي وهو سائر نحو نقطة نهاية مُعيّنة. ويوضح سليمان أنّ الله زرع هذا الشعور في قلب الإنسان ليُدرِكَ أهميّة العمل الذي يعمله الله في كلّ دقيقة. هنا نرى أنّ الشعور بمرور الأوقات يدفعنا نحو فهم اللاهوت، أي الله وعمله عبر الأزمنة، من البداية إلى النهاية. من لا يشعر بالأوقات ولا يفهم معناها لا يقدر أن يلمس عمل الله ولا أن يفهم فكر الله وأحكامه ومقاصده وأعماله في "تدبير ملء الأزمنة".

الوقت ماضٍ. إلى ماذا يدعونا يسوع؟
في أوّل عظة له، نادى يسوع: "قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيل." يومها تجاوب قليلون معه. واليوم أيضًا لن يتجاوب الجميع معه. فهناك دائمًا من يُصرّ على عدم التّغيير رغم معاناته من آلام الزّمان الحاضر أو حتميّة مواجهته لخبايا المستقبل. ونحن إذ نعلم أننّا ماضون إلى بيتنا الأبديّ، علينا أن نتجاوب مع دعوته هذه بطيب قلب وبلا تردّد. يدعونا الوحي المقدس: "الْيَوْم بَعْدَ زَمَانٍ هَذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُم". إنّ الاستماع للنّصيحة يُسبّب خير لنا. "إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا هكَذَا عَلِّمْنَا فَنُؤْتَى قَلْبَ حِكْمَةٍ.".
إنْ علمنا أنّ الوقت مُعجّلٌ ومُقرّبٌ وسريع المرور، لاحتكمنا للحكمة في حياتنا. تحت ضغط الوقت الأخير الداهم، نُصلّي: "عَرِّفْنِي يَا رَبُّ نِهَايَتِي وَمِقْدَارَ أَيَّامِي كَمْ هِيَ، فَأَعْلَمَ كَيْفَ أَنَا زَائِلٌ."

المجموعة: أيلول/سبتمبر 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

37 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11436126