Voice of Preaching the Gospel

vopg

ربما نعرف جميعنا حادثة "غسل الأرجل" التي قام بها الرب يسوع لكنّنا لا نركّز

على أهميّة تنشيف الأرجل بعد غسلها – "وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا". (يوحنا 5:13)
لكلِّ شعبٍ عادات وتقاليد تتداولها الأجيال، وبعضها يتمّ تغييرها أو الاستغناء عنها، أو يُضاف إليها حسب الظروف والاحتياج. فعلى سبيل المثال، بعد وباء "كورونا" صارت عادة تطهير الأيدي متّبعة في البيوت والمتاجر وشركات العمل والمدارس.
كان الناس قديمًا يمارسون عادة غسل أرجل الضيوف عند دخولهم المنزل. وكان يقوم بها صاحب البيت أو عبده إذا كان صاحب البيت غنيًّا. فقد غسل إبراهيم أرجل ضيوفه في تكوين 4:18 ولوط كذلك في تكوين 2:19. وقد لام الرب يسوع سمعان الفرّيسيّ في عدم غسل رجليه لمّا دخل إلى بيته قائلاً: "إِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَكَ، وَمَاءً لأَجْلِ رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ". (لوقا 44:7)
هناك عدّة أسباب في عادة غسل أرجل الضيوف:

أولًا، لتنظيفها من غبار الطريق العالق بها، إذ بالقعود على الأرض تكون القدمان قريبتَيْن من اليدين.

وثانيًا، لأنها تريح الرجلين من عناء الطريق وبالأخصّ إذا كانت المسافة طويلة.

أوضح الرب يسوع لتلاميذه سبب غسله أرجلهم وتنشيفها بقوله: "لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالًا، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا". (يوحنا 15:13) لذلك يجب علينا أن نفعل مثلما فعل الرب يسوع؟ والسبب الوحيد لذلك هو للقداسة.

هناك ثلاث طرق لتقديسنا

1- غسل الميلاد الثاني

2- الاعتراف بخطايانا يوميًّا للرب يسوع

3- غسل أرجل بعضنا البعض - إذا لم يتنبَّه المؤمن إلى خطيّةٍ قد فعلها.

عندما طلب بطرس في عدد 9: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا يَدَيَّ وَرَأْسِي" أجابه الرب يسوع في عدد 10: "الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلَّا إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ، بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ". والسبب لأنّ الرب يسوع خلّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس مرّة واحدة وإلى الأبد كما كتب الرسول بولس إلى تلميذه تيطس 5:3 "بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ".
عندما قَالَ بُطْرُسُ للرب يسوع: «لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَدًا!» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ». المقصود "بالنصيب" هو الشركة مع الرب يسوع في العشاء. أي، يجب علينا الاعتراف بخطايانا – غسل الأرجل - قبل تناول عشاء الرب وذلك بفحص نفوسنا، والاعتراف بخطايانا للرب يسوع مباشرةً، كما أوضح لنا الرسول يوحنا في رسالته الأولى 9:1 "إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ." وأيضًا 1:2 "يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ."

أهداف غسل المسيح لأرجل التلاميذ

1- إظهار محبّته لهم: "إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى".

2- التواضع: "قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا".

3- الشركة معه: "إِنْ كُنْتُ لَا أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ".

4- أن يكون مثالًا لنا: "لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالًا، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا". والسبب هو لقداستنا اليومية لكي نقدر أن نكون في شركة مع الرب يسوع الذي قال لبطرس "إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ".

يناشد الرسول بولس المؤمنين في غلاطية "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا". (غلاطية 1:6) أي أن الإصلاح هو كما فعل الرب يسوع في غسل الأرجل وتنشيفها.

مواصفات الشخص الروحاني الذي يغسل أرجل إخوته ويمسحها:

أولًا: يجب أن يكون محبًّا لإخوته كما ورد في 1كورنثوس 5:13–7 بأن محبّته "... لاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّوءَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَق وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيء".

ثانيًا: خلع الثياب - يجب أن يضع جانبًا جميع المراكز الاجتماعيّة، والثقافيّة، والماليّة، والعائليّة، أو أيِّ اعتبار آخر، متذكِّرًا أن من يغسِل ويمسَح رجليه هو أخوه مثله تمامًا عضوٌ في جسد المسيح.

ثالثًا: الاتضاع. يجب أن ينحني لكي يقدر أن يغسل الأرجل. لأنه إن كان على كرسيٍّ عالٍ لن يستطيع أن يغسل أرجل إخوته ويمسحها.

رابعًا: الحكمة. يجب أن يستخدم كلمة الله بحكمة حتى لا يجرح أو يسبّب ألمًا مستمرًّا.

خامسًا: يمسح الأرجل باستخدام المنشفة – يعني أنه يقدّم خدمة كاملة، ينشّفها بمنشفة. فلم يترك الرب يسوع أرجل التلاميذ مبتلّة. أيّ أن كلّ آثار القذارة قد مُسِحت وليس لها وجود. وهذا ما نفعله إذ ننسى خطايا إخوتنا ولا نعود نذكرها أمامهم أو أمام غيرهم.

المجموعة: نيسان (إبريل) 2025

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

357 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
12054171