Voice of Preaching the Gospel

vopg

عادة البدايات صعبة كخطوات الطفل الأولى، وصعبة بسبب الخوف من الفشل بأن نبدأ ولا نكمّل.

لكن الكتاب المقدس يذكر لنا بدايات رائعة وعظيمة جدًا، أذكر منها:

1– بداية الخليقة: "في البدء خلق الله السماوات والأرض". (تكوين 1:1) "ورأى الله كلّ ما عمله فإذا هو حسن جدًا". (تكوين 31:1) وسفر التكوين هو سفر البدايات: بداية الخليقة، بداية الإنسان، بداية الزواج، بداية السقوط ودخول الخطية إلى العالم، بداية الذبائح، بداية العائلة، بداية المدينة، بداية الحكومات، بداية الألسنة والأمم، بداية الأمّة اليهودية، بداية الآباء، بداية العهود، إلخ... إبدأ مع الربّ وللربّ من جديد.

2- بداية تجسّد الكلمة: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله... كلُّ شيءٍ به كان، وبغيره لم يكن شيء ممّا كان، فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس، والنور يضىء في الظلمة، والظلمة لم تدركه". (يوحنا 1:1-5)
ويجب أن نلاحظ أن البدء في سفر التكوين غير البدء في إنجيل يوحنا. البدء في سفر التكوين كان بدء الخليقة، أما البدء في إنجيل يوحنا فهو البدء الأزلي الذي ليس له بدء. ولأن موضوعه المسيح ابن الله، الله الكلمة المتجسّد، فكان لا بدّ له أن يبدأ بشارته بالكلمة الأزلي.

3- بداية حياة المسيح - الإنسان الكامل - وخدمته في العالم: يقول عنها البشير لوقا: "ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة..." (لوقا 23:3) ويكلّمنا الكتاب المقدس عن بدايات جديدة كثيرة أخرى وأهمّها بداية عهد النعمة، العهد الجديد.


ثلاث بدايات لها علاقة بحياتنا الروحية

أولًا: بداية الخليقة الجديدة وهي مذكورة في سفر التكوين الأصحاحات 6-9 وتحكي لنا قصة الطوفان ودينونة الله للعالم الشرير: "ورأى الرب أن شرّ الإنسان قد كثر في الأرض، وأنّ كلّ تصوّر أفكار قلبه إنّما شرير كلّ يوم. فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض، وتأسّف في قلبه. فقال الربّ: "أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته، الإنسان مع بهائم ودبّاباتٍ وطيور السماء، لأنّي حزنت أنّي عملتهم". (تكوين 5:6–7) ويضيف الوحي: "نهاية كلِّ بشر قد أتتْ أمامي، لأن الأرض امتلأت ظلمًا منهم. فها أنا مهلكهم مع الأرض". (تكوين 13:6) نفهم من هذه الأقوال أن الله سيمحو الخليقة الأولى ويدينها ويؤسّس خليقة جديدة مستخدمًا نوح وعائلته كبداية للخليقة الجديدة. يقول الكتاب: "كان نوح رجلًا بارًا كاملًا في أجياله. وسار نوح مع الله." وقال الله لنوح: "... اصنَعْ لنفسك فلكًا من خشبِ جُفْرٍ..." وأعطاه مواصفات الفلك ومقاييسه... وقال له: "فها أنا آتٍ بطوفان الماء على الأرض لأُهلك كلَّ جسدٍ فيه روح حياة من تحت السماء. كلّ ما في الأرض يموت. ولكن أُقيم عهدي معك، فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك، ومن كلّ حيٍّ من كلّ ذي جسد، اثنين من كلٍّ تُدْخِل إلى الفلك لاستبقائها معك. تكون ذكرًا وأنثى..."
وبعد خروج نوح من الفلك الذي مكث فيه حوالي 371 يومًا (بحسب تفسير وليم ماكدونالد) "بنى نوح مذبحًا للربّ"... وقدّم عليه محرقات للربّ من البهائم الطاهرة ومن كلّ الطيور الطاهرة، وتنسّم "الرب رائحة الرضا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لَا أَعُودُ أَلْعَنُ الأرض أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الإنسان، لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإنسان شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضًا أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ. مُدَّةَ كُلِّ أَيَّامِ الأرض: زَرْعٌ وَحَصَادٌ، وَبَرْدٌ وَحَرّ، وَصَيْفٌ وَشِتَاءٌ، وَنَهَارٌ وَلَيْلٌ، لاَ تَزَالُ». (تكوين 20:8-22) "وَبَارَكَ اللهُ نُوحًا وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ: أثمروا وَاكْثُرُوا وَامْلَأُوا الأرض". (1:9) نلاحظ أن هذه العبارة ذاتها، هي التي قالها الرب لآدم في تكوين 28:1.
من هنا تبدأ الخليقة الجديدة من نوح ونسله ومما خرج من الفلك من البهائم والطيور، بعد أن أهلك الله العالم الشرير بالطوفان. تُذكّرنا هذه الخليقة الجديدة بالخليقة الروحيّة الجديدة كما يقول الرسول بولس: "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا". (2كورنثوس 17:5) فإن كانت توجد خليقة جديدة فهذا يعني أن هناك خليقة قديمة. فما هي الخليقة القديمة؟ هي الإنسان العتيق الوارث للخطية ونتائجها، والوارث للموت... الإنسان الخاطئ أو الإنسان الطبيعي. الخليقة القديمة، هي الطبيعة الموروثة من آدم، وقد ورثنا منه الخطيّة والفساد ونتائج الخطية والموت. أما الخليقة الجديدة فهي الحياة الجديدة التي أخذناها من الرب يسوع بالإيمان "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ."
في حديث المسيح مع نيقوديموس، وبالرغم من أنه معلّم الناموس، قال له المسيح: "ينبغي أن تولدوا من فوق". "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ".
هذه دعوة للارتباط بالمسيح، لنكون خليقة جديدة: "ليحلّ المسيح بالإيمان في قلوبكم".
 تبدأ الخليقة الجديدة بالولادة الجديدة
 الخليقة الجديدة هي الارتباط بالمسيح بالإيمان كما حدث مع شاول الطرسوسي الذي أصبح بولس الرسول، وكما حدث مع زكّا والسامريّة وسجّان فيلبي...
هل اختبرت هذا النوع من الحياة؟

ثانيًا: الوعاء الجديد - نقرأ في إرميا 18 عن الفخاري الذي كان يصنع وعاء على الدولاب، ففسد الوعاء. لماذا فسد؟ قد يكون بسبب وجود أحجار صغيرة في الطين الذي يصنع منه الوعاء، أو اختلط طينه بمواد أخرى لا تصلح لعمل الوعاء، أو لم يتنقَّ جيّدًا من الحشائش.
قد دخلت حياتك أمور غريبة... علاقات غير شريفة، خطايا وسقطات متعدّدة، أو صداقات أدخلتك في الإدمان للمخدرات... أو أثّرت عليك ظروف أو مشاكل فأفسدت حياتك.
سرق أنسيمس سيّده فليمون ولكنه تاب وأصبح أخًا نافعًا له... سقط داود لكنه قام... كذلك سقط بطرس وأنكر لكنّه قام... الابن الضال خرج من بيت أبيه إلى كورة الخنازير لكنه رجع إلى الأحضان الأبويّة.
فالرب يدعوك اليوم ليضعك على الدولاب من جديد ليخرج منك وعاءًا جديدًا، إناءً للكرامة نافعًا لخدمة السيِّد، هذه دعوة للتكريس والعودة إلى بيت الآب، لتصلّي وترجع بتوبة حقيقيّة إلى الربّ وتصرخ مع داود قائلًا: "قلبًا نقيًّا اخلقْ فيّ يا الله، وروحًا مستقيمًا جدِّد في داخلي". ضع نفسك في يد الفخّاري الأعظم ليصنع منك وعاءًا جديدًا.

ثالثًا: إنطلاقة جديدة - كان يوم الخمسين انطلاقة جديدة وملئًا من الروح القدس، نالوا قوّة روحيّة جديدة، وكانت صلواتهم حارّة لدرجة أنها زعزعت المكان وفتحت السجون: "[وَالآنَ يَا رَبُّ، انْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ، وَامْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، بِمَدِّ يَدِكَ لِلشِّفَاء،ِ وَلْتُُجْرَ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ بِاسْمِ فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ». وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ". (أعمال 29:4–31)
عملوا معجزات كثيرة من شفاء مرضى، وإقامة موتى... "وَجَرَتْ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّعْبِ... حَتَّى إِنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى خَارِجًا فِي الشَّوَارِعِ وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى فُُرُشٍ وَأَسِِرَّةٍ، حَتَّى إِذَا جَاءَ بُطْرُسُ يُخَيِّمُ وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ... وَكَانُوا يُُبْْرَأُونَ جَمِيعُهُمْ". (أعمال 12:5–16)
- خدمة جديدة مؤثرة وجاذبة للنفوس، فبطرس ربح في أوّل عظة له 3 آلاف نفس وربح كرنيليوس قائد المئة وأهل بيته.
- عطاء وسخاء ومشاركة الاحتياجات، فبرنابا باع قطعة أرض وقدَّم ثمنها للكنيسة.
- "كان الجميع معًا بنفس واحدة".
هل أنت مستعد أن تبدأ بداية جديدة؟

هذه نصائح ختامية:

1– إِنسَ الماضي وما هو وراء، لا تجعل الماضي وسقطاته تعطِّلك، لا تربط نفسك به، اعلم أن إلهك إله الفرصة الثانية. امتدّ إلى ما هو قدّام واسعى نحو الغرض.
2سلّم نفسك بالكامل للمسيح، ضع نفسك على مذبحه، مذبح التكريس، سلّمه إرادتك وعواطفك ومشاكلك واخضع له.
3 – اسمع صوته وأطعه فتصبح إناءً جديدًا نافعًا لخدمة السيِّد.

المجموعة: حزيران (يونيو) 2025

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

244 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
12681575