1. الإنسان المسيحي كاهن: كان يجب أن يكون الكاهن في العهد القديم من سبط لاوي. ولكن في العهد الجديد،
أي في عهد النعمة، كلّ مسيحي هو كاهن لله، وله اتصال مباشر وعلاقة خاصة مع الله. وهذا الكهنوت ملوكي: فالمسيحي له هوية ملكيةّ، وله رسميًّا حقّ وسلطة الدخول إلى محضر الله، أي إلى قدس الأقداس، في أي وقت (انظر عبرانيين 19:10-22) وبخصوص أيّ موضوع، وفي كلّ الظروف (انظر أفسس 18:2). والكاهن يصلّي من أجل الناس، أي يتشفّع للناس. فهو يقترب من الله، وله حقّ التشفّع بصلواته لكلّ الناس. ويستطيع كلّ مسيحي أن يقدِّم ذبائح روحيّة لله (انظر رومية 1:12-2؛ وفيلبي 17:2).
2. الإنسان المسيحي وكيل: الوكيل مسؤول عن تدبير أمور أملاك الآخرين، وخصوصًا في فترة غيابهم، أي أنّ الوكيل إنسان مسؤول (لوقا 1:16-2؛ 42:12)، وليس فقط عمّا له، بل لما ليس له، أي لما هو لغيره. لذلك على الإنسان المسيحي أن يعرف بأن حياته ووقته ومواهبه وأملاكه هي وديعة عنده من الله ليديرها حسنًا، ولتقديم حساب عنها. فحياة المؤمن ليست ملكه، بل لمن وهبه إيّاها (انظر 1كورنثوس 19:6-20)
3. الإنسان المسيحي جندي: يخوض المؤمن المسيحي يوميًّا حربًا روحيّة ضد كل مظاهر الشّر والنّجاسة والفساد والظّلم. فالمسيحي جندي يحارب المحاربة الحسنة (انظر 1تيموثاوس 18:1)، ويجاهد جهاد الإيمان الحسن (1تيموثاوس 12:6)، ويتحمّل المشقّات كجندي صالح ليسوع المسيح (2تيموثاوس 3:2). والجندي في المعركة له عدوّ: وأوّل خطوة نحو النصر هو معرفة وإدراك أن هذا العدو هو الشيطان وقوى الشر الروحية. والشيطان يهاجم كل نواحي الحياة. جسديًّا (لوقا 16:13) وعقليًّا (2كورنثوس 4:4) وروحيًا (أعمال 3:5). فالشّيطان مُخادع (كورنثوس الثانية 3:11)، ويهاجم القلب والعقل والإرادة والضمير والرغبات. أي إنّ حرب المسيحي الجندي هي حربٌ روحيّة يوميّة ضد إبليس.
4. الإنسان المسيحي حجر حيّ: المسيحي حجر، ولكن هذا الحجر حيّ (انظر 1بطرس 5:2). يكون الإنسان قبل الإيمان غير مستقرّ، ولا يشعر بالطمأنينة والراحة. ولكن بعد الإيمان يصبح الإنسان المسيحي صلبًا كالصخر، ويمكن الثقة به، ويُبنى على الإيمان بالربّ الحيّ. فالرّبّ يسوع المسيح نفسه يُدعى حجر الزّاوية (أنظر إشعياء 16:28؛ و1بطرس 6:2). أي أن المسيحي مشبّه بربّه بأنه حجر حيّ.
5. الإنسان المسيحي خروف في رعيّة الرّب يسوع: قال الرب يسوع في يوحنا 27:10 "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي." يشبّه الرّب يسوع المسيح الإنسان المسيحي بالخروف الذي يتبع راعيه. أي أنّ السمع والطاعة تسيران معًا. وكما أن الخروف يدرك صوت راعيه، كذلك يدرك المؤمن المسيحي صوت ربّه وإلهه، ويهمل صوت الغريب الذي قد يقوده إلى العصيان أو الخطر أو الذلّ. أيضًا الراعي يوفّر حاجات الرعيّة، وكذلك إلهنا كفيل بحاجاتنا من طعام ولباس وصحة وراحة. أي أنّه يملأ قلب ونفس المؤمن بالثّقة والسّلام (انظر رومية 31:8-32).
أحيانًا تشعر كمسيحي بأنك وحيد وبلا حول ولا قوّة، وعاجز، وضعيف، وتقف وحيدًا أمام قوى الشر والقتل والظلم والفتك. تمامًا كما يواجه الخروف الذئاب المفترسة. ولكن الفرح يأتي حين نتذكّر وعد الله بأنه دائمًا معنا (انظر رومية 31:8؛ ومتّى 20:28). فالإنسان المسيحي يتمتّع بالأمن وذلك لأنّ الرّب يسوع المسيح هو الرّاعي الصالح الذي يحمي رعيّته (مزمور 5:23-6).
صور أخرى للمسيحي
1. المسيحي رياضي: يركض المسيحي لهدف محدود. وحتى يربح الرياضي، فإنّ عليه أن يطيع ويلعب حسب القوانين وإلّا يُحرم من اللعب. والقوانين المسيحيّة هي قوانين المحبّة (انظر 2تيموثاوس 5:2؛ ومرقس 29:12-31)
2. المسيحي مزارع: أي أنّ لديه مسؤولية العمل من كل القلب في حقل الرب. (انظر 2تيموثاوس 5:2)
3. المسيحي عامل: فهو يقدّم نفسه لخدمة الله، والعمل عنده له هدف نبيل. (انظر 2تيموثاوس 15:2)
4. المسيحي إناء: ويجب أن يكون الإناء غير ملوَّث، بل مملوء بما هو نقيّ بالروح القدس. (انظر 1تيموثاوس 20:2-21)
5. المسيحي خادم للرّب، ويجب أن يخدم الله والنّاس بقوّة وأمانة. (2تي 24:2)
6. المسيحي هو خليقة جديدة، فهو شخص مختلف كلّيًّا عن الآخرين لأنه في المسيح. فهو أحد أولاد الله، وأحد أفراد شعب الله. وله حياة في المسيح. ( 2كو 17:5)
7. المسيحي تلميذ: نقرأ في سفر أعمال الرّسل 26:11 بأن تلاميذ الرّب يسوع المسيح قد تمّ دعوتهم بالمسيحيّين. أي أن المسيحي هو أصلًا تلميذٌ للرّب يسوع المسيح. وكلمة تلميذ تعني بكلّ بساطة من يتعلّم. أي أنك كإنسان مسيحي تحت التعليمات، وتحت التوجيهات. والكلمة تنطبق على كل مسيحي، وليس فقط تلاميذ الرب يسوع الاثني عشر. والتلميذ الحقيقي هو من يسعى لمعرفة الحق وتطبيق هذا الحق. أي معرفة كلمة الله وإرادة الله، والعمل بها.