عن كتاب "شيء عن الحياة" للدكتور بوب جونز
للمعلّم الشهير الدكتور نورمان بيل كتابٌ معروف تحت عنوان "قوة التفكير الإيجابيّ"، ما كاد يُنشر حتى تهافت الناس على شرائه ومطالعته. وهو يُعالج أهميّة الناحية الإيجابية في حياة الإنسان؛ أي أن ما يفكّر فيه الإنسان ويقوله ويعمله يمثّل الجزء الأهمّ من حياته. لكن التفكير السلبيّ لا يقلّ أهميّة؛ فالمهمّ أن يتعلّم الإنسان أين يجب أن يقول "لا" ومتى، وهذا ما يعنيه سليمان الحكيم في قوله:
"يا ابني، إنْ تملّقَكَ الخطاةُ فلا ترْضَ". (أمثال 10:1)
يجب أن تقول: "لا" للتجارب التي تهاجم الجسد، وتظهر بأشكالٍ مُغرية، فتخدع الكثيرين منّا.
قل: "لا"، عندما تُجرَّب في مسألة ماليّة وتميل عن الحقّ، ولو قليلاً.
قل: "لا"، عندما تتعرّض للانغماس، ولو لفترةٍ قصيرة، في تسليةٍ غير بريئة.
قل: "لا"، إذا رأيت نفسك تميل إلى التردّد إلى أحد أماكن اللهو المشبوهة، ولو لمرّةٍ واحدة.
قل: "لا"، إذا سمَحَتْ لك نفسك بأن تراهن في سباق لأن تكذب، ولو كذبة "بيضاء"، لتجد مخْرَجًا من موقف حرج، وأن تحاول أن تؤكّد قولك بقسَمٍ خفيفٍ.
باختصار، عليك أن تقف موقفًا سلبيًّا حازمًا أمام كل ما يغريك بالتعدّي على الحدود الأدبيّة، لتعانق الخطيّة لحظةً خاطفة. فهذه، من دون شكّ، حِيَلٌ شيطانيّة تهدف إلى تدمير الأُسس الروحيّة في حياتك، وتُثنيك عن المسير في طريق القداسة.
هذا فيما يخصّ التجارب التي تهاجم الجسد، والتي يجب أنْ نحاربها بشدّة.
أما فيما يختصّ بالتجارب التي تحارب الروح:
- لا تسمحْ للتجربة بأن تقودك إلى الشكّ في حقيقة كلمة الله وقوّة الصلاة وفاعليّتها، وإلى عمل كل ما تأمرك به وتعلّمك إيّاه.
- لا تسمحْ لنفسك بأن تكلّ وتتعب في كفاحك في الحياة، أو تتزعزع ثقتك بعناية الله بك.
- لا تسمحْ للخوف من المستقبل بأن ينتابك.
إيّاك والكبرياء، فهي مرذولة أمام الله والناس، ومن مظاهرها: الشعور بالثقة والطمأنينة لمجرّد اتّكالك على كفاءتك وقدرتك الشخصيّة. لا تجعل من ديانتك أمرًا عقليًّا تحشو به رأسك، بينما قلبك خالٍ.
هذه بعض الطرق التي يُحاول بها الشيطان أن يخضعك لمشيئته. فعندما يغريك للسير في الطريق الواسع، تذكّرْ نصيحة سليمان الحكيم التي تحذّرك من هذا الخطر: "يا ابني، لا تسلكْ في الطريق معهم. امنعْ رجلك عن مسالكهم" (أمثال 15:1). فأمام تجارب الجسد والروح عليك أن تقول: "لا" بشجاعة وقوّة.
هناك قوّة إلهيّة ومكافأة سخيّة في هذا التفكير السلبيّ من غير شكّ؛ فليس من السهل أن تقول "لا" لكلّ تجربة تتعرّض لها، لأن في أعماق الإنسان حربًا بين روح الإنسان وجسده، وكما يقول الكتاب المقدس: "لأنّ الجسد يشتهي ضدّ الروح والروح ضدّ الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون" (غلاطية 17:5). لا سبيل للنصرة على شهوات الجسد وميوله الشريرة إلّا باللجوء إلى نعمة الله، والاتكال عليه: "لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله" (رومية 14:8).
يجب أن تتعلّم:
- أن المؤمن الحقيقي هو أكثر الناس تعرّضًا لهجمات الشيطان.
- والأشخاص الذي يتمسّكون بالأمانة والاستقامة في أعمالهم هم أكثر عُرضة من غيرهم للاضطهاد، حتّى من زملائهم في العمل الذين لا تهمّهم الأمانة والاستقامة.
- والمؤمن الذي لا يجاري غيره من أهل العالم، في حياة الخلاعة والاستهتار، يعرّض نفسه للسخرية والاحتقار. لأنه بسلوكه المستقيم، يُشعرهم بانحطاط مستواهم: "ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غلاطية 24:5).
