لقد دارت الأيام دورتها معلنة نهاية السنة الماضية ومولد العام الجديد.
إننا نسجد للرب يسوع المسيح وتفيض قلوبنا بالحمد والشكر ذاكرين ذلك الدم الثمين الذي سال من جسده الكريم على الصليب ليدفع ثمن فدائنا. ليت كلّ مؤمن قد تمتّع بالخلاص الذي أكمله الفادي أن يراجع ما أعطاه من بركات لا تُعدّ ولا تُحصى، وحسنات تفوق الحصر ويهتف مع إيثان الأزراحي: "بمراحم الرب أُغَنِّي إِلَى الدَّهْرِ. لِدَوْرٍ فَدَوْرٍ أُخْبِرُ عَنْ حَقِّكَ بِفَمِي". (مزمور 1:89)
على المؤمن - وهو في عالم موضوع في الشرير استشرى فيه الفساد أن يرفع رأسه إلى الأعالي من حيث يأتي إليه العون ويسمع صوت الفادي يناديه: "ها أنا آتي سريعًا" فيلبّي النداء بشوق وحنين مجيبًا "آمين! تعال أيها الرب يسوع".
بينما الناس يعتريهم الرعب والانزعاج من جراء التسابق الجنوني نحو التسلّح ولا يعلمون كيف ينتهي الصراع بين الأمم، يجب أن يستريح المؤمن، لأن "حبيب الرب يَسْكُنُ لَدَيْهِ آمِنًا. يَسْتُرُهُ طُولَ النَّهَارِ، وَبَيْنَ مَنْكِبَيْهِ يَسْكُنُ". (تثنية 12:33) ولا يغيب عنا أن إلهنا له السيادة المطلقة على حوادث الزمن، وعلينا أن نلجأ إليه كل حين بالصلاة والإيمان. فهو القائل: "اُدْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا."
وعينيه على قدّيسيه يحفظهم في حماه، وأسوار الرضى تحيط بهم والأذرع الإلهية تحملهم والمجد ينتظرهم. ومهما عصفت الأنواء واشتدّت الضيقات فلا خوف عليهم لأنهم في كنف القدير ورعايته. "يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي الْحَقِّ، وَيُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ. كُلُّ سُبُلِ الرَّبِّ رَحْمَةٌ وَحَقٌّ لِحَافِظِي عَهْدِهِ وَشَهَادَاتِهِ". (مزمور 9:25-10)
وإذ تدخل مجلة صوت الكرازة بالإنجيل عامها الثالثة والخمسين من أعوام خدمتها وجهادها إننا نشعر شعورًا عميقًا بفضل الرب العظيم عليها وعونه الشديد لها، إذ بدونه ما كان ممكنًا أن تستمرّ في تأدية رسالتها هذه الحقبة الطويلة من الزمن، أي، أكثر من نصف قرن بسنتين، فله كل الشكر والثناء والتعبّد وهي تتطلّع إليه وحده واثقة أنه سيؤيّدها بقوّته في هذا العام لكي تقوم بخدمتها بأكثر نشاط وغيرة لخير النفوس ومجد اسمه القدوس.